توقيت القاهرة المحلي 20:35:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قبل زحمة الصيف

  مصر اليوم -

قبل زحمة الصيف

بقلم - عبد اللطيف المناوي

يقول التقسيم الموسمى إن أيامًا قليلة تفصلنا عن فصل الصيف، الذى يبدأ رسميًّا فى 21 يونيو الجارى، ويستمر إلى سبتمبر، ولكن الطقس الحار الذى تمر به مصر هذه الأيام ربما يُشعرنا أننا دخلناه بالفعل، ذلك رغم الظواهر الجوية المضطربة، والناتجة من تغير فى طبيعة المناخ، وهو أمر لا تختص به مصر فقط، بل العالم كله.

ولكن العالم كله- حكومات وشعوبًا- تخطط لمواسمها، فكما للشتاء والربيع خطط، فالصيف أيضًا له خطط ومهام وإجراءات استباقية، تمامًا مثلما كان يفعل أجدادنا المصريون القدماء، الذين قسموا فصول السنة إلى مواسم، وأطلقوا على كل موسم اسمًا وصفات، بل كانت حياتهم اليومية التى دونوها على جدران معابدهم تشير إلى حرصهم الشديد على الاستعداد للمواسم، خصوصًا الزراعة لأنها مرتبطة بوجودهم ووجود النيل، الذى لولاه ما كان لحضارة المصريين أن تستمر لقرون طويلة.

وقبل أن يدخل الصيف، بـ«زحمته» وصخبه المعتاد، نتيجة انتهاء امتحانات المدارس، وانطلاق الطلاب فى الشوارع، والشعور الأسرى العام بالتحرر والإجازة، أرى أن نستفيد بما يفعله العالم وفعله المصريون القدماء بالاستعداد الجيد والتخطيط حتى لأقل الإجراءات، التى من شأنها أن تجعله صيفًا مفيدًا، قليل الخسائر.

أظن أن مَن يقرأ السطور الماضية ربما يستنكر الحديث فى أمر وضع الخطط الموسمية، ولاسيما أن الحياة بها ما يكفيها من صعوبات وأزمات، ولكنك عزيزى القارئ لست أسوأ حالًا من «نملة» تخطط لحياتها، رغم أنها تتعرض فى كل لحظة لخطر الموت بحذاء رجل أو امرأة أو طفل ربما لا يدرى أنه يسير عليها.

أظن سيدى القارئ أن الموت والحياة والصعوبات والتحديات والنجاحات أمور نتعرض لها جميعًا، ولكن هل فكرت فى أن تخطط لحياتك قبل التفكير فى كل هذا؟، هل فكرت فى أن تخطط كيف تواجه أزمة إن وقعت؟، هل فكرت فى أن تخطط لمواجهة نقص «مصروف» البيت مثلًا؟، هل فكرت فى أن تخطط ليومك أو لإجازتك حتى؟.

أعلم أن المستقبل بيد الله، وأعلم أن (وما تَدْرِى نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا)، وأعلم أن (وما تَدْرِى نَفْسٌ بأىّ أرْضٍ تَمُوتُ)، ولكن للأسف الشديد أرى أن وضع نظام محدد وخطط واضحة لخطواتنا المقبلة هو الأمر الأكثر استبعادًا فى تفكير المصريين، نعانى من هذا الأمر على المستوى الشخصى فى الحياة اليومية البسيطة، ونعانى منه أيضًا على مستويات أخرى. نترك كل شىء للغد وما يحمله من ظروف، لا نعطى لأنفسنا الرغبة فى أن نقود نحن الأيام‏ والظروف، لا أن تقودنا.

أظنها آفة يجب أن نتخلص منها قبل زحمة الصيف.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قبل زحمة الصيف قبل زحمة الصيف



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 15:01 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد
  مصر اليوم - ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 13:12 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

أوميغا 3 يساهم في إبطاء نمو سرطان البروستاتا لدى الرجال

GMT 00:28 2024 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تارا عماد تكتشف سرًا يربطها بوالدتها

GMT 18:55 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

المصري يبدأ توزع دعوات مباراة بطل سيشل

GMT 06:45 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

مشاجرة بين مروان محسن ورضا عبد العال بسبب "الأهداف"

GMT 06:45 2020 الأحد ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب "الهلال" السعودي بين مطرقة "كورونا" وسندان "الديربي"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon