توقيت القاهرة المحلي 07:22:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هولندية في الفيوم

  مصر اليوم -

هولندية في الفيوم

بقلم - عبد اللطيف المناوي

مازالت أماكن سياحية عديدة تفتقر إلى عناصر تقديم خدمة سياحية تليق باسم مصر. واعتقادى أن ما ينقصنا فى هذا المجال ليس وجود قوانين أو حتى تعقيد الإجراءات، وليس أيضا عدم قدرة المصريين على القيام بالوظائف الخدمية، ولكن ما ينقصنا فى حالات كثيرة، بل معظم الحالات، هو وجود الخيال، ثم القدرة على تنفيذ هذا الخيال بأدوات إدارة خلاقة وقائدة.

بمصطلحات دراسات تنفيذ الأعمال، فإن تحديد «الرؤية» ووضع خطوات ترجمة تلك الرؤية، أو الخيال، إلى واقع هو طريق النجاح. وسأطبق ما أقصد على نموذج لتوضيحه.

كثير منا قضوا أياما فى الفيوم، تلك المدينة التى تمتلك مقومات سياحية أعلى كثيرًا مما تحقق لها الآن، كما تبدو أيضا فى مظهر أقل كثيرًا مما تستحق. وأظن أن معظم من ذهبوا إلى الفيوم عانوا من صعوبة إيجاد مطعم مناسب يمتلك المقومات الأساسية فى النظافة أولًا، ثم تقديم أكلات محلية وشعبية تليق بمدينة تستهدف سائحين من الداخل والخارج. ولاحظوا هنا أننى لم أتحدث عن أسعار، والتى حتى إن اختلفت من مكان إلى مكان، فتبقى المقومات الأساسية من نظافة ومأكولات شهية صحية، هى الأساس.

قضيت الأيام الأخيرة فى الفيوم، وطلبت من ابنتى التى تقضى هى الأخرى إجازة مع مجموعة من أصدقائها أن ترشح لى ولزوجتى مطعمًا خارج الفندق. وأنا أثق فى أحكام جيل ابنتى الذى احتك بثقافات أخرى ولديه الرغبة الدائمة فى الاكتشاف. ودون تردد رشحت لنا مطعمًا فى قرية تونس يطل على بحيرة قارون.

المطعم على ربوة، أسفله قطعة أرض مزروعة بالخضروات الطبيعية (أورجانيك)، ويطل ‏على ضفاف البحيرة، لاحظت طبيعة مرتادى المطعم، سفير أوروبى صديق لى وزوجته، شباب من جيل ابنتى، عائلات تبدو مثلنا تبحث عن مطعم مناسب فى ظل ندرة ما يناسب، وفقا للمواصفات السابقة.

كنت قد سمعت من أحد الأصدقاء فى الفيوم عن سيدة هولندية قررت أن تعيش فى قرية تونس، وافتتحت مطعما هناك. ربطت بين المكان وما سمعت من الصديق. نظرت حولى فوجدت كل العاملين مصريين أبًا عن جد. ولكنى لمحت بعد قليل سيدة ذات ملامح أوروبية واضحة تقود كل الفريق من المصريين. سألت أحد العاملين فأكد لى أنها (مريم) الهولندية التى تعيش فى مصر منذ ثلاثين عامًا، وافتتحت هذا المطعم مع شريك سويسرى، وأصبح هو المطعم الأشهر ليس بسبب ملكيته لأجانب، ولكن بسبب إدارته وسمعته التى اكتسبها كمطعم يمتلك مقومات صحية ونظيفة.

مريم تتحرك فى كل مكان، تأخذ طلبات مرتادى المطعم بنفسها، تتحرك بين رجالها المصريين من فريقها. تقف داخل المطبخ المفتوح لتنفّذ بنفسها بعض مراحل الطهى، كما تشرف على تنفيذ الطلبات. تفعل ذلك دون استعراض، ولكن برؤية ومشاركة حقيقية.

لم تعلم ابنتى ولا نحن قبل أن نذهب أن صاحبة المطعم غير مصرية، لكن ذهبنا لسمعته.

تلك الهولندية التى هى فى قرية تونس بالفيوم ربما تكون أكثر حرصًا على السياحة فى مصر من كثيرين، رغم أن غاية مريم وغاية الآخرين تبقى فى النهاية المكسب المادى، ولكن شتان الفارق بين من يعمل بإخلاص وقواعد وبين من يتخذ «الفهلوة» للمكسب السريع أسلوبا ونمطًا فى العمل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هولندية في الفيوم هولندية في الفيوم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 00:03 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز
  مصر اليوم - نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة

GMT 13:03 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

فولكس فاجن تكشف عن أسعار أيقونتها Passat موديل 2020

GMT 17:41 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

الفنانة مريم حسن تتعاقد على بطولة مسلسل "أبو جبل"

GMT 23:17 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

دورة تحكيم في جمباز الأيروبيك بالاتحاد الدولي للجمباز

GMT 16:26 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكّد أن الهاتف المحمول أقذر بـ7 أضعاف من مقعد المرحاض

GMT 04:58 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد تستعد لأول مسلسل مع خطيبها الفنان أحمد فهمي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon