توقيت القاهرة المحلي 12:44:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الفشل.. بأجمل طريقة ممكنة

  مصر اليوم -

الفشل بأجمل طريقة ممكنة

بقلم - عبد اللطيف المناوي

حينما تستمع إلى بعض مدربى كرة القدم العالميين، تدرك أن غاية لعبة الكرة ليست فقط الترفيه أو المنافسة، ولكنها تعطى كثيرًا من دروس الحياة.

ولا أخفى إعجابى الشديد بالمدرب الألمانى يورجن كلوب، الذى اتخذ قرارًا بالرحيل عن الفريق الإنجليزى «ليفربول» نهاية هذا الموسم، بعد ثمانى سنوات ونصف من التحديات الكبيرة ومن الألقاب التى حصل عليها مع جيل أفذاذ من اللاعبين، فى مقدمتهم لاعبنا الذى نفتخر به محمد صلاح.

فى مؤتمر الإعلان عن الرحيل، قال كلوب إن طاقته نفدت بعد 24 سنة من مسؤولية تحملها فى هذه الوظيفة، التى يجب على من يشتغل بها أن يكون فى قمة مستواه، مؤكدًا أنه سيحرص على أن يعيش حياة طبيعية. وعندما سأله أحدهم عن ماهية الحياة الطبيعية، قال المدرب الألمانى: «لا أعرف ما هى الحياة الطبيعية، لذا يجب أن أعرف».

القَدَر المكتوب على جبين كلوب وعدد آخر ممن يتحملون المسؤولية هو العمل من أجل النجاح فقط، خصوصًا مع ارتباط اسم كلوب أو غيره بكيانات كبيرة ومهمة مثل ليفربول أو غيره من الأندية أو من المؤسسات الضخمة.. هذا القدر يجعل الملايين من المشجعين والمنتمين يضعون آمالهم على هؤلاء، وقد يُنظر إليهم على أنهم آلهة لا يخطئون، كما قال كلوب فى خطابه التاريخى الذى أعقب فوزه بجائزة أفضل مدرب فى العالم.. ولكنهم ليسوا كذلك.

لا أخفى إعجابى الشديد بكلوب، ليس بطريقة لعبه بكل تأكيد، فأنا فى النهاية مشاهد أستمتع بالمباريات دون التوغل فى تفاصيلها من خطط لعب أو تغييرات أو مهارات أو تكتيكات، ولكنى معجب بطريقته فى التفكير، التى تظهر مع كل مؤتمر صحفى أو خطاب.

أتذكر جيدًا ما قاله كلوب حول شعوره بالقلق، قال إن القلق الحقيقى ليس نتيجة المباراة المقبلة، فالقلق الحقيقى هو القلق على مستقبل شخص آخر أنت من أحضرته لهذه الحياة.. وهنا كان يقصد أبناءه.

أتذكر جيدًا ما قاله حينما سُئل عن ابتسامته، حتى عندما يخسر.. فأجاب أنه يبتسم بسبب طفله، لأنه مُدرك أن كرة القدم ليست حياة أو موتا، ولهذا يجب ألا تنشر الحقد والكراهية والبؤس.. فكرة القدم، من وجهة نظر كلوب، يجب أن تكون للفرح والإلهام.

أتذكر ما قاله حول ما سماه أعظم انتصار له فى كرة القدم، حيث قال إنه ولد من كارثة الخسارة من برشلونة بثلاثية فى إسبانيا فى مباراة الإياب بدورى أبطال أوروبا، وعندما كان يُحضّر لمباراة العودة، قال للاعبيه: «إن فشلنا، فلنفشل بأجمل طريقة ممكنة».

دروس كلوب وتأملاته فى خطاباته ومؤتمراته الصحفية تستحق التأمل، ولا سيما قوله «إن هذه اللعبة للحالمين»؛ أى لمن يحلمون بمستقبل أفضل. وإن جاز لى العبث بحكمة كلوب، فسأجعل حكمته: «إن هذه الحياة للحالمين».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفشل بأجمل طريقة ممكنة الفشل بأجمل طريقة ممكنة



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط
  مصر اليوم - وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط

GMT 10:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
  مصر اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon