توقيت القاهرة المحلي 11:20:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العودة إلى الجاهلية

  مصر اليوم -

العودة إلى الجاهلية

بقلم - عبد اللطيف المناوي

الأزمة فى السودان تتفاقم بشكل مطرد. البلد الذى كان سلة غذاء كبرى، بحسب دراسات وشهادات عالمية، صار يعانى بشدة من خطر المجاعة والأمراض الفتاكة بسبب الحرب الدائرة هناك. والغريب أن كل هذا يحدث من دون اهتمام عربى ولا عالمى على مستوى المجتمعات. رغم أن ما يحدث فى السودان من مأساة لا يقل أبدًا عما يحدث فى غزة، مع فارق أن من يقتل ويبيد ويحرق فى غزة هو عدو محتل، بينما فى السودان هو ابن الوطن! وأظنها مأساة أكبر.

وطأة الحرب فى السودان تشتد كل يوم، والمدنيون يدفعون الثمن دائمًا. الصراع بين الجيش السودانى، بقيادة البرهان، وقوات الدعم السريع، بقيادة حميدتى، يشتد وينتقل من مكان إلى مكان، ولعل آخر فصول الصراع، وأظن أنه أهمها، هو السيطرة على مدينة «الفاشر»، عاصمة دارفور التاريخية، والتى تعتبر آخر مدينة رئيسية فى الإقليم يسيطر عليها الجيش بعد سقوط أربع من عواصم الولايات الخمس فى يد قوات الدعم السريع.

المنظمات الإنسانية تظن أنها تقوم بواجبها، فهى تحذر من تزايد استمرار النزاع، الذى سيؤدى إلى تدهور الأوضاع أكثر وفرار المزيد من أهل المدينة والمدن الأخرى فى الإقليم، إلى الدول المجاورة، فيما أشارت 19 منظمة دولية، منها 12 منظمة أممية، إلى أن احتمال حدوث مجاعة فى السودان بات أقرب من أى وقت مضى، إذا استمرت عرقلة وصول المساعدات المدنية.

إذ يعانى المواطنون من نقص حاد فى المواد الأساسية، وأصبح من الصعب عليهم تلبية احتياجاتهم اليومية، ما يستدعى تدخلًا عاجلًا لوقف القتال وفتح الممرات الإنسانية، إلا أنه من الواضح أن الممرات التى يجب أن تُفتح ليست إنسانية بل هى ممرات فى أدمغة هؤلاء المتصارعين، الذين يهدمون بلادهم بدم بارد!

هم يواصلون الهدم، ويفتحون الباب أمام زيادة عمليات النهب والقتال العنيف فى معظم مدن دارفور، والتى أدت إلى شلل النشاط الاقتصادى، بسبب فشل الإدارة المدنية للولايات التى سيطرت عليها الميليشيات فى حماية ممتلكات الناس.

ومع اشتداد الصراع نقصت السلع الغذائية وارتفعت أسعارها بشكل جنونى، إضافة إلى شح السيولة النقدية، وتسببت القيود المصرفية المفروضة وتحفظات التجار على التعامل بالتحويلات الإلكترونية فى تفاقم أزمة اقتصادية كبيرة فى الإقليم، ما أدى إلى تدهور الوضع الإنسانى فيها، كنتيجة حتمية لتدهور الوضع الاقتصادى.

الأمر الذى أعاد الإقليم إلى نظام المقايضة الذى كان معروفًا فى أزمنة سحيقة وقبل اختراع الأموال، حيث يتبادل الناس هناك السلع الزراعية المحلية بالمواد المستوردة مثل الزيوت والسكر والشاى.

مخطئ من يظن أن أيام الجاهلية قد انتهت بهبوط الرسالة المحمدية، فما يحدث فى السودان من صراع بين أبناء البلد الواحد فاق ما كان يحدث فى الماضى.

إن محاولات إعادة الاستقرار للسودان مستمرة، وربما تستمر لفترة، خصوصًا مع رغبة كل طرف متحارب فى تحقيق انتصار زائف يخسر فيه الوطن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العودة إلى الجاهلية العودة إلى الجاهلية



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط
  مصر اليوم - وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط

GMT 10:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
  مصر اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon