بقلم -عبد اللطيف المناوي
فى الفترة الأخيرة حضرت عدة مؤتمرات وجلسات عشاء وندوات. فى دافوس، دبى، ميونخ، لندن وأيضًا القاهرة. كان القاسم المشترك بينها تحليق موضوع الانتخابات الأمريكية فوق رؤوس الحاضرين. وفى كل مرة كان المتحدث أو أحدهم أو المُضيف يتوقف ليُجرى تصويتًا بين الحاضرين عمن سيكون رئيس الجمهورية القادم فى أمريكا؟. المثير للاهتمام والابتسام والقلق أن التصويت يكون لصالح فوز ترامب!.
الأسبوع الماضى، فى لندن، وأثناء عقد مؤتمر «مؤشر القوة الناعمة»، كانت هناك جلسة لمناقشة نتائج مؤشر القوة الناعمة العالمى بناء على دراسة استقصائية لأكثر من 170 ألف مشارك من أكثر من 100 دولة، جمعت بيانات حول التصورات العالمية لجميع الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة، البالغ عددها 193 دولة. وفى هذه الجلسة شارك فريد زكريا، مذيع «سى إن إن»، وألستر كامبل، رئيس الاتصالات لرئيس الوزراء البريطانى الأسبق تونى بلير، وديفيد لامى، عضو البرلمان، وزير الظل لشؤون الخارجية البريطانية والكومنولث والتنمية.
كامبل، وهو إحدى علامات الإعلام فى بريطانيا، طلب من الجمهور النخبوى التصويت على سؤالين؛ الأول: مَن سيفوز فى الانتخابات البريطانية المقبلة؟، وكانت الإجابة بأغلبية ساحقة أن العمال هم القادمون.بينما كان السؤال الثانى: مَن سيفوز فى الانتخابات الأمريكية؟. المدهش أن الرئيس الحالى بايدن لم يُنافس فى قلة مَن توقعوا فوزه، بينما عدد قليل توقع فوز شخص ثالث مجهول، أما ترامب فقد كان هو توقُّع الأغلبية!.
وهذا لا يعنى أن مَن توقعوا فوز ترامب يفضلونه، بل على العكس تمامًا. هناك حالة واضحة من التوتر وعدم اليقين فى المستقبل حال عاد ترامب إلى الحكم.
الحقيقة أن هذه التوقعات العابرة للبحار والمحيطات لا تختلف كثيرًا عن توقعات داخل أمريكا، فوفقًا لأحدث استطلاعات الرأى فى جميع أنحاء الولايات المتحدة، كانت النتيجة أن يفوز ترامب بأكثر من 300 صوت انتخابى فى انتخابات عام 2024، فى حين توقع موقع Decision Desc HQ أن يحصل ترامب على 312 صوتًا انتخابيًّا، وهو أعلى رقم حصل عليه مرشح جمهورى منذ فوز بوش الأب عام 1988، حيث حصل حينها على 426 صوتًا.
ويشير هذا التوقع إلى أن ترامب سيقلب عددًا من الولايات المتأرجحة الرئيسية على الرئيس جو بايدن، الذى فاز فى انتخابات 2020 بحصوله على 306 أصوات انتخابية، كما يشير أيضًا إلى أن ترامب سيفوز بولايات مثل بنسلفانيا وميتشيجان وويسكونسن، التى فاز بها بايدن بفارق ضئيل فى عام 2020. ويواجه بايدن منذ فترة مخاوف اعتقاد الناخبين أن جو البالغ من العمر 81 عامًا أكبر من أن يصبح رئيسًا لولاية ثانية فى منصبه، بينما يواجه ترامب احتمال أن يكون مجرمًا مدانًا بحلول نوفمبر، حيث يواجه 91 تهمة جنائية، عبر أربع محاكمات، ترى مَن سيفوز، المُسِنّ أم المجرم؟.