توقيت القاهرة المحلي 22:53:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إفريقيا الموعودة بالاستغلال

  مصر اليوم -

إفريقيا الموعودة بالاستغلال

بقلم - عبد اللطيف المناوي

كانت قارة إفريقيا، ولعهود طويلة سابقة، مسرحًا للصراعات بين القوى الاستعمارية الكبرى، حيث تسابقت فرنسا وبريطانيا وإسبانيا وإيطاليا وغيرها للاستحواذ والسيطرة على كنوز القارة السمراء ومواردها، ما يُؤمّن لتلك القوى احتياجاتها ومخزونها الاستراتيجى من معادن نادرة وثروة غذائية وثروات أخرى حباها الله لهذه البقعة من الأرض دون غيرها.

ونتيجة لطول فترات الاستعمار، وأسباب أخرى لها علاقة بالتعدد الإثنى والعرقى والدينى، فإن العديد من دول إفريقيا ظلت لعهود طويلة تعانى من عدم استقرار على المستوى السياسى، سببته الحروب الأهلية الطاحنة والمستمرة، وكذلك صراعات الانفصال والجنوح نحو الحكم الذاتى لبعض المناطق، ما أدى إلى جعلها أرضًا خصبة ومهدًا لمحاولات قوى استعمارية قديمة تسعى للسيطرة عليها من جديد، أو لمحاولات قوى وتكتلات اقتصادية جديدة تسعى هى الأخرى لتحقيق أهدافها ذات الطابع الاقتصادى والسياسى من خلال مد نفوذها إلى تلك المنطقة المليئة بالصراعات والكنوز فى آن واحد.

لقد صارت صورة إفريقيا لدى الغرب مجرد سلة من المعادن والأخشاب والمنتجات الزراعية المعالجة بالكاد (الكاكاو والبن والموز)، كمواد خام لتغذية صناعات بعض دول العالم المتقدم، فى المقابل أصبحت إفريقيا تعتمد فى احتياجاتها الاستهلاكية على استيراد السلع المصنعة فى الغرب، والتى غالبًا ما تُصنّع باستخدام المواد الخام الإفريقية، ولكن بكلفة مرتفعة للغاية، ما يزيد اقتصادات دول إفريقيا إرهاقًا على إرهاقها.

إعادة الهيكلة التى تسعى بعض القوى الاستعمارية وغير الاستعمارية لاقتصادات إفريقيا وتوجهها نحو الاحتياجات الخارجية للتصنيع الأوروبى له عواقب وخيمة على الديناميات الداخلية للاقتصادات والمجتمعات، ما قد يزيد الأمور سوءًا، خصوصًا فيما يتعلق بالاستقرار السياسى والاجتماعى لدول القارة.

الصورة السيئة والمخيفة التى رسمها الغرب لإفريقيا فى السابق، ومازال يعيد رسمها، أظن أنها لن تُمحى قريبًا من مخيلة الغرب، لاسيما بعد ما رأيناه فى المواقف المختلفة تجاه ما يحدث فى النيجر، ما يؤكد أن من المستحيل أن تتوقف محاولات العبث بمقدرات إفريقيا وشعوبها، ما يقوض من تراكم الثروة فى دول القارة وإعادة استثمارها فى تجديد ورفع مستوى القدرات الإنتاجية للمجتمعات، وبالتالى يُقوّض قدرتها على تلبية الاحتياجات المتغيرة للشعوب.

أظن كذلك أن المحاولات الجادة من أطراف إفريقية، فى مقدمتها مصر، لدعم استقرار إفريقيا ومساندة استقلاليتها من أجل تحقيق تنميتها المستدامة كانت صادقة وتريد النفع والخير لشعوب القارة، من أجل صد محاولات السيطرة على كنوزها كأحد أهم الأسلحة المستخدمة الآن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إفريقيا الموعودة بالاستغلال إفريقيا الموعودة بالاستغلال



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 02:55 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025
  مصر اليوم - أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 17:24 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم
  مصر اليوم - دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم

GMT 07:55 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يحدد 3 مفاتيح لاستعادة الأمن في شمال إسرائيل
  مصر اليوم - نتنياهو يحدد 3 مفاتيح لاستعادة الأمن في شمال إسرائيل

GMT 17:31 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير من مخاطر استخدام ChatGPT-4o في عمليات الاحتيال المالي
  مصر اليوم - تحذير من مخاطر استخدام ChatGPT-4o في عمليات الاحتيال المالي

GMT 21:27 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

محمد صلاح خارج سباق المنافسة على جائزة أفضل لاعب أفريقي

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 13:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي مستلهم من الصيام لتحسين صحة الكلى

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 06:22 2024 الجمعة ,09 آب / أغسطس

عمرو أديب يحذر من فيلم سبايدر مان الجديد

GMT 11:18 2019 الثلاثاء ,20 آب / أغسطس

اهمية تدفق الاستثمارات الأجنبية إلى مصر

GMT 22:37 2019 الإثنين ,18 آذار/ مارس

" ابو العروسة " والعودة للزمن الجميل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon