بقلم - عبد اللطيف المناوي
نتيجة سيئة للمنتخب المصرى لكرة القدم مع تونس، تتبعها نتائج كارثية للأندية المصرية فى بطولات إفريقيا، وتحديدًا الأهلى الذى خسر السوبر الإفريقى أمام فريق اتحاد العاصمة الجزائرى، يتزامن ذلك كله مع بداية موسم جديد للدورى المصرى، سماه البعض فى سخرية «أخطر دورى فى العالم»، إيذانًا بانفجار استوديوهات التحليلى التى يتحدث فيها نجوم الكرة القدامى والمعتزلين حديثًا ربما أكثر من وقت المباريات نفسه.
أقول كل هذا وأنا متأكد تمامًا من أن مباريات كرة القدم للفرق المصرية هى أحد أهم مصادر السعادة لهم، وكانت الانتصارات التى تحققها الفرق المصرية، سواء المنتخب القومى أو الفرق، سببًا فى إضفاء السعادة على البيوت المصرية، لمقاومة كل الظروف الصعبة.
الرياضة فى مصر عمومًا ليست فى أفضل حال، رغم تحقيق بعض النجاحات فى بعض الألعاب الفردية أو الجماعية، أقرأ فى هذه الأثناء فوز منتخب تنس الطاولة ببطولة إفريقيا، وأقرأ عن الفتاة الصغيرة هنا جودة التى فازت على كل بطلات القارة السمراء. أقرأ أيضًا عن منتخب كرة السلة وغيره، ولكنى أقرأ أيضًا عن مآس يعيشها البعض كل فى ألعابه، ما يدفعهم للهرب- للأسف.
هذه المآسى وغيرها قلصت دائرة السعادة لدى المصريين، وبدت جرعاتها شحيحة، فقد قرر أولئك القائمين على إدارة منظومة الرياضة بل وبعض اللاعبين ممن يرغبون فى الفوز السريع بجنسيات هنا أو هناك، أن ينكدوا على المصريين حياتهم، وأن يحرموهم من أى جرعات سعادة وأمل.
لا أعرف تحديدًا متى بدأت الرياضة فى أخذ هذا المكان فى عقول الناس وسعادتهم، ولا أعرف أيضًا متى قرر بعض المسؤولين عن الرياضة يتدخلون كل هذا التدخل سواء فى القرارات أو الاستراتيجيات المتحكمة فى الرياضة عمومًا، كما لا أعرف كيف يفكرون فى عملية إنقاذ الانهيار، كما لا أعرف من أين أتت معلومة أن إصلاح الخلل ووقف الانهيار يكون بتبديل الوجوه.
تلك حالة نراها فى الدورى العام مثلاً، حيث إنه ربما الدورى الوحيد على وجه هذا الكوكب الذى يبدأ بدون معرفة نهايته بسبب تأجيلات المباريات والارتباطات الدولية، مع أن تلك الارتباطات معروفة من قبل، ولكن لابد من مفاجأة وكأن الحياة لا تسير بغير تلك المفاجآت.
أحزن جدًا عندما أشاهد انضباط الدوريات الأجنبية، أحزن عندما أشاهد الانضباط الكبير للاعبين والجمهور والمدربين وكل أفراد المنظومة. أحزن لنا رغم أننى لا أدعى الخبرة أو الفهم فى هذا التخصص، وحدود اهتمامى بهذا الملف الرياضى تقف عند حدود الأمل فى المتعة التى أصبحت صعبة على المصريين.