توقيت القاهرة المحلي 15:51:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مفجرة ثورة الطلبة

  مصر اليوم -

مفجرة ثورة الطلبة

بقلم - عبد اللطيف المناوي

الإنسان موقف يُعرف به وقت الشدة. وربما عرفت الإنسانية الكثير من الرجال والسيدات الذين واللاتى صنعوا أسماءهم/ أسماءهن بالمواقف. وأحزن عندما يرتبط اسم ما بموقف مخزٍ، أو موقف ينمّ عن عدم فهم وإدراك لطبيعة الأشياء، وطبيعة ما يحدث حولنا.

لا شك أن مشاهد الدماء والدمار قد تنامت إلى عينى رئيس جامعة كولومبيا، نعمت شفيق، فكيف يكون موقفها بهذا الخزى. لم أكتب حينها، واعتبرت أن ما يحدث هو جزء من آلة دعائية غربية وأمريكية مجتمعية شديدة، رياحها عاتية قد تضرب الأخضر واليابس، ودافعت عن موقف محمد صلاح الهادئ؛ لأننى أعلم تماما ما يحدث فى بريطانيا. ولكن ما حدث مع نعمت شفيق، مصرية الأب والأم، مختلف.

منذ يومين أصدرت كلية الآداب والعلوم فى جامعة كولومبيا قرارًا بحجب الثقة عن رئيس الكلية، نعمت شفيق، قائلة إنها انتهكت «المتطلبات الأساسية للحرية الأكاديمية والحوكمة المشتركة»، وشاركت، كما قالت نيويورك تايمز، فى «اعتداء غير مسبوق على حقوق الطلاب»، ورغم رمزية الخطوة، فإنها اعترفت بحق العالم فى الوقوف إلى شعب يُباد، وتحاول آلة عسكرية كبيرة تهجيره.

لقد واجهت نعمت شفيق غضبًا كبيرًا فى الحرم الجامعى، وذلك بسبب تعهدها العلنى أمام لجنة بالكونجرس الشهر الماضى بأنها ستعاقب العديد من أعضاء هيئة التدريس الذين يتبنون وجهات نظر ضد إسرائيل والتى قال البعض إنها معادية للسامية.

الخطوة رغم رمزيتها أنها جاءت من أغلبية، حيث تم تقديم قرار حجب الثقة من قبل فرع الحرم الجامعى للجمعية الأمريكية لأساتذة الجامعات، وهى منظمة أعضاء هيئة التدريس المهنية. ومن بين 709 أساتذة صوتوا، أيد 65% القرار وعارضه 29%. وامتنع ستة بالمئة عن التصويت.

وانتقد القرار بشكل خاص قرار الدكتورة شفيق استدعاء الشرطة إلى الحرم الجامعى لإخلاء مخيم طلابى مؤيد للفلسطينيين، حتى بعد أن طلبت منها اللجنة التنفيذية لمجلس شيوخ الجامعة بالإجماع عدم القيام بذلك. وجاء فى القرار أنها زعمت كذبًا أن الطلاب يشكلون خطرًا واضحًا وقائمًا على الأداء الجوهرى للجامعة، وجادلت بدلًا من ذلك بأنهم كانوا سلميين.

وتصدرت نعمت شفيق، رئيس جامعة كولومبيا، عناوين الصحف منذ 17 إبريل الماضى، عقب تصريحاتها التى أدلت بها أمام مجلس النواب الأمريكى وإجراءاتها ضد المتظاهرين التى اتخذتها لتدحض عن نفسها وعن إدارتها شبهة «معاداة السامية»، وهو ما أثار موجة من الانتقادات نحوها وصلت حد مطالبتها بالاستقالة. لقد استُجوبت شفيق، وحتى مع استجوابها أنكرت الكثير من الحقائق، على عكس ما فعل رؤساء جامعات آخرون فى جلسات سابقة.

لم تذكر شفيق أى شىء عن حرية التعبير عن الرأى أو سلمية التظاهرات والاحتجاجات، بل أكدت منذ اللحظة الأولى التى وقفت فيها للحديث أنها ملتزمة بالتصدى بكامل طاقتها لكافة أشكال معاداة السامية. كان رئيسا جامعتى هارفارد وبنسلفانيا رفضا سابقًا إدانة احتجاجات الطلاب لدعم القضية الفلسطينية والتنديد بالتجاوزات الإسرائيلية، إلا شفيق.

لا أريد قول إنها نالت جزاءها، ولكنها نالت جزءًا منه، والباقى فى ذمة التاريخ.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مفجرة ثورة الطلبة مفجرة ثورة الطلبة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 13:30 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

تامر حسني يحقق حلم محمد رحيم بعد وفاته
  مصر اليوم - تامر حسني يحقق حلم محمد رحيم بعد وفاته

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة

GMT 13:03 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

فولكس فاجن تكشف عن أسعار أيقونتها Passat موديل 2020

GMT 17:41 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

الفنانة مريم حسن تتعاقد على بطولة مسلسل "أبو جبل"

GMT 23:17 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

دورة تحكيم في جمباز الأيروبيك بالاتحاد الدولي للجمباز

GMT 16:26 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكّد أن الهاتف المحمول أقذر بـ7 أضعاف من مقعد المرحاض

GMT 04:58 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد تستعد لأول مسلسل مع خطيبها الفنان أحمد فهمي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon