توقيت القاهرة المحلي 15:19:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العودة إلى الجاهلية

  مصر اليوم -

العودة إلى الجاهلية

بقلم - عبد اللطيف المناوي

الأزمة فى السودان تتفاقم بشكل مطرد. البلد الذى كان سلة غذاء كبرى، بحسب دراسات وشهادات عالمية، صار يعانى بشدة من خطر المجاعة والأمراض الفتاكة بسبب الحرب الدائرة هناك. والغريب أن كل هذا يحدث من دون اهتمام عربى ولا عالمى على مستوى المجتمعات. رغم أن ما يحدث فى السودان من مأساة لا يقل أبدًا عما يحدث فى غزة، مع فارق أن من يقتل ويبيد ويحرق فى غزة هو عدو محتل، بينما فى السودان هو ابن الوطن! وأظنها مأساة أكبر.

وطأة الحرب فى السودان تشتد كل يوم، والمدنيون يدفعون الثمن دائمًا. الصراع بين الجيش السودانى، بقيادة البرهان، وقوات الدعم السريع، بقيادة حميدتى، يشتد وينتقل من مكان إلى مكان، ولعل آخر فصول الصراع، وأظن أنه أهمها، هو السيطرة على مدينة «الفاشر»، عاصمة دارفور التاريخية، والتى تعتبر آخر مدينة رئيسية فى الإقليم يسيطر عليها الجيش بعد سقوط أربع من عواصم الولايات الخمس فى يد قوات الدعم السريع.

المنظمات الإنسانية تظن أنها تقوم بواجبها، فهى تحذر من تزايد استمرار النزاع، الذى سيؤدى إلى تدهور الأوضاع أكثر وفرار المزيد من أهل المدينة والمدن الأخرى فى الإقليم، إلى الدول المجاورة، فيما أشارت 19 منظمة دولية، منها 12 منظمة أممية، إلى أن احتمال حدوث مجاعة فى السودان بات أقرب من أى وقت مضى، إذا استمرت عرقلة وصول المساعدات المدنية.

إذ يعانى المواطنون من نقص حاد فى المواد الأساسية، وأصبح من الصعب عليهم تلبية احتياجاتهم اليومية، ما يستدعى تدخلًا عاجلًا لوقف القتال وفتح الممرات الإنسانية، إلا أنه من الواضح أن الممرات التى يجب أن تُفتح ليست إنسانية بل هى ممرات فى أدمغة هؤلاء المتصارعين، الذين يهدمون بلادهم بدم بارد!

هم يواصلون الهدم، ويفتحون الباب أمام زيادة عمليات النهب والقتال العنيف فى معظم مدن دارفور، والتى أدت إلى شلل النشاط الاقتصادى، بسبب فشل الإدارة المدنية للولايات التى سيطرت عليها الميليشيات فى حماية ممتلكات الناس.

ومع اشتداد الصراع نقصت السلع الغذائية وارتفعت أسعارها بشكل جنونى، إضافة إلى شح السيولة النقدية، وتسببت القيود المصرفية المفروضة وتحفظات التجار على التعامل بالتحويلات الإلكترونية فى تفاقم أزمة اقتصادية كبيرة فى الإقليم، ما أدى إلى تدهور الوضع الإنسانى فيها، كنتيجة حتمية لتدهور الوضع الاقتصادى.

الأمر الذى أعاد الإقليم إلى نظام المقايضة الذى كان معروفًا فى أزمنة سحيقة وقبل اختراع الأموال، حيث يتبادل الناس هناك السلع الزراعية المحلية بالمواد المستوردة مثل الزيوت والسكر والشاى.

مخطئ من يظن أن أيام الجاهلية قد انتهت بهبوط الرسالة المحمدية، فما يحدث فى السودان من صراع بين أبناء البلد الواحد فاق ما كان يحدث فى الماضى.

إن محاولات إعادة الاستقرار للسودان مستمرة، وربما تستمر لفترة، خصوصًا مع رغبة كل طرف متحارب فى تحقيق انتصار زائف يخسر فيه الوطن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العودة إلى الجاهلية العودة إلى الجاهلية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 13:30 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

تامر حسني يحقق حلم محمد رحيم بعد وفاته
  مصر اليوم - تامر حسني يحقق حلم محمد رحيم بعد وفاته

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة

GMT 13:03 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

فولكس فاجن تكشف عن أسعار أيقونتها Passat موديل 2020

GMT 17:41 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

الفنانة مريم حسن تتعاقد على بطولة مسلسل "أبو جبل"

GMT 23:17 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

دورة تحكيم في جمباز الأيروبيك بالاتحاد الدولي للجمباز

GMT 16:26 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكّد أن الهاتف المحمول أقذر بـ7 أضعاف من مقعد المرحاض

GMT 04:58 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد تستعد لأول مسلسل مع خطيبها الفنان أحمد فهمي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon