توقيت القاهرة المحلي 23:41:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

.. ورحل صاحب الدبلوماسية المكوكية

  مصر اليوم -

 ورحل صاحب الدبلوماسية المكوكية

بقلم - عبد اللطيف المناوي

لا أتفق مع كثير من سياساته كالكثير من الناس، لكنى أحمل له إعجابًا خاصًّا بقدرته على الاستمرار في العمل والتفكير حتى لحظاته الأخيرة.
 
كانت المرة الأخيرة التي شاهدته فيها عندما حضرت لقاءه في مؤتمر (دافوس)، منذ عامين، وكان يحتفل وقتها بعيد ميلاده التاسع والتسعين، كان متأنقًا ومتألقًا، ظل حاد الذكاء، قادرًا على الاستيعاب والتحليل، وقادرًا على أن يكون مؤثرًا في العديد من الموضوعات السياسية المطروحة على مائدة العالم.

هو صاحب «الجولات المكوكية»، أو بالأحرى «الدبلوماسية المكوكية»، التي ارتبطت به وبأسلوبه في حل المشكلات بين الدول. هو هنرى كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكى الأسبق، الحائز على جائزة نوبل للسلام، وقبل كل هذا هو الشخص المثير للجدل، وصاحب القوة الدبلوماسية، حيث تركت خدمته في عهد رئيسين علامة لا تُمحى على السياسة الخارجية الأمريكية.

كيسنجر، الذي رحل بالأمس، ظل حتى آخر شهور حياته يعمل، ظل يعمل، حتى بعد أن وصل إلى 100 عام، حيث نشر كتابًا عن أساليب القيادة، وأدلى بشهادته أمام لجنة في مجلس الشيوخ حول التهديد النووى الذي تشكله كوريا الشمالية. والغريب أنه في يوليو قام بزيارة مفاجئة إلى بكين للقاء الرئيس الصينى.

وفى أكتوبر الماضى، ونحن نحتفى بالذكرى الـ50 لحرب أكتوبر، اعترف كيسنجر بأنه فوجئ بالحرب، قائلًا إنه لم يكن يتوقع أن يقوم المصريون بالحرب على هذا النحو، وتوقع كيسنجر انتصار الإسرائيليين على المصريين خلال ساعات، وهو ما لم يحدث. تخيلوا أنه يفعل هذا وهو في المائة عام!.

العلاقة بيننا كمصريين وبين كيسنجر كانت متوترة لأن اسمه ارتبط بكونه أحد عرّابى معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، والتى في حين كانت تُرضى طرفًا من المجتمع المصرى، كانت تُغضب الطرف الآخر، فقد تضاءل دوره كمهندس رئيسى للسياسة الخارجية الأمريكية، مع استقالة نيكسون في عام 1974، ولكن لما جاء عهد الرئيس جيرالد فورد، أبدى الرجل آراءً قوية في هذا الحين.

بدأ كيسنجر مهمته في عملية السلام المصرية الإسرائيلية لدى تولى كارتر مهام منصبه في 20 يناير 1977، حيث تحرك إلى إنعاش المحادثات في الشرق الأوسط، واختار كارتر استبدال محادثات السلام الثنائية المتزايدة، التي ميزت «الدبلوماسية المكوكية» لهنرى كيسنجر في أعقاب حرب أكتوبر، بنهج آخر أشمل ومتعدد الأطراف.

وبينما أشاد الكثيرون بكيسنجر، وصفه آخرون بـ«مجرم الحرب» لدعمه الديكتاتوريات المناهضة للشيوعية، وفى سنوات عمره الأخيرة، كانت رحلاته مقيدة بجهود بذلتها دول أخرى لاعتقاله أو استجوابه بشأن السياسة الخارجية الأمريكية السابقة.

هكذا هي الشخصيات السياسية، يتم التعامل معها حسب الموقف، فمَن تراه صديقًا هو عدو لآخر، ومَن تراه عدوًّا هو صديق لآخر. ورغم كل ما يُقال عن كيسنجر، فلا تملك إلا أن تحترم مسيرته، حتى ولو لم توافق على بعضها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 ورحل صاحب الدبلوماسية المكوكية  ورحل صاحب الدبلوماسية المكوكية



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - يسرا خارج دراما رمضان 2025 للعام الثاني على التوالي

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon