بقلم - عبد اللطيف المناوي
سألنى أحد القراء الأعزاء عن أهمية ما كتبت من قبل عن منتدى الإعلام العربى وجوائزه، وأن الأمر بدا وكأنه تحصيل حاصل. وقد يكون حديثى اليوم مكملًا ومفسرًا لاهتمامى بالمنتدى وجوائزه باعتباره أكثر الجوائز العربية حضورًا وانتشارًا وسمعة حتى الآن.
هذا العام تم منح جوائز الإعلام العربى لـ14 فائزًا ضمن مختلف فئات الجائزة، تقديرًا لأعمال استحقت التكريم على مستوى العالم العربى، ووجدت هذه الأعمال طريقها إلى منصة التكريم من بين آلاف الأعمال الصحفية.
كانت سعادتى كبيرة بعدد ممن فازوا هذا العام. الزميلة سحر المليجى التى حصدت جائزة فئة «الصحافة الاستقصائية». التحقيق الاستقصائى «مقامرة الرحيل: الشباب المصرى بين الغرق وجنان أوروبا». وسعادتى للزميلة التى بدأت معها مشوار التحقيق الذى تم إنتاجه ضمن ورشة صحافة البيانات الأولى، التى نظمتها مؤسسة هيكل للصحافة، ونقابة الصحفيين، تحت عنوان «دورة صحافة البيانات والمحتوى المبنى على الدليل»، وشارك فيها 22 صحفيًا من مختلف الصحف المصرية، فى شهر يونيو من العام الماضى، ونجحت الزميلة فى تحقيق الفوز. من وجهة نظرى، من البداية، أهمية التحقيق تأتى لأن هناك مؤسسة مصرية لاتزال مؤمنة بصحافة التحقيقات الاستقصائية فى وقت يلهث فيه الجميع وراء صحافة السوشيال ميديا والتيك توك.
ومثلها كانت سعادتى عندما قررت لجنة التحكيم فى جوائز نقابة الصحفيين منح الجائزة عن عام 2022 للزملاء آيات الحبال وأسماء زكريا ومحمود الخواص عن تحقيق «يومهن يبدأ الفجر وأيديهن السنارة.. معاناة صيادات السمك فى كفرالشيخ»، والذى نشره موقع «المصرى اليوم». حيث استخدم فى التحقيق أنماط الفيديو والصورة والكلمة ونُشر بأشكال متعددة. وهذا النوع من التحقيقات نموذج لكيفية الاستفادة من العالم الافتراضى ومنصاته فى عمل تحقيقات صحفية تصل إلى القراء، ودمج المنصات الصحفية فى قالب واحد.
كان أيضًا فوز الزميل دكتور أسامة السعيد، الذى أتابعه ولم ألتقِ به إلا يوم المنتدى، بجائزة «الصحافة الاقتصادية» عن موضوع «الألعاب الإلكترونية.. تنافس اقتصادى وصراع ثقافى». وأظن أنه يواجه تحديًا جديدًا، هو له، فى رئاسة تحرير صحيفة الأخبار.
جائزة الإعلام الرقمى فئة «أفضل منصة إخبارية» كانت أيضًا مصرية، وهذا يعطينا أملًا، فذهبت إلى موقع «القاهرة 24». وهو من التجارب المهمة التى أحرص على متابعتها منذ بدأ المغامرة الزميل محمود المملوك. ولم يفاجئنى فوزهم بالجائزة. حضورهم ملموس والتجربة تنضج. وهذه الجائزة دافع مهم.
وسعدت بجائزة أحمد شوبير الذى يستمر إلى الأمام غير عابئ بأى هجوم أو معوقات.
لم يكُن مفاجئًا اختيار الصحفى والكاتب سمير عطالله لجائزة شخصية العام الإعلامية، ولكنه كان سببًا لسعادة شخصية، وهو الذى أمضى ما يفوق الخمسين عامًا حاملًا قلمًا صحفيًا رفع مهنة الصحافة إلى مصاف الأدب والفكر والفلسفة. وله عندى مكانة كبيرة.