توقيت القاهرة المحلي 12:38:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

زرع بذور الانتقام لخمسين عامًا قادمة

  مصر اليوم -

زرع بذور الانتقام لخمسين عامًا قادمة

بقلم - عبد اللطيف المناوي

ألحقت إسرائيل دمارًا فى شمال غزة غير مسبوق فى تاريخ الحروب، حيث تعرضت 68% من المبانى للتدمير حتى 4 ديسمبر، أى ما يقترب من مستوى الدمار الناجم عن قصف الحلفاء لمبانى مدن أوروبا من بعد عامين من القصف فى الحرب العالمية.

قُتل ما يقرب من 22 ألف فلسطينى، 70% منهم من النساء والأطفال. هذا الرقم قتلته إسرائيل فى ضعف الوقت فى حرب 82 منظمة التحرير الفلسطينية.

الفارق الكبير بين الحربين أن هذه المرة القتل على الهواء يشاهده العالم. فى حرب بيروت تدخلت دول أهمها أمريكا للضغط على إسرائيل لوقف النار. هذه المرة لم يستطع طرف أن يدفع إسرائيل للقبول بوقف النار، بل إن أطرافا دولية، أهمها الولايات المتحدة الأمريكية، أعطت غطاء ومبررًا لإسرائيل لتستمر فى عدوانها.

هناك أصوات من إسرائيل تدعو للقتل دون حدود. هناك من طالب بقتل مائة ألف فلسطينى، وهناك من يتزيد بالمطالبة بشكل دموى أن يمحو غزة من الوجود. ويقول أولئك إن غزة تمنع عنهم رؤية البحر!!.

الجيش الإسرائيلى ينظر للنصر من منظور استخدام القوة الغاشمة- أى كلما زاد عدد القتلى وحجم الدمار، زاد الاعتقاد بتحقيق النصر- تنظر حماس إلى النصر من منظور «القوة الناعمة» ـ أى كلما استمالت المزيد من القلوب والعقول كان النصر أعظم.

منظمة «هيومن رايتس ووتش» تتهم إسرائيل باستخدام التجويع الجماعى للمدنيين سلاحًا فى حربها ضد قطاع غزة، تجاهلا أن التجويع جريمة حرب.

لا يوجد شىء آخر يمكنه تفسير الصعود المذهل لشعبية حركة حماس فى استطلاعات الرأى فى الضفة الغربية والأردن، والعديد من البلدان العربية إلا حالة القتل البارد الدائم بلامبالاة أمام أنظار العالم الذى بدأ جزء كبير من الرأى العام به يتعاطف مع الفلسطينيين ضد العنف الإسرائيلى. تقدم إسرائيل لحماس قبلة حياة على حساب دماء الفلسطينيين.

نتيجة هذه الحرب ستكون حالة مستمرة من الصراع والعداء، لن تكون إسرائيل من يستطيع الادّعاء بأنَّها أصبحت دولة مستقرة على الطراز الغربى؛ لأنَّ احتمالية توسع نطاق الحرب ستكون قائمة دائمًا فى خضم تلك الظروف.

ما ألحقته إسرائيل بغزة من دمار يضع الأساس لـ50 عامًا أخرى من الحرب. لن تنسى أجيال من الفلسطينيين والعرب والمسلمين أبدًا الوحشية التى تهدم بها إسرائيل القطاع اليوم. تحوّلت غزة - وهى فى حد ذاتها مخيم كبير للاجئين- إلى بؤرة جمرات من الغضب الدائم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زرع بذور الانتقام لخمسين عامًا قادمة زرع بذور الانتقام لخمسين عامًا قادمة



GMT 02:27 2024 الخميس ,20 حزيران / يونيو

سر القادة: ديغول وبيتان

GMT 03:21 2024 الأحد ,09 حزيران / يونيو

أن تكون رئيسًا للتحرير

GMT 03:19 2024 الأحد ,09 حزيران / يونيو

9 يونيو.. الاستثناء

GMT 02:50 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

لا يختلف طوفان السياسة عن طوفان الطبيعة

GMT 02:54 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

أسرق.. وبعدين أتصالح!!

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط
  مصر اليوم - وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط

GMT 10:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
  مصر اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon