توقيت القاهرة المحلي 12:38:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدبكة الفلسطينية

  مصر اليوم -

الدبكة الفلسطينية

بقلم - عبد اللطيف المناوي

أسعدنى جدًا خبر اعتماد الطلب الفلسطينى بإدراج رقصة «الدبكة الشعبية» على قائمة منظمة التربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) للتراث الثقافى غير المادى، وذلك خلال اجتماع المنظمة الأخير فى دولة بتسوانا الإفريقية.

القرار جاء فى ظرف دقيق للغاية، حيث تتعرض غزة لقصف عنيف، ويتعرض شعبها لما يشبه الإبادة الجماعية، وبالتالى فإن الهوية الفلسطينية ذاتها تتعرض لمحاولات المحو من آلة عسكرية غاشمة لا تفرق بين الأخضر واليابس.

وقد أتى القرار بعد جهود قامت بها السلطات الفلسطينية بالتعاون مع المؤسسات الرسمية والأهلية منذ نحو عامين، ويعتبر تسجيل رقصة «الدبكة الشعبية» الفلسطينية على القائمة الملف الثالث المسجل باسم فلسطين، بعد «الحكاية الشعبية» و«فن التطريز الفلسطينى»، والتى استوفت ثلاثتها المعايير المعمول بها فى اليونسكو لتسجيل الملفات.

وأعتبر هذا القرار انتصارًا حقيقيًا للهوية الفلسطينية، فى حربها للبقاء والوجود، فالحفاظ على التراث الفلسطينى بشكله المادى وغير المادى هو مهمة وطنية خالصة، يحرصون على توريثها من جيل إلى آخر خوفًا عليه من الضياع والسرقة، وحفاظًا عليه من الاندثار والتلاشى فى ظل وجود دولة محتلة احترفت سرقة التاريخ وتزويره.

وقد كانت «الدبكة» قبل الاحتلال تأخذ طابع المناسبات، فلا يكاد يخلو عرس فلسطينى من رقصها، وغالبًا ما يبادر الشبان الذين يجيدون أداءها للمشاركة فى هذا النوع من الفن خلال المهرجانات والمناسبات الوطنية. ورغم محاولات الاحتلال الإسرائيلى طمس كل ما يتعلق بالهوية الفلسطينية، إلا أن «الدبكة الشعبية» حافظت على استمراريتها وحضورها، وقد صارت بعد نكبة عام 1948 شكلًا من أشكال النضال الوطنى.

فهى تؤدى عن طريق تشابك الأيدى كدليل على الوحدة والتضامن، بينما يضرب الراقص فيها أقدامه بقوة فى الأرض دلالة على العنفوان والرجولة، ترافقها أغانٍ تعبر عن عمق الانتماء للأرض الفلسطينية التى يحبها هؤلاء الراقصون والمستمعون كذلك.

بالأمس كان ارتفاع مبيعات «الكوفية الفلسطينية» فى العالم، وكذا البحث عنها على الإنترنت، باعتبارها رمز المقاومة الفلسطينية، رغم محاولات التضييق، واليوم «الدبكة» تسعدنا بعد هذا القرار الأممى، وفى الطريق ملف الصابون التقليدى (النابلسى)، حيث قدمته السلطات الفلسطينية لتسجيله على قائمة التراث فى عام 2025، وذلك بعدما استوفى جميع المعايير التى تحكم التسجيل.

كل هذا يوحى بأن البلد الضاربة فى جذور التاريخ لن يستطيع أحد أن يمحو هويتها، ورغم أنها انتصارات ليست على الأرض، إلا أنها انتصار، على الشعب الفلسطينى أن يفخر به الآن. ومثلما ختمت مقال الأمس بالقول بأن زعماء حماس لا يرتدون «الكوفية الفلسطينية»، أو نادرًا ما يرتدونها، فإنهم بالتأكيد نادرًا ما يرقصون «الدبكة»!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدبكة الفلسطينية الدبكة الفلسطينية



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط
  مصر اليوم - وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط

GMT 10:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
  مصر اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon