بقلم - عبد اللطيف المناوي
إذا عدت إلى الرئاسة سأوقف حرب غزة فى يومين وحرب أوكرانيا فى أسبوع»، هذا ما قاله ترامب فى عشاء محدود الشهر الماضى حضره صديق لى، والعهدة على الراوى.
وبينما كان الساسة والاقتصاديون والرؤساء التنفيذيون يجتمعون فى المنتدى الاقتصادى العالمى بدافوس الأسبوع الماضى، كان ترامب وعلى بعد نحو 7500 كيلومتر منهم، يحقق فوزًا تاريخيًا خلال الانتخابات التمهيدية فى ولاية «أيوا» مسجلًا رقمًا قياسيًا أمام باقى منافسيه، مع حصوله على نسبة 51 بالمائة من الأصوات.
وبذلك يخطو ترامب خطوة جديدة، باتجاه خوض انتخابات نوفمبر هذا العام، للفوز بأرفع منصب فى أكبر اقتصاد فى العالم، ولهذا تصدّر الحديث عن مصير العالم حال فوز ترامب طيلة الأيام الخمسة للمنتدى، حيث لم تغب تعابير القلق أبدًا عن حديث المشاركين من احتمال عودة ترامب، والتخوف من أنه سيكون أكثر معاداة للعالم!.
الحديث حول الانتخابات الأمريكية فى دافوس، ذهب إلى مكان أبعد من مجرد طرح أسئلة؛ إلى طرح توقعات. نائبة رئيس المفوضية الأوروبية فيرا جوروفا على سبيل المثال رأت أن عودة ترامب إلى البيت الأبيض قد تعزز شهية بوتين، للاستيلاء على المزيد من الأراضى، وهذا ما سيعرض أمن دول الاتحاد للخطر، قبل تأكيدها أن الاتحاد الأوروبى مستعد لأى خيار.
رئيسة البنك المركزى الأوروبى، كريستين لاجارد، رأت أن المخاوف بشأن احتمال عودة ترامب تؤكد الحاجة إلى سيناريو سياسى مُجهز، وطالبت أوروبا بتدعيم قوتها ووحدتها ككتلة اقتصادية وسياسية واحدة، مذكّرة بأن التحالفات العالمية يمكن أن تتغير مع عودة ترامب.
وهذه ليست المرة الأولى التى يعرب فيها القادة الأوروبيون عن قلقهم، بشأن عودة ترامب المحتملة، إذ أعلن المستشار الألمانى أولاف شولتز فى وقت سابق، عن عدم حماسه لإعلان ترشح ترامب للرئاسة، وسبق أن تعرض الاتحاد الأوروبى، المنظمة السياسية والاقتصادية التى تضم 27 دولة، لانتقادات من قبل خبراء سياسيين لعدم أخذ انتخاب ترامب على محمل الجد فى عام 2016. وقد اختلف الاتحاد وترامب خلال رئاسته لأمريكا حول العديد من البنود، أبرزها فيما يتعلق بالتجارة والناتو والبيئة.
الاستعداد لعالم ترامب لا يقتصر فقط على الاتحاد الأوروبى، بل يمتد ليشمل الصين التى عانت خلال رئاسته لأمريكا من سياسته التى ترتكز على نهج العقوبات الاقتصادية، والتعريفات الجمركية.
عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض لن تكون مفاجئة، الجميع يبدو أنهم باتوا متوقعين تلك العودة رغم حالة القلق السائدة بسببها. كما يعتقد كثير من المراقبين أن احتمالات العودة القوية لترامب ليست فقط بسبب تراجع شعبية الحزب الديمقراطى، أو عدم قدرة المنافسين الآخرين فى الحزب الجمهورى الذى ينتمى إليه ترامب، على منافسته، بل بالأساس لأن الرأى العام الأمريكى بات أصلًا يتقبل نهج ترامب.
يبدو أن ترامب سيعود ليشغل العالم ويقلقه مرة أخرى