توقيت القاهرة المحلي 18:17:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العودة إلى الجاهلية

  مصر اليوم -

العودة إلى الجاهلية

بقلم - عبد اللطيف المناوي

الأزمة فى السودان تتفاقم بشكل مطرد. البلد الذى كان سلة غذاء كبرى، بحسب دراسات وشهادات عالمية، صار يعانى بشدة من خطر المجاعة والأمراض الفتاكة بسبب الحرب الدائرة هناك. والغريب أن كل هذا يحدث من دون اهتمام عربى ولا عالمى على مستوى المجتمعات. رغم أن ما يحدث فى السودان من مأساة لا يقل أبدًا عما يحدث فى غزة، مع فارق أن من يقتل ويبيد ويحرق فى غزة هو عدو محتل، بينما فى السودان هو ابن الوطن! وأظنها مأساة أكبر.

وطأة الحرب فى السودان تشتد كل يوم، والمدنيون يدفعون الثمن دائمًا. الصراع بين الجيش السودانى، بقيادة البرهان، وقوات الدعم السريع، بقيادة حميدتى، يشتد وينتقل من مكان إلى مكان، ولعل آخر فصول الصراع، وأظن أنه أهمها، هو السيطرة على مدينة «الفاشر»، عاصمة دارفور التاريخية، والتى تعتبر آخر مدينة رئيسية فى الإقليم يسيطر عليها الجيش بعد سقوط أربع من عواصم الولايات الخمس فى يد قوات الدعم السريع.

المنظمات الإنسانية تظن أنها تقوم بواجبها، فهى تحذر من تزايد استمرار النزاع، الذى سيؤدى إلى تدهور الأوضاع أكثر وفرار المزيد من أهل المدينة والمدن الأخرى فى الإقليم، إلى الدول المجاورة، فيما أشارت 19 منظمة دولية، منها 12 منظمة أممية، إلى أن احتمال حدوث مجاعة فى السودان بات أقرب من أى وقت مضى، إذا استمرت عرقلة وصول المساعدات المدنية.

إذ يعانى المواطنون من نقص حاد فى المواد الأساسية، وأصبح من الصعب عليهم تلبية احتياجاتهم اليومية، ما يستدعى تدخلًا عاجلًا لوقف القتال وفتح الممرات الإنسانية، إلا أنه من الواضح أن الممرات التى يجب أن تُفتح ليست إنسانية بل هى ممرات فى أدمغة هؤلاء المتصارعين، الذين يهدمون بلادهم بدم بارد!

هم يواصلون الهدم، ويفتحون الباب أمام زيادة عمليات النهب والقتال العنيف فى معظم مدن دارفور، والتى أدت إلى شلل النشاط الاقتصادى، بسبب فشل الإدارة المدنية للولايات التى سيطرت عليها الميليشيات فى حماية ممتلكات الناس.

ومع اشتداد الصراع نقصت السلع الغذائية وارتفعت أسعارها بشكل جنونى، إضافة إلى شح السيولة النقدية، وتسببت القيود المصرفية المفروضة وتحفظات التجار على التعامل بالتحويلات الإلكترونية فى تفاقم أزمة اقتصادية كبيرة فى الإقليم، ما أدى إلى تدهور الوضع الإنسانى فيها، كنتيجة حتمية لتدهور الوضع الاقتصادى.

الأمر الذى أعاد الإقليم إلى نظام المقايضة الذى كان معروفًا فى أزمنة سحيقة وقبل اختراع الأموال، حيث يتبادل الناس هناك السلع الزراعية المحلية بالمواد المستوردة مثل الزيوت والسكر والشاى.

مخطئ من يظن أن أيام الجاهلية قد انتهت بهبوط الرسالة المحمدية، فما يحدث فى السودان من صراع بين أبناء البلد الواحد فاق ما كان يحدث فى الماضى.

إن محاولات إعادة الاستقرار للسودان مستمرة، وربما تستمر لفترة، خصوصًا مع رغبة كل طرف متحارب فى تحقيق انتصار زائف يخسر فيه الوطن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العودة إلى الجاهلية العودة إلى الجاهلية



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 11:57 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه
  مصر اليوم - تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

دار Blancheur تعلن عن عرض مميز لأزياء المحجبات في لندن

GMT 10:03 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل الفاصوليا البيضاء

GMT 04:45 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الأمن المصري يكشف حقيقة اختطاف فتاة في منطقة "المعادي"

GMT 10:07 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة: تسجيل 106 إصابات جديدة بـ كورونا و12 وفاة

GMT 11:56 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

7 أشكال غريبة لرفوف الكتب تعرفي عليها

GMT 17:04 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

مستشار الرئاسة التركية ياسين أقطاي يوجه رسالة إلى مصر

GMT 08:00 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سيات أتيكا 2020 في مصر رسميًا

GMT 03:29 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

داليا مصطفى تتعرَّض لعملية نصب وتُحذِّر الفنانين

GMT 08:30 2019 الأحد ,23 حزيران / يونيو

تصميمات "الفيونكة" تزيّن مجوهرات العروس في 2019

GMT 17:44 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

بلاغ ضد هالة صدقي بسبب فيديو "حثالة المجتمع"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon