بقلم - عبد اللطيف المناوي
مرة أخرى من قرية دندرة قلب الصعيد أتناول موضوعًا مهمًا آخر يثبت ما سبق أن ذكرته عن أهمية التجربة التي تحدث هناك في إطار النشاط المتميز للأسرة الدندراوية من خلال مؤتمرها الخامس الذي عُقد منذ حوالى أسبوع والذى حمل عنوان: (قيمة الإنسان). هناك تم إطلاق مبادرة «سعيد يا صعيد»، وليس غريبا أن تتماهى المبادرة بمضمونها مع عنوان المؤتمر وتوجه الأسرة الدندراوية.
وتأتى المبادرة ضمن مسيرة البناء التي يعنى بها مركز دندرة الثقافى من خلال مساره الثقافى بعدد من المبادرات، والتى منها هذه المبادرة. وهى تهدف إلى تثقيف القرى والنجوع بقيمة وأهمية الشواهد الأثرية في محيط المجتمع والتوعية بأهمية العلاقة بالسائح والتعامل معه على أنه ضيف له حق الضيافة. كما تهدف إلى رفع الوعى الأثرى لدى أهالى الصعيد في القرى والنجوع وتعريفهم بأهمية حماية الآثار والحفاظ عليها، كما تهدف المبادرة إلى تثقيف الشباب الثقافة السليمة بأفضل الطرق في معاملة السائحين وحسن ضيافتهم، ذلك يأتى في إطار دعم منتدى دندرة الثقافى لجهود تنشيط السياحة المصرية.
المبادرة تعد الأولى من نوعها في صعيد مصر وتسهم بشكل كبير في تنشيط السياحة.
كما فهمت فإن هناك برنامجا مخططا وموضوعا يهدف بالأساس إلى محو الأمية الأثرية لدى أهل الصعيد وإقناعهم بأن الآثار أكبر من مجرد أحجار ولكنها تاريخهم وتاريخ أجدادهم عليهم أن يعرفوه ليكونوا قادرين على فهم القيمة الحقيقية لها، وأن تتجاوز نظرتهم لها أنها مجرد «مساخيط». الأمر الآخر أن يدرك أهل الصعيد، كبارًا وصغارًا، أن السائح القادم لهم هو ضيف عليهم وليس مجرد حفنة دولارات، وأن يستحضر الصعيدى دائماً نخوته وكرمه وهو يتعامل مع السائح الضيف. وأعجبتنى ملاحظة الأمير هاشم الدندراوى عندما تحدث عن رد فعل الرجل الصعيدى إذا تعرضت سائحة لمضايقات بأن أسلوب التعامل السليم والمتوقع من الصعيدى أن هذه السيدة لو لم تكن «عِرضه» فهى «عِرض» رجل آخر وجب حمايتها.
وأنا أدعو وزيرة السياحة دكتورة رانيا المشاط للتعاون مع هذه المبادرة النابعة من قلب الناس ومن عمق الصعيد.
وأظن أنه يمكن توسيع نطاق المبادرة في المستقبل لتشمل العادات غير المفيدة والتى تمثل عادات يجب التخلص منها.
نقلا عن المصري اليوم القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع