توقيت القاهرة المحلي 01:34:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الكوفية الفلسطينية

  مصر اليوم -

الكوفية الفلسطينية

بقلم - عبد اللطيف المناوي

الجانب الآخر من الحرب هو جانب اقتصادى بحت. إسرائيل تخسر يوميًا ملايين الدولارات. وغزة بالتأكيد تم تدميرها بما يكفى، وهى خسائر مؤكدة على الجانب الفلسطينى، ومسألة إعادة الإعمار ستتكلف هى الأخرى مليارات الدولارات. فى حين تستمر حملات المقاطعة التى تؤذى اقتصادات الدول العربية التى يدعو بعض سكانها لمقاطعة الماركات العالمية المساندة لإسرائيل، فى حين لا يشغلون بالهم بمن يعملون بها من أبناء وطنهم، ما يعرضهم لخسارة وظائفهم. الاقتصاد العالمى عمومًا سوف يتأثر بتلك الحرب، مثلما تأثر بإغلاق كورونا، ومثلما تأثر بالحرب الروسية – الأوكرانية التى خفت صوتها أو تراجع وسط ضجيج الحرب فى غزة.

ولكن فى خضم كل هذه الخسائر هناك مكسب معنوى ذو دلالة، وهو أن مبيعات الكوفية الفلسطينية قفزت على نحو غير مسبوق فى الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك رغم بعض الحوادث التى وثقت مضايقات أمنية لمن يرتدى الكوفية الفلسطينية فى أمريكا وفى بلاد أوروبية أخرى.

وزاد الطلب على شراء الكوفية الفلسطينية فى المتاجر العالمية وأظهرت بعض بيانات التجارة الإلكترونية أن مبيعات الكوفية زادت 75% بين يومى 7 أكتوبر و2 ديسمبر على المتجر الإلكترونى الأشهر «أمازون»، فى حين انضم آلاف المستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعى على صفحات مصنعى وموزعى الكوفية، بينما زاد البحث عنها عبر محركات البحث بنسب تتراوح بين 75% إلى 333% على اختلاف كلمات البحث.

ويتزايد عدد الذين يرتدون الكوفية الفلسطينية فى دول العالم كتعبير منهم لرفض الحرب على غزة والمطالبة بوقف إطلاق النار وإنهاء الهجمات الإسرائيلية، أو للإشارة إلى دعمهم للفلسطينيين، حتى إن بعضهم يتعرض لمخاطر مثل الذين تم الاعتداء عليهم فى تظاهرة بأمريكا أو الذين تعرضوا لمضايقات فى ملعب بروكلين، أو تلك الطالبة الجامعية فى هارفارد، والتى قيل إنها ترتدى وشاحًا إرهابيًا!.

واظن أن أشهر من ارتدى الكوفية الفلسطينية هو الزعيم الراحل ياسر عرفات، والذى فضل ارتداءها حتى رحيله، لكنها فى الأساس كانت رمزًا للمقاومة الفلسطينية خلال الثورة العربية على الانتداب البريطانى عام 1936، بل هو وشاح يعود تاريخه إلى أكثر من 3 آلاف عام، إلا أن رمزيته تعود كل فترة، خصوصًا مع أى اعتداء إسرائيلى جديد.

ربما أغلب الذين يرتدون الكوفية من الأجيال الجديدة لا يعرفون شيئًا عن رمزيتها التاريخية، ولا يعرفون ارتباطها بالزعيم ياسر عرفات، لكنهم أدركوا فى لحظة ما أنها تمثل الهوية الفلسطينية، وهو مكسب معنوى لا يدركه إلا من اقترب من القضية الفلسطينية وعلم أهدافها جيدًا، وأتصور أن «أبوعمّار» لو كان حيًا بيننا الآن لكان أسعد الناس بهذا الانتشار الكبير للكوفية.

أما المفارقة التى لابد من ذكرها أن قادة حماس لا يرتدون تلك الكوفية، ونادرًا ما يظهرون بها!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكوفية الفلسطينية الكوفية الفلسطينية



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon