توقيت القاهرة المحلي 04:01:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الكوفية الفلسطينية

  مصر اليوم -

الكوفية الفلسطينية

بقلم - عبد اللطيف المناوي

الجانب الآخر من الحرب هو جانب اقتصادى بحت. إسرائيل تخسر يوميًا ملايين الدولارات. وغزة بالتأكيد تم تدميرها بما يكفى، وهى خسائر مؤكدة على الجانب الفلسطينى، ومسألة إعادة الإعمار ستتكلف هى الأخرى مليارات الدولارات. فى حين تستمر حملات المقاطعة التى تؤذى اقتصادات الدول العربية التى يدعو بعض سكانها لمقاطعة الماركات العالمية المساندة لإسرائيل، فى حين لا يشغلون بالهم بمن يعملون بها من أبناء وطنهم، ما يعرضهم لخسارة وظائفهم. الاقتصاد العالمى عمومًا سوف يتأثر بتلك الحرب، مثلما تأثر بإغلاق كورونا، ومثلما تأثر بالحرب الروسية – الأوكرانية التى خفت صوتها أو تراجع وسط ضجيج الحرب فى غزة.

ولكن فى خضم كل هذه الخسائر هناك مكسب معنوى ذو دلالة، وهو أن مبيعات الكوفية الفلسطينية قفزت على نحو غير مسبوق فى الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك رغم بعض الحوادث التى وثقت مضايقات أمنية لمن يرتدى الكوفية الفلسطينية فى أمريكا وفى بلاد أوروبية أخرى.

وزاد الطلب على شراء الكوفية الفلسطينية فى المتاجر العالمية وأظهرت بعض بيانات التجارة الإلكترونية أن مبيعات الكوفية زادت 75% بين يومى 7 أكتوبر و2 ديسمبر على المتجر الإلكترونى الأشهر «أمازون»، فى حين انضم آلاف المستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعى على صفحات مصنعى وموزعى الكوفية، بينما زاد البحث عنها عبر محركات البحث بنسب تتراوح بين 75% إلى 333% على اختلاف كلمات البحث.

ويتزايد عدد الذين يرتدون الكوفية الفلسطينية فى دول العالم كتعبير منهم لرفض الحرب على غزة والمطالبة بوقف إطلاق النار وإنهاء الهجمات الإسرائيلية، أو للإشارة إلى دعمهم للفلسطينيين، حتى إن بعضهم يتعرض لمخاطر مثل الذين تم الاعتداء عليهم فى تظاهرة بأمريكا أو الذين تعرضوا لمضايقات فى ملعب بروكلين، أو تلك الطالبة الجامعية فى هارفارد، والتى قيل إنها ترتدى وشاحًا إرهابيًا!.

واظن أن أشهر من ارتدى الكوفية الفلسطينية هو الزعيم الراحل ياسر عرفات، والذى فضل ارتداءها حتى رحيله، لكنها فى الأساس كانت رمزًا للمقاومة الفلسطينية خلال الثورة العربية على الانتداب البريطانى عام 1936، بل هو وشاح يعود تاريخه إلى أكثر من 3 آلاف عام، إلا أن رمزيته تعود كل فترة، خصوصًا مع أى اعتداء إسرائيلى جديد.

ربما أغلب الذين يرتدون الكوفية من الأجيال الجديدة لا يعرفون شيئًا عن رمزيتها التاريخية، ولا يعرفون ارتباطها بالزعيم ياسر عرفات، لكنهم أدركوا فى لحظة ما أنها تمثل الهوية الفلسطينية، وهو مكسب معنوى لا يدركه إلا من اقترب من القضية الفلسطينية وعلم أهدافها جيدًا، وأتصور أن «أبوعمّار» لو كان حيًا بيننا الآن لكان أسعد الناس بهذا الانتشار الكبير للكوفية.

أما المفارقة التى لابد من ذكرها أن قادة حماس لا يرتدون تلك الكوفية، ونادرًا ما يظهرون بها!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكوفية الفلسطينية الكوفية الفلسطينية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 00:03 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز
  مصر اليوم - نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة

GMT 13:03 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

فولكس فاجن تكشف عن أسعار أيقونتها Passat موديل 2020

GMT 17:41 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

الفنانة مريم حسن تتعاقد على بطولة مسلسل "أبو جبل"

GMT 23:17 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

دورة تحكيم في جمباز الأيروبيك بالاتحاد الدولي للجمباز

GMT 16:26 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكّد أن الهاتف المحمول أقذر بـ7 أضعاف من مقعد المرحاض

GMT 04:58 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد تستعد لأول مسلسل مع خطيبها الفنان أحمد فهمي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon