توقيت القاهرة المحلي 23:37:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدبكة الفلسطينية

  مصر اليوم -

الدبكة الفلسطينية

بقلم - عبد اللطيف المناوي

أسعدنى جدًا خبر اعتماد الطلب الفلسطينى بإدراج رقصة «الدبكة الشعبية» على قائمة منظمة التربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) للتراث الثقافى غير المادى، وذلك خلال اجتماع المنظمة الأخير فى دولة بتسوانا الإفريقية.

القرار جاء فى ظرف دقيق للغاية، حيث تتعرض غزة لقصف عنيف، ويتعرض شعبها لما يشبه الإبادة الجماعية، وبالتالى فإن الهوية الفلسطينية ذاتها تتعرض لمحاولات المحو من آلة عسكرية غاشمة لا تفرق بين الأخضر واليابس.

وقد أتى القرار بعد جهود قامت بها السلطات الفلسطينية بالتعاون مع المؤسسات الرسمية والأهلية منذ نحو عامين، ويعتبر تسجيل رقصة «الدبكة الشعبية» الفلسطينية على القائمة الملف الثالث المسجل باسم فلسطين، بعد «الحكاية الشعبية» و«فن التطريز الفلسطينى»، والتى استوفت ثلاثتها المعايير المعمول بها فى اليونسكو لتسجيل الملفات.

وأعتبر هذا القرار انتصارًا حقيقيًا للهوية الفلسطينية، فى حربها للبقاء والوجود، فالحفاظ على التراث الفلسطينى بشكله المادى وغير المادى هو مهمة وطنية خالصة، يحرصون على توريثها من جيل إلى آخر خوفًا عليه من الضياع والسرقة، وحفاظًا عليه من الاندثار والتلاشى فى ظل وجود دولة محتلة احترفت سرقة التاريخ وتزويره.

وقد كانت «الدبكة» قبل الاحتلال تأخذ طابع المناسبات، فلا يكاد يخلو عرس فلسطينى من رقصها، وغالبًا ما يبادر الشبان الذين يجيدون أداءها للمشاركة فى هذا النوع من الفن خلال المهرجانات والمناسبات الوطنية. ورغم محاولات الاحتلال الإسرائيلى طمس كل ما يتعلق بالهوية الفلسطينية، إلا أن «الدبكة الشعبية» حافظت على استمراريتها وحضورها، وقد صارت بعد نكبة عام 1948 شكلًا من أشكال النضال الوطنى.

فهى تؤدى عن طريق تشابك الأيدى كدليل على الوحدة والتضامن، بينما يضرب الراقص فيها أقدامه بقوة فى الأرض دلالة على العنفوان والرجولة، ترافقها أغانٍ تعبر عن عمق الانتماء للأرض الفلسطينية التى يحبها هؤلاء الراقصون والمستمعون كذلك.

بالأمس كان ارتفاع مبيعات «الكوفية الفلسطينية» فى العالم، وكذا البحث عنها على الإنترنت، باعتبارها رمز المقاومة الفلسطينية، رغم محاولات التضييق، واليوم «الدبكة» تسعدنا بعد هذا القرار الأممى، وفى الطريق ملف الصابون التقليدى (النابلسى)، حيث قدمته السلطات الفلسطينية لتسجيله على قائمة التراث فى عام 2025، وذلك بعدما استوفى جميع المعايير التى تحكم التسجيل.

كل هذا يوحى بأن البلد الضاربة فى جذور التاريخ لن يستطيع أحد أن يمحو هويتها، ورغم أنها انتصارات ليست على الأرض، إلا أنها انتصار، على الشعب الفلسطينى أن يفخر به الآن. ومثلما ختمت مقال الأمس بالقول بأن زعماء حماس لا يرتدون «الكوفية الفلسطينية»، أو نادرًا ما يرتدونها، فإنهم بالتأكيد نادرًا ما يرقصون «الدبكة»!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدبكة الفلسطينية الدبكة الفلسطينية



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - يسرا خارج دراما رمضان 2025 للعام الثاني على التوالي

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon