توقيت القاهرة المحلي 02:34:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مؤتمر ميونخ للأمن (٤)

  مصر اليوم -

مؤتمر ميونخ للأمن ٤

بقلم - عبد اللطيف المناوي

بدأ المؤتمر بشعار «هل يخسر الجميع؟»، وانتهى فى جلسته الأخيرة بشعار تمثل فى عنوان الجلسة الأخيرة «لا وقت للخسارة». وأظن أن الواقع أكثر اتساقًا مع الشعار الأول، بينما يظل الثانى أمنية لا تحمل مقومات تنفيذها حتى الآن.

وسط التنافس الجيوسياسى المتزايد والتباطؤ الاقتصادى العالمى، أصبحت الأطراف الرئيسية الفاعلة فى مختلف المناطق غير راضية عما تعتبره توزيعًا غير متكافئ للمنافع المطلقة للنظام الدولى.

لم تعد الحكومات تعطى اهتماما لفوائد التعاون بقدر قلقها من أنها تحقق مكاسب أقل من غيرها، ما يجعل أولويتها تحقيق المكاسب النسبية، وبالتالى قد يتسبب ذلك فى سيادة الخسارة للجميع.

أصبح التناقض ما بين تحقيق مكاسب لكل دولة منفردة وفى نفس الوقت إحياء التعاون وتقديم حلول للتحديات العالمية الملحة سببا فى خسارة الجميع. كما ذكرت، منذ البداية، سيطرة حالة عدم اليقين والتشكك فى أهداف ونوايا الأطراف الأخرى تؤدى إلى ما يواجهه العالم الآن من تباطؤ شديد فى النمو الإيجابى الذى تستفيد منه كل الأطراف.

من وجهة نظر العديد من الدول النامية، فإن النظام الدولى لم يفِ قط بوعده بتنمية المنافع لصالح الجميع. وتشعر الصين، التى ربما تكون المستفيد الأكبر من النظام الاقتصادى الليبرالى وغيرها من المنافسين، أن الولايات المتحدة تعمل على تقليص تطلعاتها المشروعة وتضغط بقوة من أجل الحصول على حصة أكبر من المصالح.

شهد مؤتمر ميونخ هذا العام فى نسخته الستين ملفات معقدة، أبرزها حرب غزة، والتسلح النووى، أمن دول أوروبا، الهجرة، التغيرات المناخية والتطورات التكنولوجية، الذكاء الاصطناعى وعالم السايبر.

فى العموم، ساد التشاؤم معظم الملفات السياسية والاقتصادية هذا العام.. تشاؤم بخصوص حرب أوكرانيا، خاصة فى جزئية أمن دول أوروبا فى ظل استمرارها. استطلاعات بعض دول أوروبا تشير إلى أن غالبية المواطنين فى دول أوروبا، منها ألمانيا، يعتقدون أن بلادهم غادرت زمن الرفاهية وتحتاج إلى سنوات طويلة للخروج من الأزمات الاقتصادية والأمنية.

ما يشهده العالم الآن من تعدد وتفاقم الحروب والصراعات ربما لم يشهدها العالم منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، ويعود ذلك إلى انفراد الولايات المتحدة بالعالم، وعجز الأمم المتحدة وترهلها كمنظمة دولية معنية بالأمن الدولى.

وفيما يتعلق بحرب غزة وصراع الشرق الأوسط، فقد أظهرت النقاشات داخل المؤتمر المخاوف من تفاقم الصراع فى الشرق الأوسط، وحرب غزة، لما له من تداعيات أمنية على الأمن الدولى والسلم العالمى. ورغم غياب إيران من المشاركة بسبب عدم دعوتها لحضور هذا المؤتمر، فقد كانت حاضرة بتأثيرها.

الأهم فى مؤتمر ميونخ الذى يعد أمنيًا بامتياز فى إجراءاته الأمنية الشديدة أنه يعتبر منصة ومكانا لصناع القرار للحوار وعقد جلسات ثنائية فى غرف مغلقة على مستوى قادة دول وأجهزة استخبارات وعسكريين لعقد لقاءات غير رسمية. أما النقاشات والجلسات العامة، فهى «غطاء» ممتاز ننشغل نحن به، وتظل الغرف المغلقة هى «الفعل» الحقيقى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مؤتمر ميونخ للأمن ٤ مؤتمر ميونخ للأمن ٤



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon