توقيت القاهرة المحلي 04:21:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

.. ورحل صاحب الدبلوماسية المكوكية

  مصر اليوم -

 ورحل صاحب الدبلوماسية المكوكية

بقلم - عبد اللطيف المناوي

لا أتفق مع كثير من سياساته كالكثير من الناس، لكنى أحمل له إعجابًا خاصًّا بقدرته على الاستمرار في العمل والتفكير حتى لحظاته الأخيرة.
 
كانت المرة الأخيرة التي شاهدته فيها عندما حضرت لقاءه في مؤتمر (دافوس)، منذ عامين، وكان يحتفل وقتها بعيد ميلاده التاسع والتسعين، كان متأنقًا ومتألقًا، ظل حاد الذكاء، قادرًا على الاستيعاب والتحليل، وقادرًا على أن يكون مؤثرًا في العديد من الموضوعات السياسية المطروحة على مائدة العالم.

هو صاحب «الجولات المكوكية»، أو بالأحرى «الدبلوماسية المكوكية»، التي ارتبطت به وبأسلوبه في حل المشكلات بين الدول. هو هنرى كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكى الأسبق، الحائز على جائزة نوبل للسلام، وقبل كل هذا هو الشخص المثير للجدل، وصاحب القوة الدبلوماسية، حيث تركت خدمته في عهد رئيسين علامة لا تُمحى على السياسة الخارجية الأمريكية.

كيسنجر، الذي رحل بالأمس، ظل حتى آخر شهور حياته يعمل، ظل يعمل، حتى بعد أن وصل إلى 100 عام، حيث نشر كتابًا عن أساليب القيادة، وأدلى بشهادته أمام لجنة في مجلس الشيوخ حول التهديد النووى الذي تشكله كوريا الشمالية. والغريب أنه في يوليو قام بزيارة مفاجئة إلى بكين للقاء الرئيس الصينى.

وفى أكتوبر الماضى، ونحن نحتفى بالذكرى الـ50 لحرب أكتوبر، اعترف كيسنجر بأنه فوجئ بالحرب، قائلًا إنه لم يكن يتوقع أن يقوم المصريون بالحرب على هذا النحو، وتوقع كيسنجر انتصار الإسرائيليين على المصريين خلال ساعات، وهو ما لم يحدث. تخيلوا أنه يفعل هذا وهو في المائة عام!.

العلاقة بيننا كمصريين وبين كيسنجر كانت متوترة لأن اسمه ارتبط بكونه أحد عرّابى معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، والتى في حين كانت تُرضى طرفًا من المجتمع المصرى، كانت تُغضب الطرف الآخر، فقد تضاءل دوره كمهندس رئيسى للسياسة الخارجية الأمريكية، مع استقالة نيكسون في عام 1974، ولكن لما جاء عهد الرئيس جيرالد فورد، أبدى الرجل آراءً قوية في هذا الحين.

بدأ كيسنجر مهمته في عملية السلام المصرية الإسرائيلية لدى تولى كارتر مهام منصبه في 20 يناير 1977، حيث تحرك إلى إنعاش المحادثات في الشرق الأوسط، واختار كارتر استبدال محادثات السلام الثنائية المتزايدة، التي ميزت «الدبلوماسية المكوكية» لهنرى كيسنجر في أعقاب حرب أكتوبر، بنهج آخر أشمل ومتعدد الأطراف.

وبينما أشاد الكثيرون بكيسنجر، وصفه آخرون بـ«مجرم الحرب» لدعمه الديكتاتوريات المناهضة للشيوعية، وفى سنوات عمره الأخيرة، كانت رحلاته مقيدة بجهود بذلتها دول أخرى لاعتقاله أو استجوابه بشأن السياسة الخارجية الأمريكية السابقة.

هكذا هي الشخصيات السياسية، يتم التعامل معها حسب الموقف، فمَن تراه صديقًا هو عدو لآخر، ومَن تراه عدوًّا هو صديق لآخر. ورغم كل ما يُقال عن كيسنجر، فلا تملك إلا أن تحترم مسيرته، حتى ولو لم توافق على بعضها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 ورحل صاحب الدبلوماسية المكوكية  ورحل صاحب الدبلوماسية المكوكية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 00:03 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز
  مصر اليوم - نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة

GMT 13:03 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

فولكس فاجن تكشف عن أسعار أيقونتها Passat موديل 2020

GMT 17:41 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

الفنانة مريم حسن تتعاقد على بطولة مسلسل "أبو جبل"

GMT 23:17 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

دورة تحكيم في جمباز الأيروبيك بالاتحاد الدولي للجمباز

GMT 16:26 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكّد أن الهاتف المحمول أقذر بـ7 أضعاف من مقعد المرحاض

GMT 04:58 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد تستعد لأول مسلسل مع خطيبها الفنان أحمد فهمي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon