توقيت القاهرة المحلي 13:01:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لعنة السياحة (1)

  مصر اليوم -

لعنة السياحة 1

بقلم - عبد اللطيف المناوي

كتبت سابقًا عن «التخريب الكبير»، أو الأخطاء التى تُعد تخريبًا تعجز المؤامرات المتعمَّدة عن تنفيذه. مع الأسف، هذه الأخطاء الكبيرة، والمحمية فى معظم الحالات بنصوص قانونية ولوائح إدارية، منتشرة فى جسد الدولة، تحمى المخطئ وتعطيه حصانة ضد العقاب، وندفع الثمن كدولة تجاهد من أجل الخروج من عنق أزمة اقتصادية إلى رحابة انفراجة وتقدم يستحقه هذا البلد.

تحدثت عن التخريب المنظم فى صناعة السياحة وما يحدث فى منطقة الأهرامات، ولم يهتم أحد إلا مَن يعانون من الشركات هناك، والأهم أنه لم تحدث محاولة لوقف التخريب.

أتحدث أيضًا عن السياحة، التى لا تجد مَن يرحمها، فى حين أن نجاحنا فيها سوف يرحمنا بتوفير عملة صعبة، لكنها «سهل» الحصول عليها لو توقفت عمليات التخريب، وقد نجد هذه المرة مَن يسمع.

أظن أن معظمنا علم بقصة السائحة الفرنسية، التى قضت ثمانية أيام محبوسة فى الأقصر، منها ليلة على «البورش» فى «التخشيبة» مع ٤٠ محبوسة، قبل نقلها إلى غرفة حجز أقل سوءًا، بعد أن تم إيقافها فى مطار الأقصر عندما اشتبه رجال المطار فى تمثال صغير فى حقيبة يدها، ولم يصدقوها عندما قالت لهم إنه نسخة اشترتها من محل هدايا الفندق الفاخر الذى كانت تنزل فيه، بينما أكد اثنان من «خبراء» الآثار أن التمثال عمره ٤٥٠٠ سنة!!.

وبعد التحقيق والتحقق واستجواب صاحب المحل والورشة التى تصنع التمثال، الذى وجدوا منه عشرات على الأرفف، وتدخل السفير الفرنسى، تم إطلاق سراحها، بعد «اتخاذ الإجراءات»، التى استغرقت وقتًا هى الأخرى!!. (علامات تعجب أخرى).

كان من الممكن ألّا نسمع عن هذه القصة، التى يبدو أنها ليست الوحيدة، لولا حديث السيدة لأهم صحيفة فرنسية «الفيجارو» لتحكى قصتها، التى باتت متداولة بكثير من الدهشة ممن لم يستطع أن يتخيل، والغضب ممن يحرصون على البلد، و«التشفى» ممن يتربصون.

توقفت، بين كثير مما يستحق التوقف، أمام أمرين، الأول هو قيمة التمثال التى دفعتها السائحة، 240 يورو، لأنها وقعت فى غرام التمثال قبل أن ينقلب لعنة عليها. والثانى ما تضمنه قرار الإفراج عنها من ترحيلها من البلاد، ومنعها من الدخول إلى مصر فى المستقبل!!. (علامات تعجب أخرى).

لن أسير مع الرأى القائل بأن موظفى المطار هم المخطئون، وذلك لأنه ببساطة شديدة القانون واللوائح تحميهم، ولن أقول أيضًا إن خبراء الآثار، الذين أكدوا أن التمثال أثر عمره أكثر من 4500 سنة، مخطئون لأن هذا هو مستواهم العلمى الذى لم يُختبر، وضابط الشرطة اتخذ الإجراءات وفقًا للقانون، وحبسها تبعًا للإجراءات والقواعد، وامتد حجزها لحين اتخاذ الإجراءات التقليدية.

الجميع احتاط ليحمى نفسه من احتمال الخطأ. ولا بأس أن تنهار السياحة. لكن الإجراءات مضبوطة وقانونية.

المشكلة هنا أن السياحة بلا أب شرعى. وهذا نقاش آخر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لعنة السياحة 1 لعنة السياحة 1



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:59 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب توفيق يكشف للمرة الأولى سراً عن أشهر أغانيه
  مصر اليوم - إيهاب توفيق يكشف للمرة الأولى سراً عن أشهر أغانيه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة

GMT 13:03 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

فولكس فاجن تكشف عن أسعار أيقونتها Passat موديل 2020

GMT 17:41 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

الفنانة مريم حسن تتعاقد على بطولة مسلسل "أبو جبل"

GMT 23:17 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

دورة تحكيم في جمباز الأيروبيك بالاتحاد الدولي للجمباز

GMT 16:26 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكّد أن الهاتف المحمول أقذر بـ7 أضعاف من مقعد المرحاض

GMT 04:58 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد تستعد لأول مسلسل مع خطيبها الفنان أحمد فهمي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon