توقيت القاهرة المحلي 02:34:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العودة الأميركية للشرق الأوسط

  مصر اليوم -

العودة الأميركية للشرق الأوسط

بقلم - عبد اللطيف المناوي

عندما قال الرئيس الأمريكى جو بايدن، خلال جولته فى الشرق الأوسط العام الماضى، والتى بدأت كالعادة بتل أبيب وانتهت بـ«قمة جدة» للأمن والتنمية، إن واشنطن لن تترك فراغًا فى الشرق الأوسط لروسيا والصين!، كانت التصورات تدور بشكل رئيسى حول أشكال تضمن لأمريكا التواجد فى المنطقة، ولكن دون التورط بقوات لها على الأرض.

الملاحظة الرئيسية على السياسة الأمريكية مؤخرًا تؤكد أن هناك عملية انسحاب تدريجى تمت خلال العقد الأخير لصالح منطقة المحيط الهادئ، وأن حسابات واشنطن تركزت على الاهتمام بالبعدين الصينى والهندى، على حساب تراجع واضح فى حسابات الاهتمام بالشرق الأوسط. وكان التصور الأمريكى فى هذا الوقت يعتمد على الثقة الكبيرة التى باتت راسخة لديها بأن إسرائيل بما لديها من إمكانات تضمن بها تفوقًا كبيرًا على حساب كل الجيران العرب متفرقين أو مجتمعين، وأن هذا يكفى تمامًا لملء أى فراغ عسكرى ناتج عن انسحاب القوات الأمريكية من الأرض، وهذه الثقة هى ما أعطت أمريكا الإحساس النسبى بالاطمئنان. المتابع لثوابت السياسة الخارجية الأمريكية فى المنطقة، منذ منتصف القرن الماضى، يجد أنها تمحورت فى ثلاثة أهداف رئيسية، وهي؛ حماية أمن إسرائيل، وأمن الطاقة وتأمين وصولها إلى العالم، وعدم وجود أقطاب دولية فى المنطقة، خاصة روسيا.

ولكن يظل أمن إسرائيل بالفعل هو أولوية الأجندة الأمريكية كما هو الحال منذ عقود، فبالإضافة إلى الاطمئنان بأن إسرائيل باتت الدولة الأقوى فى المنطقة، كما ذكرت، سعت واشنطن ودعمت عقد اتفاقيات سلام معلنة بين تل أبيب وبين بعض الدول العربية، وتفاهمات مع البعض الأخرى، وتعاونا غير معلن مع الجزء الأخير، وبالتالى زاد إحساسها بأنها فى مأمن الآن عن ذى قبل. أما الطاقة، فلدى الولايات المتحدة ما يكفيها من احتياطيات، بل باتت المنتج الأول للطاقة على مستوى العالم. أما الهدف الأخير وهو عدم السماح لقوى أخرى بملء الفراغ فى الشرق الأوسط، فصحيح أن الولايات المتحدة فقدت الكثير من مصداقيتها لدى دول المنطقة، التى باتت تبحث عن توازن بخلق علاقات وترسيخ القائم منها مع قوى دولية أخرى، وبناء تحالفات سياسية وأمنية من داخل المنطقة، إذ بدأ إحساس يتعمق لدى أطراف عربية بأهمية الاعتماد على الذات من خلال إقامة شراكات استراتيجية فى إنتاج وتطوير القدرات العسكرية مع قوى دولية أخرى، حتى لو كانت مختلفة مع أمريكا أو المعسكر الغربى.

ولأن أمريكا تدرك جيدًا خطورة فقدان حليف سياسى وعسكرى واقتصادى بحجم دول الشرق الأوسط، فإن السؤال الذى يطرح نفسه الآن بعد التغيرات الكبيرة فى توجهات دول الشرق الأوسط هو: هل تعود واشنطن إلى المنطقة بأى شكل من الأشكال، ومنها الشكل العسكرى؟، أم أن سياسة الابتعاد والانسحاب التدريجى هى سياسة نهائية لديها؟. نعرف أن لا ثوابت فى السياسة، ولكن نطرح التساؤل ونحاول الإجابة عليه، بحثا عن خطة التعامل مع الأمر فى المستقبل، حال العودة الأمريكية إلى المنطقة بعد الفشل الإسرائيلى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العودة الأميركية للشرق الأوسط العودة الأميركية للشرق الأوسط



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon