توقيت القاهرة المحلي 09:05:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نقاط القوة والضعف

  مصر اليوم -

نقاط القوة والضعف

بقلم - عبد اللطيف المناوي

كثيرة هى نقاط القوة المفترضة فى أجسادنا العربية، ولكنها جميعًا، أو معظمها، حوّلناها إلى نقاط ضعف. تعددنا كدول تملك ثقافة واحدة وحدودًا مشتركة ولغة واحدة، حوّلناه إلى نقطة ضعف كبيرة، عندما أفردنا كلًّا فى طريقه لينقذ نفسه، واهمًا، بالتفاوض مع الآخر، ظنًّا منه، واهمًا أيضًا، أنه سوف يكون ذا مكانة أكثر خصوصية، أو أَوْلَى بالرعاية، كما هى لغة الاقتصاد والسياسة، ولكنه لا يعلم أنه بذلك أضعف الآخرين، بل أضعف نفسه. ويزداد الإحساس بالخطر مع كل ما يشهده العالم من حالة سيولة عامة وصراع فى أماكن ودول لم يكن ممكنًا لأحد أن يتوقع أزمة فيها.
وهكذا تتحول نقطة القوة فى الجسد وتتحور إلى امتداد لكعب أخيل (الأسطورة الإغريقية الشهيرة). نقرر أن نبحث عمّن فى الخارج لنستأسد به على إخواننا فى الداخل، نعتقد أن خلاصنا من مشكلاتنا لن يكون إلا باستحضار قوة هى ليست قوتنا الحقيقية، ولكنها قوة مستمدة من آخرين، ونعتقد أننا إن حققنا أهدافنا قصيرة النظر، فإننا بذلك نكون قد حققنا نصرًا، مع أننا بهذا نكون قد سجلنا خطوة متراجعة، ومتنازلة عن عناصر قوتنا الحقيقية.

لا أملك كمواطن فى مجتمع عربى لا يملك من الأمر شيئًا إلا أن يقول ما يراه، ويحاول أن يعبر عن مخاوف حقيقية يستشعرها، إلا أن أشير إلى ما أستشعره ويستشعره غيرى، ممن لا يملكون من الأمر شيئًا، من الخطر الذى ندفع أنفسنا إليه. لن ينتصر الخارج لأى منّا على حساب طرف آخر، الوحيد المنتصر هو ذلك المستدعَى من قِبَل بعضنا، ولن يُستثنى أى منّا من دفع ثمن ذلك التنازل المستمر، لن ينتصر أى من أهل السودان إن حققوا أهدافًا عبر ضغوط الخارج، وليس نصرًا للشيعة أن يحققوا بعض ما يهدفون إليه ويعتقدونه حقًّا لهم، وليس نجاحًا للسُّنة أن يسودوا على الآخرين، إن تم ذلك عبر بوابة خارجية، ولن يكون إنجازًا مهمًّا لأى دولة عربية، إن حققت إنجازًا منفصلًا لها على حساب غيرها من الدول العربية، أو منفردة بقرارها ظنًّا أنها بذلك تحقق ما لا يمكنها تحقيقه مع الآخرين.

ما فات ليس كلامًا محفوظًا ورديًّا، وليس «أكليشيهات»، ولكنه تعبير عن مخاوف حقيقية من أن يتحول ونتحول جميعًا إلى مأساة جديدة، تقرأ قصتها أجيال قادمة، بعد زمن طويل لتتعظ بمَن لم يتّعظ بمآسى مَن قبله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نقاط القوة والضعف نقاط القوة والضعف



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 06:53 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

اعتماد قواعد تسجيل الدراسات العليا في الجامعات المصرية

GMT 17:35 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

شركة "فيات" تشكف عن سيارة عائلية مميزة في 2018

GMT 05:46 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

غوميز تكشف أنّها ستضع صحتها ضمن أولوياتها

GMT 12:40 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

طوني ورد يكشف عن أزياء راقية للمناسبات الصيفية

GMT 06:40 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

المصري يستضيف بتروجت في مواجهة قوية في الدوري

GMT 00:51 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

مروة ناجي تدعم الطفلة أشرقت في "ذا فويس كيدز"

GMT 18:51 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

نهاية اليوم الأول لفتح باب الترشيح داخل النادي الأهلي

GMT 06:32 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كارداشيان" بإطلالة جريئة خلال حضورها حفلة "الهالوين"

GMT 08:35 2017 الثلاثاء ,04 إبريل / نيسان

أن بعض الظن إثم

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 23:28 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

مصطفى الفقي يعلن أن مصر ستشهد العديد من المبادرات في 2022
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon