توقيت القاهرة المحلي 07:22:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإدارة المدنية ليست مدنية

  مصر اليوم -

الإدارة المدنية ليست مدنية

بقلم - عبد اللطيف المناوي

حتى لو بدأ الاهتمام يتراجع قليلًا عن متابعة الحرب الإسرائيلية على غزة، إلا أن الطرح الإسرائيلى بإيجاد ما يُسمى «الإدارة المدنية» للقطاع، لابد وأن يكون قد تنامى إلى مسامع الكثيرين، والذين فهموا أن المقصود بتلك الإدارة هو الاعتماد على مجموعة فلسطينية فى هذه الإدارة، لكن ربما يكون الحديث الأكثر واقعية هو أن تكون إدارة القطاع أشبه بإدارة ذاتية تحت سيطرة إسرائيلية، وهو النموذج الذى كان قائمًا من قبل إدارة الضفة الغربية، والتى وصفها صديق فلسطينى بقوله إن الأمر الوحيد الذى له علاقة بـ«المدنية» هو الاسم، بينما القائمون عليها والعاملون فيها معظمهم من ضباط الجيش الإسرائيلى.

إذن هى إدارة إسرائيلية تامة من قبل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وتحت غطاء مسمى «إدارة مدنية».

تلك الإدارة لم تكن وليدة الزمن القريب، بل الزمن البعيد، فبعد احتلال إسرائيل لما تبقى من فلسطين فى 1967 فرضت تل أبيب حينها نظام حكم عسكريًا، وأصدرت قوانين وأوامر عسكرية لتكريس سياسات الأمر الواقع، كما ربطت جميع المؤسسات المتصلة بحياة الفلسطينيين بضباط من جهاز الأمن الإسرائيلى، وكانوا حينها يتحدثون العربية.

وكثير من الذين سافروا إلى الضفة الغربية يعرفون جيدًا أن مسألة السفر إلى هناك لابد وأن تكون تحت إدارة إسرائيلية، كما أن من مظاهر ابتزاز الفلسطينيين السفر للخارج، حيث كان الفلسطينيون يسافرون من خلال معبرين: الإسرائيلى والأردنى، حيث يسافر من يحمل جواز السفر الأردنى عبر تصريح خاص تصدره الجهات الإسرائيلية.

كما سيطر الإسرائيليون على تعيينات قيادات محلية فى القرى بهدف معلن، وهو حل الخلافات ومساعدة المزارعين فى تحسين أوضاعهم الاقتصادية، لكن الهدف الخفى كان سيطرة الاحتلال على الضفة. وكان الإجراء الأكثر صراحة فى هذا الأمر حدث فى أكتوبر 1981، وشمل أيضًا قطاع غزة إضافة إلى الضفة، عندما أنشأ الاحتلال ما سُمى بـ«الإدارة المدنية»، عبر جهازى إدارة منفصلين، واحد للقطاع، والآخر للضفة الغربية.

استهدفت إسرائيل ومازالت تستهدف ربطًا كاملًا لمفاصل حياة الفلسطينيين، تحقيقًا لسياسة الإخضاع والسيطرة، على الرغم من أن الهدف الرئيسى من وضع كل الأمور تحت قيادة السلطة الفلسطينية كان حل الإدارة المدنية، ولكن ما حدث هو تقليص عدد العاملين، وإبقاء بعض الصلاحيات بيد الإسرائيليين كذلك.

استعادة دور «الإدارة المدنية» من جديد يأتى متناغمًا مع توجهات قيادات إسرائيل الآن، التى تسعى لضم المستوطنات، وإنهاء حل الدولتين، وإعادة تشكيل السلطة الفلسطينية، بما يتناسب مع الرؤية الأمنية للحكومة الإسرائيلية بقيادة نتنياهو، الذى يمثل توجهًا متناميًا فى الداخل الإسرائيلى من تغليب وجهة النظر اليمينية المتطرفة على كل الملفات التى تخص الأرض المحتلة، لتتأكد مقولة صديقى من أن الإدارة المدنية فى فلسطين لم ولن تكون مدنية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإدارة المدنية ليست مدنية الإدارة المدنية ليست مدنية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 00:03 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز
  مصر اليوم - نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة

GMT 13:03 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

فولكس فاجن تكشف عن أسعار أيقونتها Passat موديل 2020

GMT 17:41 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

الفنانة مريم حسن تتعاقد على بطولة مسلسل "أبو جبل"

GMT 23:17 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

دورة تحكيم في جمباز الأيروبيك بالاتحاد الدولي للجمباز

GMT 16:26 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكّد أن الهاتف المحمول أقذر بـ7 أضعاف من مقعد المرحاض

GMT 04:58 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد تستعد لأول مسلسل مع خطيبها الفنان أحمد فهمي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon