توقيت القاهرة المحلي 22:53:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نريد مصر أبيض وأسود

  مصر اليوم -

نريد مصر أبيض وأسود

بقلم - عبد اللطيف المناوي

حدثت واقعة المنصورة.. أبكتنا بقدر ألمها، وبقدر قوة لطمتها على وجوهنا جميعًا، لا أستثنى أحدًا.فتاة دفعت حياتها ثمنًا لنزق شاب، دفعت حياتها ثمنًا لتهور غير مبرر، وغير مفهوم، وغير واضحة أسبابه. هذا التهور الذى صار كالآفة فى المجتمع، يمارسه الكثيرون بغير عقل أو وعى بحجم ما سيترتب عليه من مأساة.هذا التهور أيضًا أصاب الكثيرين ممن يطلق عليهم اسم «رجال دين»، وهم فى زماننا تضاعفوا وتكاثروا بشكل غريب. أصاب التهور هؤلاء، فصاروا يتحدثون فى الميكروفونات وأمام شاشات الموبايل، كما يأكلون ويشربون. يقولون آراءهم فى كل صغيرة وكبيرة، ويلقون باللوم دائمًا على الطرف الأضعف، يختصون المجنى عليهم بالانتقاد، وبالسخرية أحيانًا.

فى واقعة المنصورة خرجت علينا الكثير من الآراء التى تنتقد ملابس الفتاة (الراحلة)، بل وظهر من يدعو الآباء إلى عدم السماح لبناتهم بالخروج إلا بارتداء ما سماه أحد الشيوخ «القفة»! المواقع المتأسلمة نشرت صورة الفتاة الضحية، رحمها الله، بعد أن غطت شعرها!

إلى هذا الحد وصل الاستخفاف بالعقول، إلى هذا الحد يعيد هؤلاء سيرة الجاهلية، فلا يسألون الموءودة بأى ذنب قتلت. هل كان ذنبها فقط أنها ترتدى ملابس عادية؟ هؤلاء من صرخنا فى وجوههم من قبل راغبين فى تجديد الخطاب الدينى، هم يبيحون أى شىء حتى القتل لأن الفتاة لم ترتدِ «القفة» عند خروجها. هؤلاء ألقوا باللوم على الفتيات فى وقائع التحرش، بسبب ملابسهن، هؤلاء يعيدون الكرة من جديد فى واقعة المنصورة، وربما سوف يكررون هذه الآراء فى المستقبل إن تُركوا فى هذا الحال.

هؤلاء خرجوا عن سيطرة الأزهر، الذى أصدر بيانًا، أمس، يحرم الانتقاص من أخلاق المحجبة أو غير المحجبة، واصفًا إياه بالأمر الذى يحرمه الدين ويرفضه أصحاب الفِطرة السليمة، مؤكدًا أن اتخاذه ذريعة للاعتداء عليها جريمة كبرى ومنكرة.

الأزهر فى بيانه هذا يحاول أن يعيد الأمور إلى نصابها العقلى والمنطقى، يحاول أن يبرز الوجه المتسامح للدين، وهو بالمناسبة لا يحتاج إلى إبراز، فقط يحتاج إلى عقل سليم، وفطرة إنسانية.

الأزهر ببيانه وكأنه يذكرنا بمصر التى نعرفها جيدًا قبل أن تهاجر إليها الأفكار الشاذة والمتطرفة، مصر التى رأيناها بالأبيض والأسود فى الأفلام والصور القديمة، عندما كانت أكثر جمالًا وبهجة وتسامحًا ورقيًا. عندما كان الاختلاف يُحل بالفكرة فى مواجهة الفكرة، والكلمة فى مواجهة الكلمة. عندما كانت الحالة الثقافية أكثر عمقًا وانفتاحًا وتسامحًا.

عندما لم يكن المظهر الدينى هو الحكم على سلوك البشر والعباد، وإنما كانت المعاملة هى الأساس. عندما كان يعيش فى مصر حسن ومرقص وكوهين فى سلام وقبول.

نريد مصر كما كانت مثالًا للتحضر والاحترام والعقل، وليس كما أراد البعض لها فاقدة كل هذا. مصر التى فى خاطرنا جميعًا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نريد مصر أبيض وأسود نريد مصر أبيض وأسود



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 02:55 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025
  مصر اليوم - أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 21:23 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

السيسي يستقبل البرهان ويؤكد على ضرورة وقف إطلاق النار
  مصر اليوم - السيسي يستقبل البرهان ويؤكد على ضرورة وقف إطلاق النار

GMT 17:24 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم
  مصر اليوم - دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم

GMT 07:55 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يحدد 3 مفاتيح لاستعادة الأمن في شمال إسرائيل
  مصر اليوم - نتنياهو يحدد 3 مفاتيح لاستعادة الأمن في شمال إسرائيل

GMT 21:27 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

محمد صلاح خارج سباق المنافسة على جائزة أفضل لاعب أفريقي

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 13:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي مستلهم من الصيام لتحسين صحة الكلى

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 06:22 2024 الجمعة ,09 آب / أغسطس

عمرو أديب يحذر من فيلم سبايدر مان الجديد

GMT 11:18 2019 الثلاثاء ,20 آب / أغسطس

اهمية تدفق الاستثمارات الأجنبية إلى مصر

GMT 22:37 2019 الإثنين ,18 آذار/ مارس

" ابو العروسة " والعودة للزمن الجميل

GMT 00:36 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

برشلونة يقسو على إشبيلية وميسي يُسجِّل في الوقت الضائع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon