بقلم - عبد اللطيف المناوي
منذ بداية الحرب فى غزة وكثير من الأطراف فى العالم تخسر، لاعبون وفنانون أعلنوا تضامنهم مع الشعب الفلسطينى ينالون شتى أنواع العقاب. جهات دولية وشخصيات سياسية، ما إن يبدون حتى تعاطفًا نجدهم يدفعون الثمن.
آخر الضحايا هى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، التى أعلنت حوالى 12 دولة غربية تجميد تمويلها، بشكل قد يتسبب فى كارثة.
بالأمس، أعلن رؤساء وكالات إنسانية تابعة للأمم المتحدة فى بيان مشترك أن قطع التمويل عن «الأونروا» ستكون له عواقب كارثية على غزة، وكأن الوضع الإنسانى هناك يحتمل عواقب سيئة أخرى.
البيان الصادر عن اللجنة الدائمة المشتركة بين وكالات الأمم المتحدة، التى تشمل الشركاء الرئيسيين المعنيين بالشؤون الإنسانية داخل المنظمة وخارجها، أكد أن سحب التمويل من «الأونروا» أمر خطير، وقد يؤدى إلى انهيار النظام الإنسانى فى غزة، مع عواقب بعيدة المدى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة وفى جميع أنحاء المنطقة.
الدول التى أعلنت سحب التمويل تبنت الرواية الإسرائيلية، أو الاتهام الإسرائيلى، الذى أطلقوه منذ أيام، حيث زعمت تل أبيب أن الوكالة الإغاثية تسمح لمنظمة حماس باستخدام بناها التحتية للاختباء أو لإخفاء الرهائن، أو فى الانطلاق منها للقيام بعمليات عسكرية ضد الجيش الإسرائيلى، الذى اجتاح غزة.
بل إن التهم الإسرائيلية طالت أيضًا موظفين فى الوكالة بالضلوع فى هجوم الحركة على الدولة العبرية، إلى الحد الذى جعل المتحدث باسم الحكومة، إيلون ليفى، يقول فى بيان له إن «الأونروا» هى واجهة لحماس. وهى مخترقة بثلاث طرق رئيسية: توظيف إرهابيين على نطاق واسع، والسماح لحماس باستخدام بناها التحتية فى أنشطة عسكرية، والاعتماد على حماس فى توزيع المساعدات فى قطاع غزة.
والوكالة التابعة للأمم المتحدة منذ فترة تحت مجهر إسرائيل التى تتهمها بالعمل بشكل منهجى ضد مصالح الدولة العبرية، التى تعهدت بوقف عمل الوكالة فى غزة بعد انتهاء الحرب.
ما يخشى منه الجميع هو تصريحات الاتحاد الأوروبى الأخيرة من أنه ينتظر نتائج التحقيقات فى ادعاءات وصفها ببالغة الخطورة تفيد بانخراط عدد من موظفى الوكالة فى هجوم حماس على إسرائيل فى السابع من أكتوبر الماضى، قبل اتخاذ التكتل الأوروبى أى قرار بشأن مساهماته المستقبلية فى تمويل الوكالة الأممية.
ويعد الاتحاد الأوروبى ثالث أكبر المانحين لـ«الأونروا» بعد الولايات المتحدة وألمانيا، فيما رفع التكتل مساعداته الإنسانية الإجمالية للفلسطينيين إلى أربعة أمثال منذ بدء إسرائيل عملياتها العسكرية فى قطاع غزة.
القرارات القاسية الأخيرة من بعض دول العالم تجاه الوكالة قد تتسبب ليس فى كارثة على الشعب الفلسطينى فقط، بل أيضًا قد تطول قرابة ثلاثين ألف شخص يعملون فى الوكالة فى جميع أنحاء المنطقة، والأيام المقبلة قد تشهد مزيدًا من الأزمات.