توقيت القاهرة المحلي 00:09:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إفريقيا الموعودة بالاستغلال

  مصر اليوم -

إفريقيا الموعودة بالاستغلال

بقلم - عبد اللطيف المناوي

كانت قارة إفريقيا، ولعهود طويلة سابقة، مسرحًا للصراعات بين القوى الاستعمارية الكبرى، حيث تسابقت فرنسا وبريطانيا وإسبانيا وإيطاليا وغيرها للاستحواذ والسيطرة على كنوز القارة السمراء ومواردها، ما يُؤمّن لتلك القوى احتياجاتها ومخزونها الاستراتيجى من معادن نادرة وثروة غذائية وثروات أخرى حباها الله لهذه البقعة من الأرض دون غيرها.

ونتيجة لطول فترات الاستعمار، وأسباب أخرى لها علاقة بالتعدد الإثنى والعرقى والدينى، فإن العديد من دول إفريقيا ظلت لعهود طويلة تعانى من عدم استقرار على المستوى السياسى، سببته الحروب الأهلية الطاحنة والمستمرة، وكذلك صراعات الانفصال والجنوح نحو الحكم الذاتى لبعض المناطق، ما أدى إلى جعلها أرضًا خصبة ومهدًا لمحاولات قوى استعمارية قديمة تسعى للسيطرة عليها من جديد، أو لمحاولات قوى وتكتلات اقتصادية جديدة تسعى هى الأخرى لتحقيق أهدافها ذات الطابع الاقتصادى والسياسى من خلال مد نفوذها إلى تلك المنطقة المليئة بالصراعات والكنوز فى آن واحد.

لقد صارت صورة إفريقيا لدى الغرب مجرد سلة من المعادن والأخشاب والمنتجات الزراعية المعالجة بالكاد (الكاكاو والبن والموز)، كمواد خام لتغذية صناعات بعض دول العالم المتقدم، فى المقابل أصبحت إفريقيا تعتمد فى احتياجاتها الاستهلاكية على استيراد السلع المصنعة فى الغرب، والتى غالبًا ما تُصنّع باستخدام المواد الخام الإفريقية، ولكن بكلفة مرتفعة للغاية، ما يزيد اقتصادات دول إفريقيا إرهاقًا على إرهاقها.

إعادة الهيكلة التى تسعى بعض القوى الاستعمارية وغير الاستعمارية لاقتصادات إفريقيا وتوجهها نحو الاحتياجات الخارجية للتصنيع الأوروبى له عواقب وخيمة على الديناميات الداخلية للاقتصادات والمجتمعات، ما قد يزيد الأمور سوءًا، خصوصًا فيما يتعلق بالاستقرار السياسى والاجتماعى لدول القارة.

الصورة السيئة والمخيفة التى رسمها الغرب لإفريقيا فى السابق، ومازال يعيد رسمها، أظن أنها لن تُمحى قريبًا من مخيلة الغرب، لاسيما بعد ما رأيناه فى المواقف المختلفة تجاه ما يحدث فى النيجر، ما يؤكد أن من المستحيل أن تتوقف محاولات العبث بمقدرات إفريقيا وشعوبها، ما يقوض من تراكم الثروة فى دول القارة وإعادة استثمارها فى تجديد ورفع مستوى القدرات الإنتاجية للمجتمعات، وبالتالى يُقوّض قدرتها على تلبية الاحتياجات المتغيرة للشعوب.

أظن كذلك أن المحاولات الجادة من أطراف إفريقية، فى مقدمتها مصر، لدعم استقرار إفريقيا ومساندة استقلاليتها من أجل تحقيق تنميتها المستدامة كانت صادقة وتريد النفع والخير لشعوب القارة، من أجل صد محاولات السيطرة على كنوزها كأحد أهم الأسلحة المستخدمة الآن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إفريقيا الموعودة بالاستغلال إفريقيا الموعودة بالاستغلال



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:38 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

إطلالات مختلفة تناسب قصيرات القامة من وحي منى زكي
  مصر اليوم - إطلالات مختلفة تناسب قصيرات القامة من وحي منى زكي

GMT 23:07 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

أحمد رزق يتعاقد على مسلسل «سيد الناس» رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد رزق يتعاقد على مسلسل «سيد الناس» رمضان 2025

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

دار Blancheur تعلن عن عرض مميز لأزياء المحجبات في لندن

GMT 10:03 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل الفاصوليا البيضاء

GMT 04:45 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الأمن المصري يكشف حقيقة اختطاف فتاة في منطقة "المعادي"

GMT 10:07 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة: تسجيل 106 إصابات جديدة بـ كورونا و12 وفاة

GMT 11:56 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

7 أشكال غريبة لرفوف الكتب تعرفي عليها

GMT 17:04 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

مستشار الرئاسة التركية ياسين أقطاي يوجه رسالة إلى مصر

GMT 08:00 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سيات أتيكا 2020 في مصر رسميًا

GMT 03:29 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

داليا مصطفى تتعرَّض لعملية نصب وتُحذِّر الفنانين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon