توقيت القاهرة المحلي 23:53:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التعليم المظلوم

  مصر اليوم -

التعليم المظلوم

بقلم - عبد اللطيف المناوي

تقف التحديات الاقتصادية والاجتماعية فى مقدمة الملفات التى تؤرق العالم بعد الأزمات المتتالية، إلا أن تحديًا لم تغفله المؤسسات الدولية الكبرى، بينما ضاع فى أروقة وأزقة مناقشاتنا واهتماماتنا، وهو التحدى الخاص بالتعليم، الذى كان الاهتمام به متراجعًا بالأساس فى مجتمعاتنا النامية والمجتمعات الأخرى الهشة التى تعانى من توتر الأوضاع بداخلها نتيجة الحروب والصراعات، فما بالك بعد أزمات كبرى أثرت على العالم أجمع، مثل أزمة الجائحة، ومن بعدها الحرب الروسية- الغربية.

وفقًا لأرقام البنك الدولى، فإن جائحة (كوفيد- 19) فى شهورها الأولى تسببت فى انقطاع أكثر من 1.6 مليار طفل وشاب عن التعليم فى 161 بلدًا، أى ما يقرب من 80% من الطلاب الملتحقين بالمدارس على مستوى العالم، بينما حذرت مؤسسة «ماعت» للسلام والتنمية وحقوق الإنسان مؤخرًا من استمرار تأثير الأزمات على قطاع التعليم فى الدول الهشة سياسيًا واقتصاديًا.

وركزت المؤسسة على بضع دول، من بينها بلد عربى واحد هو لبنان، حيث أكدت الدراسة أن 74% من السكان يعانون الفقر، وبلا شكّ أوّل حلّ يُطرح هو التوجه إلى التعليم الرسمى، ولكن سياسات إهمال هذا القطاع على مدى سنوات وغياب الرقابة على المدارس الرسمية وضعت التعليم الرسمى خارج المنافسة.. كما ركزت المؤسسة على الأوضاع فى أوكرانيا باعتبارها المتضرر الأكبر من الحرب، إذ هددت الحرب حياة ومستقبل 7.5 مليون طفل، ودمرت أكثر من 750 مدرسة.

بمرور الوقت، انتظمت العملية التعليمية فى مدارس العالم مع هبوط حدة موجات كورونا، وأتت حكومة إلى لبنان، نأمل أن تتعدل معها الأوضاع، ومن المنتظر أن تستتب الأمور كذلك فى أوكرانيا، مهما طال الزمن، وستعود العملية التعليمية فى بلدان العالم المتوترة والهشة والنامية إلى سابق عهدها، ولكن من دون إطار واضح للنهوض بالعملية التعليمية، ولاسيما أنها تأتى كهدف رابع بين أهداف التنمية المستدامة التى وضعتها الأمم المتحدة.

فى السابق، كنت ألقى اللوم على حكوماتنا بإهمالها التعليم، والآن العالم كله بات يهمل التعليم، يجب أن يشمل الاستثمار فى التعليم تمويل التكنولوجيا التعليمية، مع مراعاة الأفكار التى نجحت فى سياقات مختلفة حول العالم، فقد جرى تخصيص أقل من 3% فقط لقطاع التعليم من الحزم التحفيزية التى منحتها الأمم المتحدة لكثير من البلدان لتدارك الأزمة الصحية الناتجة عن الجائحة.

أقول فى النهاية، إن الاستثمار فى التعليم أهم كثيرًا من الاستثمار فى أمور أخرى، أو هو الحاجة إليه مُلحة أكثر من أى شىء آخر.. لابد للعالم أن يقوم بتمويل التكنولوجيا التعليمية، على أن تكون مدروسة فى بعض البلاد.. ودون عملية مدروسة بعناية لزيادة استخدام التكنولوجيا سيكون مصير النوايا الحسنة والسياسات الجديدة الفشل والعودة إلى مربع صفر، وكأنك يا أبوزيد ما غزيت.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التعليم المظلوم التعليم المظلوم



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:45 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025
  مصر اليوم - مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29
  مصر اليوم - غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 06:27 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

باريس هيلتون تحتفل بعيد ميلاد ابنتها الأول في حفل فخم

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:40 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بايرن ميونيخ يتعرض لغرامة مالية بسبب الالعاب النارية

GMT 10:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 19:30 2018 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة نجلاء بدر تعلن وفاة عمها عبر "فيسبوك"

GMT 18:12 2018 الجمعة ,27 إبريل / نيسان

إغلاق مقاهي روما تحسبًا لشغب جماهير ليفربول

GMT 06:50 2022 السبت ,10 كانون الأول / ديسمبر

تألق البرازيلي برونو سافيو في 9 مباريات مع الأهلي

GMT 12:25 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

طريقة عمل أرز بالبصل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon