توقيت القاهرة المحلي 00:09:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أن تكون رئيسًا للتحرير

  مصر اليوم -

أن تكون رئيسًا للتحرير

بقلم - عبد اللطيف المناوي

أعتبر نفسى من المحظوظين فى كل مكان عملت فيه. وقد يكون السر فى ذلك أنى لم أشعر فى أى مرحلة بعبء مَن يعلونى فى السلم الوظيفى، فأصبحت مبكرًا صاحب قرار، إلى حد كبير، منذ بدايتى فى عالم الصحافة، ورئيس نفسى، كما كنت أداعب مَن كانوا يترأسوننى إداريًّا أو مَن يملكون العمل.

لا أدعى أننى فعلت معجزات، لكن الحد الأدنى أنى استمتعت بكل الأدوار فى كل الأوقات. استمتعت بدورى كصحفى يبحث عن خبر يتابعه كل يوم حتى ينتابه الخوف ماذا سيفعل عندما ينتهى الحدث الذى يتابعه. وأذكر بابتسامة رضا كيف كان ينظر لى المصدر المهم الذى ألتقيه فى البداية بشك فى قدرات هذا «الولد» الصغير الذى جرؤ أن يطلب لقاءً معه، وأحيانًا باستخفاف، وينتهى الأمر بعلاقة تتحول إلى علاقة إنسانية وتاريخيّة بينى وبين المصدر. وأذكر حلم رؤية اسمى بأى «بنط» على عمل لى. وكيف كنت أدور بموضوعاتى المهمة، التى رفضت إدارة التحرير وقتها وضع اسمى عليها لأننى مازلت صغيرًا، فأحمل الموضوع وأبلغ كل مَن أعرف أو ألتقى به بأن هذا الموضوع موضوعى. وينظر البعض لى بشك.

منذ البداية وجدت فى إدارة البشر متعة لا توازيها متعة أخرى فى الحياة. وبدأت مبكرًا جدًّا إدارة مجموعة صغيرة من الزملاء الصحفيين. ولصغر سنى وقتها، أقل من 24 عامًا، وجدت أن الأسلوب الأمثل هو أن يكون كل الزملاء حلفاء مهما اختلفت مشاربهم واتجاهاتهم. أحبوك أو كرهوك، فإن هناك دائمًا قاعدة اتفاق بين المختلفين. والصحيح هو الانطلاق من منطقة الاتفاق. هذا يصلح للتطبيق فى كل مستويات العلاقات، هكذا اكتشفت، من علاقتك بوالديك أو إخوتك أو حبيبتك أو ابنك أو كل المحيطين بك، أيضًا للعلاقات بين الدول. البحث الدائم عن مناطق الاتفاق يعنى الكثير لمَن أراد أن ينجح فيما يفعل.

المتعة فى العمل الميدانى والسفر كانت دروسًا إضافية فى الحياة والبشر. صادقت مختلفين معى سياسيًّا، وثقت فى إسلاميين ووثقوا فىَّ مهنيًّا، عرفت تجار مخدرات، وعملة، ورجال أعمال، وشيوخ طرق، وقيادات دينية ومدنية وأمنية، وشيوخ قبائل، وقيادات سياسية وكثيرًا من البشر من ثقافات وخلفيات مختلفة. ليس معنى هذا أننى كنت أتلون مع كلٍ حسب لونه واتجاهه، لكنى حرصت على أمرين أن أكون مهنيًّا بقدر الإمكان وأن أبحث عن نقاط الاتفاق لأبنى قاعدة ثقة حتى لو اختلفنا.

مررت بكثير مما يمر به الزملاء، وحملت داخلى التجارب الخاصة. ولم أتباهَ مع أى زميل بأى شىء فعلته أو نجحت فيه، واعتقدت دائمًا أننى أحتاج أن أتعلم. واكتشفت مؤخرًا أن أفضل مَن نتعلم منهم الآن هم الشباب. لبعض ما فات ولأسباب أخرى، كان موقعى مديرًا للعمل ورئيسًا للتحرير هو مصدر استمتاع وتعلم مستمر. وتجربتى فى هذه المؤسسة كانت جزءًا مهمًّا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أن تكون رئيسًا للتحرير أن تكون رئيسًا للتحرير



GMT 02:27 2024 الخميس ,20 حزيران / يونيو

سر القادة: ديغول وبيتان

GMT 03:19 2024 الأحد ,09 حزيران / يونيو

9 يونيو.. الاستثناء

GMT 02:50 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

لا يختلف طوفان السياسة عن طوفان الطبيعة

GMT 02:54 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

أسرق.. وبعدين أتصالح!!

GMT 04:20 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

النسخةُ الأجملُ.. منك!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:38 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

إطلالات مختلفة تناسب قصيرات القامة من وحي منى زكي
  مصر اليوم - إطلالات مختلفة تناسب قصيرات القامة من وحي منى زكي

GMT 08:13 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

الضوء في الليل يزيد فرص الإصابة بالسكري
  مصر اليوم - الضوء في الليل يزيد فرص الإصابة بالسكري

GMT 23:07 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

أحمد رزق يتعاقد على مسلسل «سيد الناس» رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد رزق يتعاقد على مسلسل «سيد الناس» رمضان 2025

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

دار Blancheur تعلن عن عرض مميز لأزياء المحجبات في لندن

GMT 10:03 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل الفاصوليا البيضاء

GMT 04:45 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الأمن المصري يكشف حقيقة اختطاف فتاة في منطقة "المعادي"

GMT 10:07 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة: تسجيل 106 إصابات جديدة بـ كورونا و12 وفاة

GMT 11:56 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

7 أشكال غريبة لرفوف الكتب تعرفي عليها

GMT 17:04 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

مستشار الرئاسة التركية ياسين أقطاي يوجه رسالة إلى مصر

GMT 08:00 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سيات أتيكا 2020 في مصر رسميًا

GMT 03:29 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

داليا مصطفى تتعرَّض لعملية نصب وتُحذِّر الفنانين

GMT 08:30 2019 الأحد ,23 حزيران / يونيو

تصميمات "الفيونكة" تزيّن مجوهرات العروس في 2019

GMT 17:44 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

بلاغ ضد هالة صدقي بسبب فيديو "حثالة المجتمع"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon