توقيت القاهرة المحلي 23:27:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قادة العالم في حيرة وتحت ضغط

  مصر اليوم -

قادة العالم في حيرة وتحت ضغط

بقلم - عبد اللطيف المناوي

بدأت الحرب على غزة بغطاء دولى قوى ومساندة لا حدود لها للجانب الإسرائيلى، حيث كان المبرر هو إيمان كل هذه الدول والمؤسسات بأن تل أبيب تدافع عن نفسها ضد الخطر الفلسطينى، والذى تجلى فى هجوم كتائب عز الدين القسام على مستوطنات إسرائيلية، ونجاحها فى قتل أكثر من 1000 جندى ومواطن يحمل الجنسية الإسرائيلية، وأسر عدد كبير يحملون جنسيات أخرى.

وكان أحد المنطلقات التى بنت عليها العديد من دول العالم مواقفها فى بداية الحرب هو أن لها مواطنين واقعين فى أسر تنظيم حماس.

ولكن بمرور الأيام، تراجع هذا الاعتقاد، وأصبحت منطقية المنطلقات ضعيفة أمام ما يرتكبه الجيش الإسرائيلى من مجازر. زالت تمامًا الصورة الوردية التى بنتها قيادات تلك الدول عن إسرائيل والتى كانوا يصورونها كحمل وديع مُعتدى عليه، فظهرت وحشية فى الانتقام والقصف، وبربرية فى التعامل مع الأطفال والعجائز الفلسطينيين.

ومع توالى الضربات، وكثرة المقابر الجماعية، ومشاهد التهجير من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، وقصف المستشفيات، وصور الأطفال والرضع الذين استشهدوا بسبب الحصار الخانق الذى فرضته إسرائيل على القطاع، تحولت النبرة فى العالم، وصارت التظاهرات المساندة لفلسطين أمرًا معتادًا فى شوارع وعواصم الدول التى اتخذت قياداتها فى البداية موقفا مساندًا للسلطة فى تل أبيب.

تظاهرات خرجت فى شوارع لندن وملبورن وستوكهولم وواشنطن وكثير من العواصم العالمية لتصنع حالة من الانفصام الشديد بين الشارع فى تلك الدول، وبين قياداتها التى صارت فى حيرة، هل تبقى مساندة للوحشية الإسرائيلية للنهاية، باعتبارها دفاعًا عن النفس؟، وبهذا تخسر شعبيتها فى الداخل، ليزيد انقسام الشارع ما يهدد عروشها كاملة؟، أم تنحاز السلطة للشارع الغاضب من مشاهد القتل اليومية، وتخسر صداقة إسرائيل؟

دعنا نتفق أن السياسة ليس بها عواطف، وما اتخذه الرئيس الأمريكى جو بايدن مثلًا من أنه أتى لمقابلة نتنياهو، وأرسل مساعدات ظاهرة وخفية لتل أبيب، يؤكد أن ما حركه أمران: أولًا، ما ذكرناه من قبل أن هناك رعايا يحملون الجنسية الأمريكية واقعون تحت الأسر، أما الأمر الثانى فهو أنه يخشى اللوبى اليهودى فى أمريكا، لا سيما أنه مقبل على انتخابات غير مأمونة العواقب، فى ظل اضطراب كبير يسود أروقة الكونجرس ومنافسة شرسة من الجمهوريين.

أما وأن الشارع الأمريكى غضب، ومؤسسات أظهرت مساندتها للجانب الفلسطينى، فإن بايدن أبدى تراجعًا قليلًا فى نبرته، بل طالب حليفه فى إسرائيل أكثر من مرة بهدنة إنسانية تسمح بإيصال المساعدات داخل القطاع. وكذلك ريشى سوناك رئيس وزراء بريطانيا، وغيره من قادة دول العالم، فى إشارة واضحة لتغير المواقف.

ولكن يبقى السؤال الآن، إلى أى مدى ستتغير المواقف؟ هل هى فقط ستكون فى إطار مناشدات لا يستمع إليها نتنياهو؟ أم ستتطور إلى ما هو أكثر من ذلك، خصوصًا مع قرب استحقاقات انتخابية فى بعض العواصم العالمية؟.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قادة العالم في حيرة وتحت ضغط قادة العالم في حيرة وتحت ضغط



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:18 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أحمد مجدي يتعاقد على«بنات الباشا» بطولة زينة
  مصر اليوم - أحمد مجدي يتعاقد على«بنات الباشا» بطولة زينة

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon