توقيت القاهرة المحلي 11:54:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

استغِلوا «تغطية الجنازات» لإنقاذ المهنة

  مصر اليوم -

استغِلوا «تغطية الجنازات» لإنقاذ المهنة

بقلم - عبد اللطيف المناوي

تلك الضجة المثارة فى مصر الآن بصوت أعلى مما تستحق حول موضوع تصوير جنازات المشاهير ليست إلا عرَضًا لما تعانى منه مهنة الصحافة فى مصر فى هذه الأثناء. وسيتفاجأ كثيرون عندما أقر أن الجزء الأكبر من الحالة التى تعانى منها صناعة الإعلام فى مصر، ومنها الصحافة، هى أزمة مهنية وليست سياسية.

مع تغول السوشيال ميديا وسيطرتها على المشهد مما أعطى انطباعًا بأنه «راحت على الصحافة والصحفيين» كان الحل السهل هو أن تنساق الصحافة وراء ثقافة السوشيال ميديا، وتكون «اللا قواعد» هى الحاكمة هنا إلا «الترافيك»، الذى تتم ترجمته إلى دخل قد يسهم ولو بقليل من الدولارات فى حل أزمات المؤسسات الصحفية والمواقع.

فى ظل سيادة وسطوة «الترافيك» ومع التسليم شبه الكامل لها، إلا مَن رحم ربى من قِبَل بعض الكيانات الصحفية والإعلامية بشكل عام، تراجعت أى أهمية لإعداد كوادر صحفية محترفة. وأصبح تقييم مَن يحمل صفة صحفى يُقاس بقدرته على إغراء المطالعين للنقر على رابط الخبر أو الصورة. وكما نتابع سيطرت نوعية الموضوعات التى تثير الفضول وتلبى رغبات التلصص وراء الأبواب المغلقة ومتابعة مشاعر الحزن وحكايات الجريمة والفضائح والخيانة ومثلها من الموضوعات. أصبح هذا هو التوجه، وبات هو المساحة التى يتم من خلالها ممارسة «الأفعال» التى باتت تُنسب إلى الصحافة. لذلك فإن مسألة تصوير الجنازات، والعزاءات، بل محاولة تصوير الجثامين فى بعض المواقف المتطرفة، ما هى إلا الوجه الآخر لموضوعات الجريمة الشاذة وزنى المحارم والتحرش الفج والفضائح الحقيقية منها والمفتعلة. وغابت عن المهنة أشكال أخرى كان يمكن أن تكون شعبية لو أنها لقيت اهتمامًا.

قبل الاستطراد فى ملامح الأزمة ومناقشة تصورات حلولها، من حق الزملاء المصورين الصحفيين والصحفيين الإشارة فى موضوع الجنازات على وجه التحديد إلى أن العدد الأكبر من أولئك المتزاحمين بكاميراتهم وتليفوناتهم ليسوا من الصحفيين، ولا يعملون فى مؤسسات معروفة، لكن معظمهم يعملون فى مواقع مجهولة أو صفحات انتشرت فى وسائل التواصل أهدافها تحقيق حفنة من الدولارات بتحقيق الترافيك. وبعضهم ضحايا لمؤسساتهم، التى تجبرهم على الإتيان بأعداد من اللاهثين وراء ما يثير شهيتهم «للنقر» على الرابط.

«ما اجتمعت عليه الجماعة الصحفية الدولية هو احترام الخصوصية، فإذا كان محظورًا على الصحفى استضافة شخص مقيد الحرية أو طفل غير واعٍ أو مريض غير قادر على التحكم، فالأَوْلَى بنا احترام قدسية الموت وعدم السعى لتصوير إنسان متوفى لا يملك من أمره شيئًا»، هذه قاعدة قد يفيد استحضارها أثناء النقاش القادم فى نقابة الصحفيين حول هذه القضية. لكن ما لا أتمنى أن يحدث أن يقتصر النقاش عند هذه القضية، ونتناسى القضية الأهم المرتبطة بالمهنة ومستقبلها ومستقبل العاملين فيها. اجعلوا قضية «الجنازات» منطلقًا لإنقاذ مهنة من نهاية لا نتمناها

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استغِلوا «تغطية الجنازات» لإنقاذ المهنة استغِلوا «تغطية الجنازات» لإنقاذ المهنة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 10:59 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب توفيق يكشف للمرة الأولى سراً عن أشهر أغانيه
  مصر اليوم - إيهاب توفيق يكشف للمرة الأولى سراً عن أشهر أغانيه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة

GMT 13:03 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

فولكس فاجن تكشف عن أسعار أيقونتها Passat موديل 2020

GMT 17:41 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

الفنانة مريم حسن تتعاقد على بطولة مسلسل "أبو جبل"

GMT 23:17 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

دورة تحكيم في جمباز الأيروبيك بالاتحاد الدولي للجمباز

GMT 16:26 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكّد أن الهاتف المحمول أقذر بـ7 أضعاف من مقعد المرحاض

GMT 04:58 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد تستعد لأول مسلسل مع خطيبها الفنان أحمد فهمي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon