توقيت القاهرة المحلي 09:21:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حلول على المائدة

  مصر اليوم -

حلول على المائدة

بقلم - عبد اللطيف المناوي

كثيرة هى الحلول التى سمعنا عنها خلال الأيام الماضية، لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، قرأنا تسريبات صحفية بأن أوكرانيا قد تقبل فكرة «الحياد»، أى أنها لن توالى الغرب فى مواقفه، ولن تنضم إلى حلف شمال الأطلسى «الناتو»، وسمعنا عن الطرف الآخر الروسى أن موسكو قد تتخلى عن بعض مطالبها الرئيسية من العملية العسكرية، مثل الإطاحة بالرئيس فولوديمير زيلينسكى.

سمعنا عن أن المفاوضين الروس والأوكرانيين، الذين يجرون جولات محادثات خلال الفترة الماضية، مستعدون لمناقشة تنازلات الطرفين بشأن «شبه جزيرة القرم»، و«إقليم دونباس»، وغيرهما من الأراضى المتنازع عليها.

سمعنا أن الطرفين على استعداد لمناقشة فكرة انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبى، وقد ألمحت روسيا إلى قبولها، بشرط مناقشة مظلة بند الدفاع المشترك للكتلة، الذى يلزم الدول الأعضاء الأخرى باستخدام جميع الوسائل المتاحة لمساعدة عضو يقع ضحية لعدوان مسلح على أراضيها.

سمعنا كذلك عن إمكانية احتفاظ أوكرانيا بالسيادة على أراضيها، بينما تتنازل عن بعض المناطق تجاريًّا لصالح روسيا، وسمعنا كذلك بعض المعلومات التى تفيد بأن تركيا اقترحت أن تستأجر موسكو «شبه جزيرة القرم» و«دونباس»، بنفس الطريقة التى استأجرت بها بريطانيا جزءًا من هونج كونج من الصين لمدة قرن تقريبًا.

كل هذه الحلول مطروحة على مائدة المفاوضات، رغم أن المواقف المعلنة، من قبل السلطات فى روسيا وأوكرانيا، مازالت متباعدة، لكن إرادة التنفيذ، ورغبة الخروج من الأزمة هى ما ستحسم كل شىء.

إذا كانت هزة جائحة كورونا قد غيرت العالم، فمن المؤكد أن العالم يتغير الآن بعد الحرب الروسية الأوكرانية، حتى إن الحلول التى يمكن طرحها فى مثل هذه المفاوضات بين المفاوضين على الجانبين ستكون غريبة على الأسماع، لكنها طرق لمحاولة إعادة تشكيل المنطقة، بل وإعادة تشكيل منظومة القوى فى العالم كله، بعد رغبة من كل الأطراف ألا يكون العالم، بعد الحرب الروسية الأوكرانية، مثل العالم قبلها.

فهذه الحرب بمثابة زلزال كبير هز الكرة الأرضية، نعم، هى ليست بضخامة الحروب العالمية السابقة، لكنها أتت فى وقت تلاشت فيه فكرة الحرب الصريحة المباشرة بين قوتين أو أكثر.

ستنتهى الأزمة، كما قلت فى مقال سابق، لكن ما لن ينتهى هو منهج هذه الحرب، التى غابت عنها المعلومات الواضحة، كأننا فى عالم آخر. حتى المفاوضات الجارية، فإن ما يخرج عنها وحولها مجرد تسريبات وتكهنات. ستنتهى الأزمة، ولن ينتهى الجرح الذى أصاب العالم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حلول على المائدة حلول على المائدة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 06:53 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

اعتماد قواعد تسجيل الدراسات العليا في الجامعات المصرية

GMT 17:35 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

شركة "فيات" تشكف عن سيارة عائلية مميزة في 2018

GMT 05:46 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

غوميز تكشف أنّها ستضع صحتها ضمن أولوياتها

GMT 12:40 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

طوني ورد يكشف عن أزياء راقية للمناسبات الصيفية

GMT 06:40 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

المصري يستضيف بتروجت في مواجهة قوية في الدوري

GMT 00:51 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

مروة ناجي تدعم الطفلة أشرقت في "ذا فويس كيدز"

GMT 18:51 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

نهاية اليوم الأول لفتح باب الترشيح داخل النادي الأهلي

GMT 06:32 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كارداشيان" بإطلالة جريئة خلال حضورها حفلة "الهالوين"

GMT 08:35 2017 الثلاثاء ,04 إبريل / نيسان

أن بعض الظن إثم

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 23:28 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

مصطفى الفقي يعلن أن مصر ستشهد العديد من المبادرات في 2022
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon