توقيت القاهرة المحلي 12:38:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإدارة المدنية ليست مدنية

  مصر اليوم -

الإدارة المدنية ليست مدنية

بقلم - عبد اللطيف المناوي

حتى لو بدأ الاهتمام يتراجع قليلًا عن متابعة الحرب الإسرائيلية على غزة، إلا أن الطرح الإسرائيلى بإيجاد ما يُسمى «الإدارة المدنية» للقطاع، لابد وأن يكون قد تنامى إلى مسامع الكثيرين، والذين فهموا أن المقصود بتلك الإدارة هو الاعتماد على مجموعة فلسطينية فى هذه الإدارة، لكن ربما يكون الحديث الأكثر واقعية هو أن تكون إدارة القطاع أشبه بإدارة ذاتية تحت سيطرة إسرائيلية، وهو النموذج الذى كان قائمًا من قبل إدارة الضفة الغربية، والتى وصفها صديق فلسطينى بقوله إن الأمر الوحيد الذى له علاقة بـ«المدنية» هو الاسم، بينما القائمون عليها والعاملون فيها معظمهم من ضباط الجيش الإسرائيلى.

إذن هى إدارة إسرائيلية تامة من قبل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وتحت غطاء مسمى «إدارة مدنية».

تلك الإدارة لم تكن وليدة الزمن القريب، بل الزمن البعيد، فبعد احتلال إسرائيل لما تبقى من فلسطين فى 1967 فرضت تل أبيب حينها نظام حكم عسكريًا، وأصدرت قوانين وأوامر عسكرية لتكريس سياسات الأمر الواقع، كما ربطت جميع المؤسسات المتصلة بحياة الفلسطينيين بضباط من جهاز الأمن الإسرائيلى، وكانوا حينها يتحدثون العربية.

وكثير من الذين سافروا إلى الضفة الغربية يعرفون جيدًا أن مسألة السفر إلى هناك لابد وأن تكون تحت إدارة إسرائيلية، كما أن من مظاهر ابتزاز الفلسطينيين السفر للخارج، حيث كان الفلسطينيون يسافرون من خلال معبرين: الإسرائيلى والأردنى، حيث يسافر من يحمل جواز السفر الأردنى عبر تصريح خاص تصدره الجهات الإسرائيلية.

كما سيطر الإسرائيليون على تعيينات قيادات محلية فى القرى بهدف معلن، وهو حل الخلافات ومساعدة المزارعين فى تحسين أوضاعهم الاقتصادية، لكن الهدف الخفى كان سيطرة الاحتلال على الضفة. وكان الإجراء الأكثر صراحة فى هذا الأمر حدث فى أكتوبر 1981، وشمل أيضًا قطاع غزة إضافة إلى الضفة، عندما أنشأ الاحتلال ما سُمى بـ«الإدارة المدنية»، عبر جهازى إدارة منفصلين، واحد للقطاع، والآخر للضفة الغربية.

استهدفت إسرائيل ومازالت تستهدف ربطًا كاملًا لمفاصل حياة الفلسطينيين، تحقيقًا لسياسة الإخضاع والسيطرة، على الرغم من أن الهدف الرئيسى من وضع كل الأمور تحت قيادة السلطة الفلسطينية كان حل الإدارة المدنية، ولكن ما حدث هو تقليص عدد العاملين، وإبقاء بعض الصلاحيات بيد الإسرائيليين كذلك.

استعادة دور «الإدارة المدنية» من جديد يأتى متناغمًا مع توجهات قيادات إسرائيل الآن، التى تسعى لضم المستوطنات، وإنهاء حل الدولتين، وإعادة تشكيل السلطة الفلسطينية، بما يتناسب مع الرؤية الأمنية للحكومة الإسرائيلية بقيادة نتنياهو، الذى يمثل توجهًا متناميًا فى الداخل الإسرائيلى من تغليب وجهة النظر اليمينية المتطرفة على كل الملفات التى تخص الأرض المحتلة، لتتأكد مقولة صديقى من أن الإدارة المدنية فى فلسطين لم ولن تكون مدنية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإدارة المدنية ليست مدنية الإدارة المدنية ليست مدنية



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط
  مصر اليوم - وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط

GMT 10:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
  مصر اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon