بقلم - عبد اللطيف المناوي
منحت مجلة «برايفيت آى» الساخرة محمد الفايد لقب «الفرعون المزيف»، ربما كانت تلك بداية العلاقة المتوترة بين الفايد وبريطانيا، وربما كان هذا مسيطرًا عليه.
اشترى محمد وشقيقه فندق «ريتز» فى باريس عام 1979، قبل ستة أعوام من الاستحواذ على أهم مقتنيات إمبراطوريته التجارية، متاجر «هارودز» الفاخرة فى لندن بعد معركة مضنية مع رجل الأعمال البريطانى، رولاند راولاند، إلا أن تحقيقًا أجرته الحكومة البريطانية، ونشرت نتائجه عام 1990، خلص إلى أن الفايد وشقيقه تلاعبا بشأن ثروتهما وأصولها لضمان الحصول على «هارودز».
رفض الشقيقان نتائج التحقيق، وبعد خمسة أعوام ردّت السلطات أول طلب قدّمه للحصول على الجنسية البريطانية، وقالت له: «طلبك مرفوض».
رأى الفايد فى قرار رفض منحه الجنسية إهانة لكرامته. وقال حينها: «لماذا لا يمنحوننى جواز السفر البريطانى؟ إنى أملك متجر هارودز وأوظف فيه آلاف الأشخاص فى هذا البلد»، ولأنه يعتز دائمًا بصراحته فى التعبير، وقوته فى رد الهجوم، صعّد الفايد فى معركة منحه الجنسية، ليتهم وزيرين محافظين، هما نيل هاملتون وتيم سميث، بأنهما تلقيا مبالغ مالية منه لقاء طرحهما أسئلة تخدم مصالحه فى مجلس العموم.
ونتيجة لذلك، اضطر الوزيران إلى ترك الحكومة بسبب هذه الفضيحة، وهو نفس المصير الذى وجده وزير الدولة حينها، جوناثان إيتكن، بعد كشف الفايد أنه أقام مجانًا فى فندق «ريتز» بباريس، تزامنًا مع وجود مجموعة من تجار السلاح هناك، بل إن مصير إيتكن كان أشد ألمًا حيث سُجن بسبب إدلائه بشهادة كاذبة فى المحكمة.
كانت معركة الفايد مع حزب المحافظين تتراوح بين فوز وهزيمة، جولات طويلة دعم الرجل خلالها إمبراطوريته بشراء نادى فولهام لكرة القدم الشهير سنة 1997، وحوَّله من مجرد نادٍ يلعب فى دورى الظل إلى عضو دائم فى دورى الأضواء (البريميرليج).
إلى تلك اللحظة كانت معركة الفايد مع الحزب الحاكم فى بريطانيا، وليست مع القصر، حيث كانت علاقاته مع العائلة المالكة بسيطة وتحكمها المصالح، فمثلًا تجده يرعى فعاليات سباقات الخيول، إلا أن العلاقة التى جمعت ابنه عماد أو (دودى) بالأميرة ديانا، أميرة ويلز وزوجة الأمير تشارلز، الذى صار ملكًا الآن، كانت فارقة فى مسيرة حياة الرجل، بل فى مسيرة حياة العائلة كلها.