توقيت القاهرة المحلي 06:10:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«ليبيا» المنكوبة بالإعصار.. والانقسامات أيضًا (2 - 2)

  مصر اليوم -

«ليبيا» المنكوبة بالإعصار والانقسامات أيضًا 2  2

بقلم - عبد اللطيف المناوي

رياح العاصفة «دانيال» لم تكن أشد قساوة من رياح «النزعات والنزاعات» التى ضربت «درنة» طوال تاريخها. الجثث التى جرفها التيار واضطر الأهالى لدفنها فى مقابر جماعية هى تكرار لمشاهد أخرى عبثية جرت على أرضها الجميلة.

بالطبع كان تعبير «العائدون من أفغانستان» المنتشر بشدة فى أوائل التسعينيات هو كلمة السر الأولى فى النزاعات المسلحة، حيث بدأت علاقة «درنة» بالتنظيمات المسلحة مع منتصف عام 1995، حين عادت إليها مجموعة من المقاتلين الليبيين الذين شاركوا فى محاربة الغزو السوفيتى لأفغانستان، ليعلنوا رسميًا عن تأسيس «الجماعة الليبية المقاتلة»، والتى سعت بكل الطرق إلى إسقاط نظام العقيد الراحل معمر القذافى، ليبدأ الصدام الدموى بين النظام و«الزنادقة»- كما أطلق عليهم القذافى وقتها.

وأصبحت «درنة» فى هذا الوقت واحدة من أكبر المدن الليبية ذات الطبيعة الإسلامية الأصولية، وصارت معقلًا للمعارضة الإسلامية المناهضة لنظام القذافى وقتها، وقد سقط بسبب تلك المعارك مئات الضحايا، إلى حدٍّ كرس الكراهية بين أهل المدينة، التى كان يسيطر عليها الإسلاميون، والنظام. ومع اندلاع حركة التمرد ضد القذافى فى فبراير 2011 لعبت المدينة دورًا كبيرًا فى هذا التمرد، وكانت من أوائل المدن التى خرجت عن السيطرة. ومن وقتها ظهر العديد من التشكيلات المسلحة فى المدينة.

أصبحت الحياة فى «درنة» شبه مستحيلة، وعانى أهلها الكثير بسبب سيطرة المتشددين عليها، وسجلت المنظمات الحقوقية المحلية والدولية عديد الجرائم التى ارتكبتها التنظيمات المسلحة، أبرزها الإعدامات الميدانية ذبحًا فى ساحة «مسجد الصحابة» التى كان تنظيم «داعش» يبثها مباشرة عبر فيديوهات أراد من خلالها إرهاب الليبيين وتخويفهم.

وكانت الذروة فى قيام الجيش الليبى بقيادة «خليفة حفتر» بمحاصرة المدينة والقتال حتى دخلها فى يونيو 2018، بالتزامن مع تناحر إرهابيى «داعش» وتحالف للميليشيات المتطرفة التى أطلقت على نفسها اسم «مجلس شورى مجاهدى درنة»، وكان موضوع التناحر هو النفوذ والمال.

ومع المحاولات الأخيرة للإصلاح وترسيخ الوحدة فى ليبيا، فإن «درنة» الواقعة فى شرقى البلاد، تظل تحت سيطرة مجلس النواب، وأن رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبدالحميد الدبيبة، ذات النفوذ الأبرز فى طرابلس بالغرب الليبى، لم يكن يستطيع بأى حال من الأحوال أن يزور «درنة» وهو الآن يتحدث عنها حديث الغرباء.

يطفو على السطح الآن الحديث عن الإهمال طوال أكثر من 12 عامًا، والنزاع بين أشخاص وجهات على سلطة على بلد ممزق بسببهم ومن يدعمونهم. ومن نتائج الإهمال ذلك الانهيار الذى أصاب السدين فى درنة، لم تتم صيانتهما ولم تتخذ أى سلطة، بين السلطات الكثيرة هناك، إجراءات لصيانة وتأمين أى من السدين، اللذين بسبب انهيارهما كان حجم الكارثة عظيمًا!!.

ويبقى السؤال: هل الطبيعة وحدها مسؤولة عما حدث للمدينة أم أن لنزعات ونزاعات البشر دورًا مؤثرًا فيما حدث ويحدث؟.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«ليبيا» المنكوبة بالإعصار والانقسامات أيضًا 2  2 «ليبيا» المنكوبة بالإعصار والانقسامات أيضًا 2  2



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 05:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
  مصر اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 17:24 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم
  مصر اليوم - دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon