توقيت القاهرة المحلي 02:34:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليست باردة.. وليست ساخنة

  مصر اليوم -

ليست باردة وليست ساخنة

بقلم - عبد اللطيف المناوي

ما يجرى فى منطقة الشرق الأوسط الآن، من صراعات مرشحة فى أى وقت للانفجار، لايزال على حالته التى لا يمكن وصفها بأنها حرب باردة، كما لا يمكن وصفها بحرب ساخنة واضحة وصريحة.

هناك قطبان يتصارعان فى المنطقة- وليس عليها-: أمريكا من جانب، وإيران من جانب آخر، وكلتاهما تستخدم أوراقها بالوكالة فى هذا الصراع. واشنطن تستخدم إسرائيل، وتشتركان فى وحدة الهدف ووحدة التوجه، وإيران تستخدم حلفاءها فى سوريا ولبنان وفلسطين واليمن لضرب المصالح الأمريكية فى المنطقة، إلا أن مواجهة ساخنة حقيقية بين أمريكا وإيران لم تحدث حتى الآن.

يبدو من جانب آخر أن كلتا القوتين تتجنبان هذه الحرب الساخنة، وتريدانها على نفس حالتها غير الساخنة وغير الباردة، ربما سعت واشنطن إلى تجنب توسيع نطاق الحرب الحالية، وعدم الدخول فى مواجهة مباشرة مع إيران، بل إن مصادر أمريكية قد أعلنت، بشكل صريح، عدم نية واشنطن ضرب أهداف داخل إيران، ردًا على عمليات الحوثيين ضد أهداف أمريكية وغربية فى البحر الأحمر، ولا الضربات فى مناطق تسيطر عليها المجموعات الموالية لإيران، على الحدود بين سوريا والعراق.

وعلى الجانب الآخر تتحاشى طهران أيضًا المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة، ورغم الضربات التى أحيانًا تشنها واشنطن على أهداف إيرانية فى مناطق نفوذها، حيث تكتفى إيران بالتنديد اللفظى، والإدانة فى بيانات رسمية، وإشارات بأن الضربات تمثل انتهاكًا لسيادة دول عربية، فضلًا عن تهديدات بالرد المباشر إذا ما اعتدت أمريكا على إيران بشكل مباشر، وهو ما قد لا يحدث، أو بمعنى أدق، مؤجل إلى حين.

وتمارس إيران أقصى الضغوط الممكنة على أمريكا عبر الجماعات المسلحة التابعة لها، مع النأى بنفسها عن المسؤولية المباشرة عن الأنشطة التى تقوم بها تلك المجموعات، بهدف تجنب الدخول فى مواجهة مباشرة مع واشنطن، وتل أبيب بالتبعية، ولكنها حتى فى ضرباتها للمصالح الأمريكية فى دول المنطقة أو فى البحر الأحمر، فهى تحافظ على خط لا تتعداه، حتى لا تدفع أمريكا للانتقام بشكل مباشر.

وإذا ما تعدت بعض الجماعات المسلحة التابعة لإيران تلك الخطوط، وتحولت من مجرد الاستفزاز إلى القتل أو الجر إلى المواجهة، فإن طهران سرعان ما تتراجع، وتنبه مجموعات المنتمين إلى ضرورة تجنب تعدى الخطوط المسموح بها.

ما يحدث بين أمريكا وإيران فى المنطقة لعبة غير متفق عليها، لتجنب المواجهات المباشرة، ولكنها فى الوقت نفسه لعبة تطيل أمد الصراع فى المنطقة، وبالتالى هو إنهاك شديد لكثير من دول المنطقة ومقدراتها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليست باردة وليست ساخنة ليست باردة وليست ساخنة



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon