توقيت القاهرة المحلي 07:22:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

زرع بذور الانتقام لخمسين عامًا قادمة

  مصر اليوم -

زرع بذور الانتقام لخمسين عامًا قادمة

بقلم - عبد اللطيف المناوي

ألحقت إسرائيل دمارًا فى شمال غزة غير مسبوق فى تاريخ الحروب، حيث تعرضت 68% من المبانى للتدمير حتى 4 ديسمبر، أى ما يقترب من مستوى الدمار الناجم عن قصف الحلفاء لمبانى مدن أوروبا من بعد عامين من القصف فى الحرب العالمية.

قُتل ما يقرب من 22 ألف فلسطينى، 70% منهم من النساء والأطفال. هذا الرقم قتلته إسرائيل فى ضعف الوقت فى حرب 82 منظمة التحرير الفلسطينية.

الفارق الكبير بين الحربين أن هذه المرة القتل على الهواء يشاهده العالم. فى حرب بيروت تدخلت دول أهمها أمريكا للضغط على إسرائيل لوقف النار. هذه المرة لم يستطع طرف أن يدفع إسرائيل للقبول بوقف النار، بل إن أطرافا دولية، أهمها الولايات المتحدة الأمريكية، أعطت غطاء ومبررًا لإسرائيل لتستمر فى عدوانها.

هناك أصوات من إسرائيل تدعو للقتل دون حدود. هناك من طالب بقتل مائة ألف فلسطينى، وهناك من يتزيد بالمطالبة بشكل دموى أن يمحو غزة من الوجود. ويقول أولئك إن غزة تمنع عنهم رؤية البحر!!.

الجيش الإسرائيلى ينظر للنصر من منظور استخدام القوة الغاشمة- أى كلما زاد عدد القتلى وحجم الدمار، زاد الاعتقاد بتحقيق النصر- تنظر حماس إلى النصر من منظور «القوة الناعمة» ـ أى كلما استمالت المزيد من القلوب والعقول كان النصر أعظم.

منظمة «هيومن رايتس ووتش» تتهم إسرائيل باستخدام التجويع الجماعى للمدنيين سلاحًا فى حربها ضد قطاع غزة، تجاهلا أن التجويع جريمة حرب.

لا يوجد شىء آخر يمكنه تفسير الصعود المذهل لشعبية حركة حماس فى استطلاعات الرأى فى الضفة الغربية والأردن، والعديد من البلدان العربية إلا حالة القتل البارد الدائم بلامبالاة أمام أنظار العالم الذى بدأ جزء كبير من الرأى العام به يتعاطف مع الفلسطينيين ضد العنف الإسرائيلى. تقدم إسرائيل لحماس قبلة حياة على حساب دماء الفلسطينيين.

نتيجة هذه الحرب ستكون حالة مستمرة من الصراع والعداء، لن تكون إسرائيل من يستطيع الادّعاء بأنَّها أصبحت دولة مستقرة على الطراز الغربى؛ لأنَّ احتمالية توسع نطاق الحرب ستكون قائمة دائمًا فى خضم تلك الظروف.

ما ألحقته إسرائيل بغزة من دمار يضع الأساس لـ50 عامًا أخرى من الحرب. لن تنسى أجيال من الفلسطينيين والعرب والمسلمين أبدًا الوحشية التى تهدم بها إسرائيل القطاع اليوم. تحوّلت غزة - وهى فى حد ذاتها مخيم كبير للاجئين- إلى بؤرة جمرات من الغضب الدائم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زرع بذور الانتقام لخمسين عامًا قادمة زرع بذور الانتقام لخمسين عامًا قادمة



GMT 02:27 2024 الخميس ,20 حزيران / يونيو

سر القادة: ديغول وبيتان

GMT 03:21 2024 الأحد ,09 حزيران / يونيو

أن تكون رئيسًا للتحرير

GMT 03:19 2024 الأحد ,09 حزيران / يونيو

9 يونيو.. الاستثناء

GMT 02:50 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

لا يختلف طوفان السياسة عن طوفان الطبيعة

GMT 02:54 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

أسرق.. وبعدين أتصالح!!

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 00:03 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز
  مصر اليوم - نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة

GMT 13:03 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

فولكس فاجن تكشف عن أسعار أيقونتها Passat موديل 2020

GMT 17:41 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

الفنانة مريم حسن تتعاقد على بطولة مسلسل "أبو جبل"

GMT 23:17 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

دورة تحكيم في جمباز الأيروبيك بالاتحاد الدولي للجمباز

GMT 16:26 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكّد أن الهاتف المحمول أقذر بـ7 أضعاف من مقعد المرحاض

GMT 04:58 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد تستعد لأول مسلسل مع خطيبها الفنان أحمد فهمي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon