توقيت القاهرة المحلي 01:34:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

زرع بذور الانتقام لخمسين عامًا قادمة

  مصر اليوم -

زرع بذور الانتقام لخمسين عامًا قادمة

بقلم - عبد اللطيف المناوي

ألحقت إسرائيل دمارًا فى شمال غزة غير مسبوق فى تاريخ الحروب، حيث تعرضت 68% من المبانى للتدمير حتى 4 ديسمبر، أى ما يقترب من مستوى الدمار الناجم عن قصف الحلفاء لمبانى مدن أوروبا من بعد عامين من القصف فى الحرب العالمية.

قُتل ما يقرب من 22 ألف فلسطينى، 70% منهم من النساء والأطفال. هذا الرقم قتلته إسرائيل فى ضعف الوقت فى حرب 82 منظمة التحرير الفلسطينية.

الفارق الكبير بين الحربين أن هذه المرة القتل على الهواء يشاهده العالم. فى حرب بيروت تدخلت دول أهمها أمريكا للضغط على إسرائيل لوقف النار. هذه المرة لم يستطع طرف أن يدفع إسرائيل للقبول بوقف النار، بل إن أطرافا دولية، أهمها الولايات المتحدة الأمريكية، أعطت غطاء ومبررًا لإسرائيل لتستمر فى عدوانها.

هناك أصوات من إسرائيل تدعو للقتل دون حدود. هناك من طالب بقتل مائة ألف فلسطينى، وهناك من يتزيد بالمطالبة بشكل دموى أن يمحو غزة من الوجود. ويقول أولئك إن غزة تمنع عنهم رؤية البحر!!.

الجيش الإسرائيلى ينظر للنصر من منظور استخدام القوة الغاشمة- أى كلما زاد عدد القتلى وحجم الدمار، زاد الاعتقاد بتحقيق النصر- تنظر حماس إلى النصر من منظور «القوة الناعمة» ـ أى كلما استمالت المزيد من القلوب والعقول كان النصر أعظم.

منظمة «هيومن رايتس ووتش» تتهم إسرائيل باستخدام التجويع الجماعى للمدنيين سلاحًا فى حربها ضد قطاع غزة، تجاهلا أن التجويع جريمة حرب.

لا يوجد شىء آخر يمكنه تفسير الصعود المذهل لشعبية حركة حماس فى استطلاعات الرأى فى الضفة الغربية والأردن، والعديد من البلدان العربية إلا حالة القتل البارد الدائم بلامبالاة أمام أنظار العالم الذى بدأ جزء كبير من الرأى العام به يتعاطف مع الفلسطينيين ضد العنف الإسرائيلى. تقدم إسرائيل لحماس قبلة حياة على حساب دماء الفلسطينيين.

نتيجة هذه الحرب ستكون حالة مستمرة من الصراع والعداء، لن تكون إسرائيل من يستطيع الادّعاء بأنَّها أصبحت دولة مستقرة على الطراز الغربى؛ لأنَّ احتمالية توسع نطاق الحرب ستكون قائمة دائمًا فى خضم تلك الظروف.

ما ألحقته إسرائيل بغزة من دمار يضع الأساس لـ50 عامًا أخرى من الحرب. لن تنسى أجيال من الفلسطينيين والعرب والمسلمين أبدًا الوحشية التى تهدم بها إسرائيل القطاع اليوم. تحوّلت غزة - وهى فى حد ذاتها مخيم كبير للاجئين- إلى بؤرة جمرات من الغضب الدائم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زرع بذور الانتقام لخمسين عامًا قادمة زرع بذور الانتقام لخمسين عامًا قادمة



GMT 02:27 2024 الخميس ,20 حزيران / يونيو

سر القادة: ديغول وبيتان

GMT 03:21 2024 الأحد ,09 حزيران / يونيو

أن تكون رئيسًا للتحرير

GMT 03:19 2024 الأحد ,09 حزيران / يونيو

9 يونيو.. الاستثناء

GMT 02:50 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

لا يختلف طوفان السياسة عن طوفان الطبيعة

GMT 02:54 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

أسرق.. وبعدين أتصالح!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon