بقلم - عبد اللطيف المناوي
«مى» بفتح الميم وتشديد الياء هو أحد الأسماء العربية الشهيرة، ويعنى فى اللغة الغزالة الصغيرة، وهو اسم قليل الحروف، بليغ الأثر، تمامًا مثل «مى» التى افتتحت منتدى الإعلام العربى بدبى، واسمحوا لى هنا أن أكتبها بالإنجليزية «MAi»، لأن الحرف «M» هو اختصار لكلمة «Media» أو الإعلام العادى والتقليدى، والحرفان «Ai» هما اختصار «Artificial intelligence» أو الذكاء الاصطناعى.
و«MAi» المقصودة هى مُساعِدة افتراضية لونها أزرق ولكنها تستطيع أن تتلون بكافة الألوان وتتقمص بكافة الأصوات، صُممت بالذكاء الاصطناعى لكى تشارك فى استقبال ضيوف المنتدى بل تلقى كلمة الافتتاح وتقدم المتحدثين، وكانت هى نقطة الانطلاق للمفهوم الرئيسى للمنتدى، وهو كيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعى فى الإعلام هذه الفترة.
وقد دارت النقاشات حول هذا الأمر، ولكن لفت نظرى كلمة سعادة منى المرى، نائب الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبى للإعلام، رئيس نادى دبى للصحافة، والتى قالت إنها منذ 10 سنوات، وفى نفس المنتدى والمكان، سألت الحضور سؤالًا حول ما إذا كانوا يحصلون على الأخبار من منصات التواصل الاجتماعى، فرفع عدد قليل للغاية أياديهم، فماذا لو سألت هذا التساؤل خلال هذا المنتدى، فإن- بالتأكيد- القاعة كلها سترفع يدها.
شارك فى الدورة الحالية للمنتدى أكثر من 3000 شخصية من أبرز الوجوه الإعلامية فى المنطقة والعالم، والوزراء ورؤساء مؤسسات الإعلام العربية والعالمية ورؤساء تحرير الصحف المحلية والعربية، إلى جانب نخبة من كبار الكُتَّاب والمفكرين وممثلى كبريات وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية، ضمن التجمع السنوى الأكبر من نوعه فى المنطقة.
وضم المنتدى أكثر من 75 جلسة وبمشاركة 130 متحدثًا و160 مؤسسة إعلامية، واستهدف رسم مستقبل الإعلام العربى، من خلال عرض التجارب الملهمة وطرح الرؤى حول مستقبل الإعلام، وتبادل الخبرات والأفكار والتجارب التى تسهم فى استشراف مستقبل الإعلام العربى، وذلك عبر مجموعة كبيرة ومتنوعة من ورش العمل والجلسات النقاشية والفعاليات التى تركز على أحدث الاتجاهات الإعلامية، من أجل تقديم حلول مبتكرة لمواكبة المتغيرات العالمية.
جلسات المنتدى دارت جميعها حول المستقبل، وحول شكل غرف الأخبار سنة 2052، ومدى حضور الذكاء الاصطناعى فيها وفى المؤسسات الإعلامية عمومًا، هناك من تفاءل وهناك من تشاءم، فهذه التقنية صارت حقيقة تقلق وتخيف البعض ولا يفهمها البعض! لا سيما أن أحد المتحدثين تحدث عن الذكاء الاصطناعى الذى استطاع أن يكتب خمسة مقالات فى خمسة اتجاهات مختلفة، كانت جميعها أفضل من المقالات المنشورة فى الصحيفة التى يعمل بها.
هناك من فهم هذا التوجه، وهناك من يستعد، وهناك من لا ينتبه على الإطلاق لما يحدث حوله!.