توقيت القاهرة المحلي 02:34:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قرصنة على القرصنة

  مصر اليوم -

قرصنة على القرصنة

بقلم - عبد اللطيف المناوي

«الجريمة الضاحكة» هو اسم فيلم مصرى في الستينيات، مأخوذ عن رواية للكاتبة البريطانية، كاترين كوك، وهى كاتبة كانت تكتب الروايات البوليسية التي لا تخلو من فكاهة وطرافة، وهذا وضح في بعض الأفلام المصرية التي أخذت أحداثها عن رواياتها.

وما حدث مع مجموعة «لوك بت» للقرصنة الإلكترونية أستطيع وصفه بأنه جريمة ضاحكة، أو مُضحِكة (بضم الميم وكسر الحاء)، باعتبار أن عملية تفكيك أكبر وأهم مجموعة قرصنة إلكترونية أمر مضحك لأنه ببساطة يمكن وصفه بأنه «قرصنة على قرصنة».

يُعرِّف الإنتربول جرائم القرصنة بأنها «جرائم مُربحة» لأصحابها بالتأكيد، لكن لها تبعات اقتصادية سلبية لمَن تقع عليهم عملية القرصنة، فهى تُعرّض المستهلكين (الضحايا) لخسائر مالية محتملة، وتفتح الباب أمام مخاطر أمنية مثل سرقة الهوية أو اطّلاع الأطفال على محتويات غير ملائمة.

هذا هو تعريف الإنتربول لعملية القرصنة، وهو بالفعل ما حدث مع ضحايا مجموعة «لوك بت» للقرصنة الإلكترونية «الأكثر ضررًا ونشاطًا» في العالم، حسبما وصفتها وزارة العدل الأمريكية في نوفمبر 2022، وما فعلته الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة في بريطانيا أنها أقدمت على عملية قرصنة على القراصنة، فاخترقت شبكة المجموعة، وسيطرت على خدمات «لوك بت»، ما أنهى مشروعها الإجرامى برمّته، كما وُصف في أكثر من وكالة أنباء عالمية.

هي بالفعل جريمة مضحكة، فهذا البعبع الكبير الخطير، الذي استهدف آلاف الضحايا حول العالم، وتسبب في خسائر بمليارات اليوروهات، تم تفكيكه، بل إن المدير العام للوكالة، جرام بيجر، خلال إعلانه تفكيك الشبكة، في مؤتمر صحفى في لندن، قال: «لقد قرصنّا المُقرصِنين».

ولمعرفة خطورة الشبكة، فإنها استطاعت جمع أكثر من 120 مليون دولار من الفديات التي طلبتها من الضحايا، وقد قُدر عدد الضحايا بحوالى أكثر من 2500 ضحية، بمَن فيهم أكثر من 200 في فرنسا، وقد استهدفت تلك الشبكة مستشفيات ومجالس بلدية ومؤسسات كبيرة وصغيرة على السواء، بل مجموعات صناعية مهمة على مستوى العالم. ونفذت المجموعة أكثر من 1700 هجوم إلكترونى ضد ضحايا في الولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى، خصوصًا أستراليا وكندا ونيوزيلندا.

الذين قرصنوا القراصنة كتبوا على موقعهم: «هذا الموقع الآن تحت سيطرة سلطات إنفاذ القانون»، مشيرين إلى أن الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة في بريطانيا وضعت يدها بالفعل على الموقع بالتعاون مع مكتب التحقيقات الفيدرالى الأمريكى (FBI)، الذي أكد تعاون وكالات إنفاذ القانون في أكثر من 11 دولة شاركت في العملية، وقد شهدت العملية مصادرة 11 ألف نطاق تستخدمه مجموعة «لوك بيت» والمجموعات المرتبطة بها لتسهيل دفع الفدية.

الذين «قرصنوا القراصنة» قاموا بعملية الاختراق على أسس إلكترونية علمية، واستخدموا التكنولوجيا في تحويل الضرر إلى نفع، وهذا اختلاف تام عن «أسلوب» تحويل النفع إلى ضرر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قرصنة على القرصنة قرصنة على القرصنة



GMT 02:27 2024 الخميس ,20 حزيران / يونيو

سر القادة: ديغول وبيتان

GMT 03:21 2024 الأحد ,09 حزيران / يونيو

أن تكون رئيسًا للتحرير

GMT 03:19 2024 الأحد ,09 حزيران / يونيو

9 يونيو.. الاستثناء

GMT 02:50 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

لا يختلف طوفان السياسة عن طوفان الطبيعة

GMT 02:54 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

أسرق.. وبعدين أتصالح!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon