توقيت القاهرة المحلي 00:03:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الجن» برىء من الحرائق

  مصر اليوم -

«الجن» برىء من الحرائق

بقلم - عبد اللطيف المناوي

منذ عدة أشهر بدأت بعض قرى السودان تشهد حرائق كثيرة وغريبة.

بدون مقدمات تبدأ النار فى الاشتعال بأعلى قمة المبانى فى القرية، تلتهم بقية المساكن بمحتوياتها فى سرعة فائقة تحول دون السيطرة عليها. لم يجد سكان القرية تفسيرًا مقنعًا لهم إلا اتهام «الجن» بإشعال الحرائق. الأمر يحدث بسرعة خيالية مما يصعب السيطرة عليه. النيران تلتهم كل المنزل المبنى من الخشب و«القش» وتترك القاعدة المبنية من الطوب دون أن تترك عليها أثرا.

الكثير من القرى السودانية يتميز طابع بناء مساكنها من الأخشاب والمنتجات العشبية. طراز من المبانى البسيطة الذى يناسب طقس تلك المناطق.

عاش سكان القرى حالة من الهلع والخوف ليس من النيران وحدها لكن من «الجن» الغاضب الذى يجعلهم عاجزين أمام هذه الظاهرة بالرغم من محاولاتهم المتواصلة لإطفاء الحرائق.

ظل الأمر محصورًا فى هذا التفسير المرتبط بالجن إلى أن صدرت دراسة أجراها مركز حقوقى بريطانى وصل إلى أن الحرائق فى قرى السودان أصبحت إحدى الأدوات المستخدمة كسلاح فى السودان. حيث دمرت عددًا كبيرًا من القرى والبلدات غربى البلاد. وإبريل الماضى شهد معدلا أكبر من أى شهر آخر منذ بدء الحرب قبل أكثر من عام.

وذكرت مراكز متابعة بحثية وحقوقية أن 72 قرية وبلدة إما دمرت أو تضررت بسبب الحرائق الشهر الماضى، ليصل إجمالى عدد القرى التى دمرتها الحرائق فى السودان إلى 201 منذ بدء الصراع منتصف إبريل من العام الماضى.

وتم توثيق أنماط لحرائق كثيرة ودمار مستمر فى القرى والبلدات الواقعة غربى السودان منذ اندلاع الصراع فى إبريل من العام الماضى.

بدا واضحا من تقارير المتابعة أن نشوب قتال أو شن غارات جوية يتزامن مع مجموعات من الحرائق، وهذا يشير بالطبع إلى أن الحرائق تستخدم كسلاح حرب بشكل عشوائى. وفيما يبدو فإن هذا الاتجاه يتفاقم، ويتسبب فى نزوح جماعى للسودانيين أهالى هذه القرى. ثبت من تقارير المتابعة تزامن حرائق مع تقارير تفيد بشن الغارات الجوية التى يشنها الجيش، وتفيد التقارير أنه غالبا ما تعمد قوات الدعم السريع إلى استخدام الحرائق، إذ تضرم النار فى قرى بأكملها خاصة فى ولاية دارفور غربى السودان.

هكذا ثبت أن الجن برىء من جريمة الحرائق، ويتحمل مسؤولية هذه الجرائم الإخوة السودانيون فى مواجهة الإخوة السودانيين فى القتال الذى يشهده السودان وأعمال العنف والقتل- والآن والحرق-، منذ منتصف إبريل 2023، عندما اندلعت التوترات بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع، وتحولت إلى قتال عنيف بجميع أنحاء البلاد.

بعد هذه الحقائق والمعلومات التى تكشفت عن المسؤولين بخصوص ظاهرة الحرائق، ثبتت براءة «الجن» وظهرت إدانة «شياطين» الإنس الذين يحرقون أشقاءهم بدماء باردة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الجن» برىء من الحرائق «الجن» برىء من الحرائق



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon