توقيت القاهرة المحلي 12:16:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عامٌ يبدو أنه لن يكون الأخير

  مصر اليوم -

عامٌ يبدو أنه لن يكون الأخير

بقلم - عبد اللطيف المناوي

هكذا تمر الأيام، ويبتعد الأمل يوما بعد يوم، يستمر نزيف الدم ونزيف الأحلام البسيطة بالعيش فى أمان. ينطبق هذا الوصف على كثير من مناطق العالم، ونحظى نحن فى منطقتنا بالكثير من هذه الحالة.

واليوم نستحضر، إن كنا نسينا، الأشقاء فى السودان الذين مر عليهم العام الأول، من آخر حروبهم العديدة، التى يقتل فيها السودانيون السودانيين، والقاسم المشترك بينهم- غير جنون السلطة المسيطر على قادة الطرفين- أن كل طرف يحمل شعار وحدة السودان ويرفع راية الإسلام.

هكذا تدخل الحرب فى السودان عامها الثانى وسط نزوح الملايين مع تحذيرات دولية من مجاعة هائلة فى دولة دمرت بنيتها التحتية بشكل شبه كامل، وتركت دمارًا هائلاً ومعاناة إنسانية لا تُطاق.

سبب الأزمة هو التنافس بين الرجلين القويين فى السودان، قائد الجيش السودانى ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، وبين محمود حمدان دقلو (حميدتى) قائد قوات الدعم السريع أو الميليشيا الموازية للجيش. وكلاهما يتهم القوى المدنية بأنها السبب إما لتواضع الكفاءات أو لرفض الصالح منها المغامرة باستلام إدارة شؤون السودان. لا تتحمل الأطراف العسكرية فقط مسؤولية ما يحدث، لكن للأسف فإن الأطراف السياسية مختلفة ومنقسمة بصورة كبيرة، والكثير منها تحاول أن تحجز مقاعدها فى سلطة ما بعد الحرب.

إن الخلاف بدأ بين القوى السياسية المدنية التى انقسمت على نفسها فى أعقاب سقوط نظام الرئيس السابق عمر البشير، وعدم تمكن تلك القوى من امتلاك رؤية واضحة لاستعادة الحكم المدنى الانتقالى. أدى ذلك فى النهاية إلى أن تنشأ عملية استقطاب جديدة بين الأطراف العسكرية أدت فى النهاية إلى الوصول لمرحلة الحرب. تُعدّ الكارثة الإنسانية فى السودان من أسوأ الكوارث فى العالم، فالملايين من المدنيين يعانون من نقص الغذاء والدواء والخدمات الأساسية، بينما يتعرضون للقتل والتشريد والاعتداءات الوحشية من قبل أطراف الصراع.

وقبل أيام، حذر برنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة، من أن أزمة الجوع فى السودان ستصل لمستويات غير مسبوقة ما لم يحدث تدفق مستمر للمساعدات عبر جميع الممرات الإنسانية الممكنة. ويحتاج نصف سكان السودان، أى حوالى 25 مليون شخص، إلى المساعدة الإنسانية والحماية، ويواجه ما يقرب من 18 مليون شخص انعدام الأمن الغذائى الحاد، وفقا لأرقام الأمم المتحدة.

فشلت جميع محاولات حل الصراع فى السودان حتى الآن، سواء من خلال المفاوضات أو الضغوط الدولية، ويقف تعنت الأطراف المتنازعة، وعدم وجود إرادة حقيقية للوصول إلى حلول وسط، أسباباً حقيقة لهذا الفشل. ويستمر نهر الدم ومعاناة الباقين على قيد الحياة، ويتوارى الأمل فى عيون أطفال تعانى جوع اللحظة ولا ترى ما يطلق عليه البشر «الأمل».

وليهنأ المتقاتلون من السودانيين بما فعلت أيديهم فى أهلهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عامٌ يبدو أنه لن يكون الأخير عامٌ يبدو أنه لن يكون الأخير



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:59 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب توفيق يكشف للمرة الأولى سراً عن أشهر أغانيه
  مصر اليوم - إيهاب توفيق يكشف للمرة الأولى سراً عن أشهر أغانيه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة

GMT 13:03 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

فولكس فاجن تكشف عن أسعار أيقونتها Passat موديل 2020

GMT 17:41 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

الفنانة مريم حسن تتعاقد على بطولة مسلسل "أبو جبل"

GMT 23:17 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

دورة تحكيم في جمباز الأيروبيك بالاتحاد الدولي للجمباز

GMT 16:26 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكّد أن الهاتف المحمول أقذر بـ7 أضعاف من مقعد المرحاض

GMT 04:58 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد تستعد لأول مسلسل مع خطيبها الفنان أحمد فهمي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon