توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أن تكون رئيسًا للتحرير

  مصر اليوم -

أن تكون رئيسًا للتحرير

بقلم - عبد اللطيف المناوي

أعتبر نفسى من المحظوظين فى كل مكان عملت فيه. وقد يكون السر فى ذلك أنى لم أشعر فى أى مرحلة بعبء مَن يعلونى فى السلم الوظيفى، فأصبحت مبكرًا صاحب قرار، إلى حد كبير، منذ بدايتى فى عالم الصحافة، ورئيس نفسى، كما كنت أداعب مَن كانوا يترأسوننى إداريًّا أو مَن يملكون العمل.

لا أدعى أننى فعلت معجزات، لكن الحد الأدنى أنى استمتعت بكل الأدوار فى كل الأوقات. استمتعت بدورى كصحفى يبحث عن خبر يتابعه كل يوم حتى ينتابه الخوف ماذا سيفعل عندما ينتهى الحدث الذى يتابعه. وأذكر بابتسامة رضا كيف كان ينظر لى المصدر المهم الذى ألتقيه فى البداية بشك فى قدرات هذا «الولد» الصغير الذى جرؤ أن يطلب لقاءً معه، وأحيانًا باستخفاف، وينتهى الأمر بعلاقة تتحول إلى علاقة إنسانية وتاريخيّة بينى وبين المصدر. وأذكر حلم رؤية اسمى بأى «بنط» على عمل لى. وكيف كنت أدور بموضوعاتى المهمة، التى رفضت إدارة التحرير وقتها وضع اسمى عليها لأننى مازلت صغيرًا، فأحمل الموضوع وأبلغ كل مَن أعرف أو ألتقى به بأن هذا الموضوع موضوعى. وينظر البعض لى بشك.

منذ البداية وجدت فى إدارة البشر متعة لا توازيها متعة أخرى فى الحياة. وبدأت مبكرًا جدًّا إدارة مجموعة صغيرة من الزملاء الصحفيين. ولصغر سنى وقتها، أقل من 24 عامًا، وجدت أن الأسلوب الأمثل هو أن يكون كل الزملاء حلفاء مهما اختلفت مشاربهم واتجاهاتهم. أحبوك أو كرهوك، فإن هناك دائمًا قاعدة اتفاق بين المختلفين. والصحيح هو الانطلاق من منطقة الاتفاق. هذا يصلح للتطبيق فى كل مستويات العلاقات، هكذا اكتشفت، من علاقتك بوالديك أو إخوتك أو حبيبتك أو ابنك أو كل المحيطين بك، أيضًا للعلاقات بين الدول. البحث الدائم عن مناطق الاتفاق يعنى الكثير لمَن أراد أن ينجح فيما يفعل.

المتعة فى العمل الميدانى والسفر كانت دروسًا إضافية فى الحياة والبشر. صادقت مختلفين معى سياسيًّا، وثقت فى إسلاميين ووثقوا فىَّ مهنيًّا، عرفت تجار مخدرات، وعملة، ورجال أعمال، وشيوخ طرق، وقيادات دينية ومدنية وأمنية، وشيوخ قبائل، وقيادات سياسية وكثيرًا من البشر من ثقافات وخلفيات مختلفة. ليس معنى هذا أننى كنت أتلون مع كلٍ حسب لونه واتجاهه، لكنى حرصت على أمرين أن أكون مهنيًّا بقدر الإمكان وأن أبحث عن نقاط الاتفاق لأبنى قاعدة ثقة حتى لو اختلفنا.

مررت بكثير مما يمر به الزملاء، وحملت داخلى التجارب الخاصة. ولم أتباهَ مع أى زميل بأى شىء فعلته أو نجحت فيه، واعتقدت دائمًا أننى أحتاج أن أتعلم. واكتشفت مؤخرًا أن أفضل مَن نتعلم منهم الآن هم الشباب. لبعض ما فات ولأسباب أخرى، كان موقعى مديرًا للعمل ورئيسًا للتحرير هو مصدر استمتاع وتعلم مستمر. وتجربتى فى هذه المؤسسة كانت جزءًا مهمًّا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أن تكون رئيسًا للتحرير أن تكون رئيسًا للتحرير



GMT 02:27 2024 الخميس ,20 حزيران / يونيو

سر القادة: ديغول وبيتان

GMT 03:19 2024 الأحد ,09 حزيران / يونيو

9 يونيو.. الاستثناء

GMT 02:50 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

لا يختلف طوفان السياسة عن طوفان الطبيعة

GMT 02:54 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

أسرق.. وبعدين أتصالح!!

GMT 04:20 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

النسخةُ الأجملُ.. منك!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon