توقيت القاهرة المحلي 00:03:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل لغزة «يوم تالي»؟!

  مصر اليوم -

هل لغزة «يوم تالي»

بقلم - عبد اللطيف المناوي

يبدو أن الضبابية تخيم على «اليوم التالى» لحرب غزة، ورغم اعتدال الطقس فى هذا الوقت من السنة، فإن الغيوم السياسية مازالت عالقة فى سماء غزة، بفعل رماد النيران الإسرائيلية، وبفعل تعنت رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، وتفننه فى إجهاض أى خطط لما يُسمى «اليوم التالى» لحرب غزة.

هذا التعنت لا يُغضب الغزاويين أو الفلسطينيين بشكل عام، ومنهم حركة حماس، ولا يُغضب العرب، خصوصًا الموجودين فى مفاوضات إنهاء الحرب أو الهدنة، بل صار أيضًا يغضب القادة الأمريكيين وشريحة كبيرة من المجتمع الإسرائيلى على حد سواء، وهذا ما كشفته صحيفة «واشنطن بوست»، مؤكدة أنه بعد أكثر من ستة أشهر من الضربات والاجتياحات المستمرة لمناطق بغزة، إلا أن الحرب لم تُحسم، ولم يستطع نتنياهو وجيشه تحرير الرهائن، الذين من أجلهم قامت الحرب فى الأساس.

لكن ماذا عن «اليوم التالى»؟.

إن مسألة الحديث عن محاولة إنقاذ نتنياهو لمستقبله السياسى بإطالة أمد الحرب باتت مكررة، وربما يصدقها الإسرائيليون أكثر بكثير من غيرهم، إذ تؤكد بعض وسائل الإعلام العبرية بشكل واضح وصريح أنهم محبطون من استئناف حماس للعمليات العسكرية رغم كل هذه القذائف التى أطلقتها الآلة العسكرية الإسرائيلية طوال المدة الماضية، بلا هوادة، والتى سوّت الأرض تقريبًا، مؤكدة أنه مادامت لا توجد عملية دبلوماسية لتصور الوضع فى غزة بعد الحرب، فإن المهمة لن تكون لها نهاية.

المجتمع الإسرائيلى يرغب بشكل أساسى فى عدم تكرار 7 أكتوبر من جديد، واستمرار حماس (فى ظنه) سيكون تهديدًا له، لهذا هم غاضبون من نتنياهو لأنه إلى الآن لم يستطع أن يُنهى تواجد الحركة.

أما الأمريكان، فمستشار الأمن القومى بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، قال بشكل واضح إن الحرب ضرورية، ولكنها ليست كافية لهزيمة حماس، مشددًا على ضرورة وجود خطة سياسية لمستقبل غزة.

اصبح من الواضح أن تعهدات نتنياهو وكلامه المستمر بهزيمة حماس وإنهاء وجودها بشكل نهائى لن تُجدى ولن تنفع، لأسباب عديدة، أولها أن الحركة متمددة فى جزء كبير من المجتمع الفلسطينى، وثانيًا أن قادتها، (رغم المآخذ الكثيرة عليهم)، مستمرون فى التفاوض، ويلقون دعمًا واضحًا من قوى إقليمية مختلفة، وثالثًا أن آلة الحرب لن تستطيع أن تفرض واقعًا سياسيًّا، وهذا مُجرَّب فى أكثر من نزاع حول العالم، ورابعًا يبدو أن نتنياهو قد فضل إنقاذ نفسه على إنقاذ بلده، وهذا واضح من تصريحاته وتصريحات كل المتشددين المقربين منه.

وبالتالى، فإن بعض كلام المسؤولين والمتابعين الإسرائيليين فى الصحف بأن نتنياهو متأكد من عدم وجود قوة بديلة لحماس، تستعد للسيطرة على قطاع غزة، أمر حقيقى وواقعى، ولا يقبل النقاش. لهذا فإن نتنياهو مُجبر، أو سيُجبر على اللجوء إلى مائدة التفاوض من أجل «يوم تالٍ» فى غزة، ولكن الوقت بالتأكيد ليس فى صالح الضحايا من أهلنا فى القطاع، والذين يحلمون بشروق يوم جديد من دون غبار أو رماد أو غيوم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل لغزة «يوم تالي» هل لغزة «يوم تالي»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon