توقيت القاهرة المحلي 09:45:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يريدها حربًا دينية

  مصر اليوم -

يريدها حربًا دينية

بقلم - عبد اللطيف المناوي

كنت أنوى اليوم استكمال ما بدأته أمس من تناول ما قد تفكر فيه الولايات المتحدة من تغيير استراتيجيتها بشأن التعامل مع الشرق الأوسط، وأشكال العودة من جديد، إن كان هناك عودة.

ولكنى وجدت نفسى منشغلًا جدًا بالخبر الذي نشرته صحيفة «جيروزاليم بوست» ونقله الكثير من وكالات الأنباء، بشأن تغيير اسم العملية العسكرية التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطينى في غزة، من «السيوف الحديدية» إلى اسم آخر يحمل بُعدًا دينيًا عقائديًا، وقد اقترح رئيس الوزراء الإسرائيلى على مقربين له اسمى: «حرب سمحات التوراة» أو «حرب التكوين».

ويبدو للمتابع- وغير المتابع أيضًا- من الاسمين «المقترحين» أن المسؤول الأول في إسرائيل يريد إضفاء بُعد عصبى جديد على الحرب، حيث يريد جعلها حربًا دينية على غرار الحروب الصليبية التي شنتها ممالك أوروبا القديمة على المنطقة، وبالتحديد أيضًا القدس، كما أنها عودة واضحة لمسمى «الحرب الإلهية المقدسة» الذي استخدمه جورج دبليو بوش في الحرب على تنظيم القاعدة في أفغانستان، والقضاء على نظام صدام حسين في العراق.

ولا تبتعد المسميات الإسرائيلية المقترحة كذلك عن المسميات التي أطلقها أسامة بن لادن على هجماته الإرهابية التي شنها على أمريكا، وخلّف إثرها آلاف الضحايا، سواء من الأمريكان أو حتى شعب أفغانستان الذين لم يكن لها يد في أي شىء، سوى أن حكومة طالبان المسيطرة على الوضع هناك آوت وساندت الزعيم الإرهابى.

فقد أطلق أسامة على هجمات سبتمبر اسم «غزوة مانهاتن» وأتبعها بالكثير من المسميات والألفاظ ليدلل على أنها حرب دينية وذلك لاجتذاب عدد أكبر من المناصرين في العالم. نتنياهو يفعل الشىء ذاته، وبنفس العقلية والتوجه. فهو يريدها حربًا دينية لاكتساب المزيد من التعاطف اليهودى.

«سمحات التوراة» أو بهجة التوراة، هو عيد يهودى تزامن هذا العام مع هجمات حماس على المستوطنات الإسرائيلية في يوم 7 أكتوبر، أما «حرب التكوين» فهو اسم مستند إلى أول أسفار العهد القديم، «سفر التكوين»، وهو السفر التوراتى الذي يحكى قصة بداية الخلق حتى وقت سيدنا يوسف (عليه السلام)، الذي بدأت فيه- حسب المعتقد اليهودى- بداية تكوين الدولة العبرانية.

تحدثت في السابق عن خطورة ما تفعله حماس والجماعات الإسلامية المسلحة عمومًا من رفع شعارات دينية في نزاعاتها، والآن نتنياهو يفعلها بنفس الطريقة، ويبدو أنه يقصدها، وهو أمر سيزيد كثيرًا من دائرة الصراع، ويوسعها بأكثر مما تحتمل، خصوصًا أن التسريبات التي نقلتها الصحيفة تؤكد أن رئيس الوزراء الإسرائيلى يتعامل مع الأمر باعتباره ليس ضربة قوية فقط، بل حربا مكتملة الأركان، أما إضفاء المسحة الدينية فيجعلها حربًا عقائدية، قد تستمر طويلًا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يريدها حربًا دينية يريدها حربًا دينية



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط
  مصر اليوم - وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon