بقلم - عبد اللطيف المناوي
رغم هيمنة غضب الشباب الأمريكيين، بشأن الحرب على غزة، على الأحداث السياسية داخل أمريكا مؤخرا، إلا أن المغالاة فى تأثيرها على نتائج الانتخابات ليست توقعا صحيحا بالمطلق.
بمعنى أن فوز أى من المرشحين أو فشله، لن يكون العنصر الحاسم هو موقفه من الحرب. التأثير موجود لكن محدود. ليس هذا اجتهادا منى ولكنه قراءة لنتائج استطلاعات الرأى الأخيرة بين الشباب، خاصة شباب الجامعات، والتى بدا من نتائجها أن تلك العناوين الرئيسية حول ثورة الشباب لا تعكس المخاوف الرئيسية للناخبين الشباب حاليا.
أظهرت الاستطلاعات أن الناخبين الشباب هم أكثر تعاطفا مع الفلسطينيين، لكن القليل منهم يصنف الحرب بين إسرائيل وحماس من بين القضايا الرئيسية فى انتخابات الرئاسة. وغالبا ما يضع الشباب المخاوف الاقتصادية على رأس القائمة.
صحيح أن الناخبين الشباب أصبحوا أكثر برودة تجاه بايدن مما كانوا عليه عام 2020، إلا أن هناك القليل من الأدلة على أن الدعم الأمريكى للغزو الإسرائيلى لغزة يشكل عاملًا حاسمًا فى استيائهم النسبى.
التعاطف الأمريكى فى الصراع الإسرائيلى الفلسطينى تحول بشكل متواضع تجاه الفلسطينيين على مدى العقد الماضى، وعلى الرغم من أن 51% من الأمريكيين ما زالوا أكثر تعاطفًا مع الإسرائيليين، إلا أن 27% يتعاطفون الآن أكثر مع الشعب الفلسطينى، مقارنة بـ 12% فى عام 2013، وفقًا لمؤسسة جالوب.
هذا التحول هو إلى حد كبير يشمل الجيل كله، ولا يعكس فقط التغيرات فى الصراع نفسه، والتحول نحو اليمين فى السياسة الإسرائيلية، ولكنه يعكس أيضًا عقدًا عمل فيه الناشطون المؤيدون للفلسطينيين على ربط القضية بالحركات المحلية فى الولايات المتحدة مثل «حياة السود مهمة».
لقد اكتسبت «حياة الفلسطينيين مهمة»، والحملات الرامية إلى سحب الاستثمارات من إسرائيل، أرضية واسعة فى حرم الجامعات، وأظهر أحدث استطلاع للرأى أجراه مركز بيو للأبحاث أن الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا أكثر عرضة بثلاثة أضعاف للتعاطف مع الفلسطينيين فى الصراع، مقارنة بمن تزيد أعمارهم على 65 عامًا. رغم ذلك فإن هذا التعاطف لم يُترجم بعد إلى إعطاء الأولوية للحرب كقضية تصويت.
استطلاع رأى الشباب الذى أجراه معهد هارفارد للسياسة الشهر الماضى، انتقد من تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا بأغلبية ساحقة تعامل بايدن مع الصراع فى غزة، 76% رفضوا الموقف ووافق 18 بالمائة، لكن 2% فقط منهم صنفوا القضية على أنها مصدر قلقهم الأكبر فى الانتخابات، مقارنة بـ 27% قالوا إنهم أكثر اهتمامًا بالقضايا الاقتصادية.
التقديرات أنه حتى لو لم يؤد الصراع فى غزة إلى «نزوح» جماعى للناخبين الشباب لصالح ترامب، فإنه قد يشكل مشاكل لبايدن إذا امتنع الشباب عن التصويت.
وفى بيان لحملة بايدن أكدوا عزمهم على مواصلة التواصل مع الناخبين الشباب بشأن القضايا التى تهمهم، التغيير المناخى وقوانين الأسلحة وقروض الطلاب والنظر فى إعادة تصنيف الماريجوانا كمخدرات أقل خطورة.