توقيت القاهرة المحلي 20:52:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دعوة للبحث عن حل

  مصر اليوم -

دعوة للبحث عن حل

بقلم - عبد اللطيف المناوي

المثير للانتباه ذلك الاهتمام الجمعى بموضوع هجرة الأطباء. ليس الأمر غريبًا منذ زمن، وكثيرٌ منا اعتاد أن يسمع عن طبيب فى دائرتنا الصغيرة سافر لاستكمال تعليمه واستقر فى الخارج. ومحظوظ منا من كان يستطيع أن يفاخر بقرابته أو معرفته بأحد هؤلاء الأطباء المهاجرين. واعتاد البعض- لإظهار أهمية من يعرفون- تأكيد أنه من بين «أحسن عشرة أطباء فى العالم فى تخصصه»، ولم أفهم يوما لماذا عشرة بالذات؟، وكيف وصلوا إلى هذا التقييم «الدقيق». الجديد الآن أن هذا الموضوع لم يعد موضوعا للتفاخر بين الأشخاص، لكنه تحول إلى ظاهرة، بل إلى مشكلة يتناولها الناس كأزمة وليس كمادة دردشة، وذلك بعد تسارع وتيرة الهجرة بدرجة كبيرة. ووصل الأمر إلى الإعلام والبرلمان. الأمر هنا أن الموضوع لم يعد مستوى هجرة مقبولا، بل تخطى الوضع إلى مفهوم النزيف. نزيف الأدمغة والكفاءات الذى يؤثرا قطعا على حاجة مصر لجهد أبنائها ووجودهم داخل نسيج المجتمع؛ ليفيدوا، لكن بالضرورة يجب أن نعلم كيف نحافظ عليهم.

ليس هناك بيانات كافية يمكن بها معرفة حجم النزيف المتحقق من ذلك الهروب الجماعى للأطباء؛ وبالتالى معرفة حساب حجم الخسارة. لكن هناك قاعدة تقول إن أى هجرة لمرتفعى المهارات تتعدى العشرة فى المائة من أعدادهم الكلية فى أى بلد من البلدان تعتبر نزيفا للأدمغة. وبالرغم من نقص البيانات الدقيقة حول العدد الدقيق للأطباء المصريين الذين يعملون بالفعل، وليس فقط المقيدين فى النقابة، فإننا يمكن أن نعتبر أن هجرة الأطباء المصريين تتعدّى هذه النسبة بكثير، وأن كثيرا من المواطنين فى مناطق كثيرة فى مصر، خاصة الريفية منها، بدون الخدمات الطبية التى يحتاجونها.

ما هو الحل؟.. هل على الدولة أن تقيِّد حرية الأطباء فى الهجرة كما اقترح أخيرا أحد نواب الشعب؟.. لقد أثار هذا الاقتراح غضبًا ورفضًا منطقيًا، حتى لو لم يكن رضا عامًّا. خروج المتحدث باسم نقابة الأطباء ليعلن معارضته لهذا المقترح كان تصرفا حكيما.

يظل السؤال.. ماذا نفعل؟.. وأنا هنا أطرح الموضوع للنقاش، والبحث عن أفكار قد تساعد على الخروج من هذا المأزق، بل الأزمة. بالتأكيد الملامح العامة واضحة، لعل أهمها العمل على ضرورة تحسين بيئة العمل، بما فى ذلك الأجور، لحث الأطباء على الاستمرار فى العمل فى مصر، هذا هو الحل العاقل. ينبغى أن يكون من أولويات الإنفاق العام. قد يكون من المناسب أيضا إيجاد صيغة تشارك فيها الدولة المستقبلة للأطباء المصريين من أجل تطوير التعليم الطبى وزيادة عدد الخريجين وتوفير البيئة المناسبة لتكوين الأطباء الجدد. وأيضا المشاركة فى تطوير الخدمات الطبية. ويمكن ذلك أن يتخطى التفاوض الثنائى إلى التفاوض متعدد الأطراف بين مصر والدول المستفيدة.

قد تصلح هذه الأفكار أو لا تصلح، لكن المهم المشاركة فى التفكير لإنقاذ الوطن من النزيف المستمر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دعوة للبحث عن حل دعوة للبحث عن حل



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 15:01 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد
  مصر اليوم - ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 13:12 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

أوميغا 3 يساهم في إبطاء نمو سرطان البروستاتا لدى الرجال

GMT 00:28 2024 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تارا عماد تكتشف سرًا يربطها بوالدتها

GMT 18:55 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

المصري يبدأ توزع دعوات مباراة بطل سيشل

GMT 06:45 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

مشاجرة بين مروان محسن ورضا عبد العال بسبب "الأهداف"

GMT 06:45 2020 الأحد ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب "الهلال" السعودي بين مطرقة "كورونا" وسندان "الديربي"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon