توقيت القاهرة المحلي 10:05:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نريد مصر أبيض وأسود

  مصر اليوم -

نريد مصر أبيض وأسود

بقلم - عبد اللطيف المناوي

حدثت واقعة المنصورة.. أبكتنا بقدر ألمها، وبقدر قوة لطمتها على وجوهنا جميعًا، لا أستثنى أحدًا.فتاة دفعت حياتها ثمنًا لنزق شاب، دفعت حياتها ثمنًا لتهور غير مبرر، وغير مفهوم، وغير واضحة أسبابه. هذا التهور الذى صار كالآفة فى المجتمع، يمارسه الكثيرون بغير عقل أو وعى بحجم ما سيترتب عليه من مأساة.هذا التهور أيضًا أصاب الكثيرين ممن يطلق عليهم اسم «رجال دين»، وهم فى زماننا تضاعفوا وتكاثروا بشكل غريب. أصاب التهور هؤلاء، فصاروا يتحدثون فى الميكروفونات وأمام شاشات الموبايل، كما يأكلون ويشربون. يقولون آراءهم فى كل صغيرة وكبيرة، ويلقون باللوم دائمًا على الطرف الأضعف، يختصون المجنى عليهم بالانتقاد، وبالسخرية أحيانًا.

فى واقعة المنصورة خرجت علينا الكثير من الآراء التى تنتقد ملابس الفتاة (الراحلة)، بل وظهر من يدعو الآباء إلى عدم السماح لبناتهم بالخروج إلا بارتداء ما سماه أحد الشيوخ «القفة»! المواقع المتأسلمة نشرت صورة الفتاة الضحية، رحمها الله، بعد أن غطت شعرها!

إلى هذا الحد وصل الاستخفاف بالعقول، إلى هذا الحد يعيد هؤلاء سيرة الجاهلية، فلا يسألون الموءودة بأى ذنب قتلت. هل كان ذنبها فقط أنها ترتدى ملابس عادية؟ هؤلاء من صرخنا فى وجوههم من قبل راغبين فى تجديد الخطاب الدينى، هم يبيحون أى شىء حتى القتل لأن الفتاة لم ترتدِ «القفة» عند خروجها. هؤلاء ألقوا باللوم على الفتيات فى وقائع التحرش، بسبب ملابسهن، هؤلاء يعيدون الكرة من جديد فى واقعة المنصورة، وربما سوف يكررون هذه الآراء فى المستقبل إن تُركوا فى هذا الحال.

هؤلاء خرجوا عن سيطرة الأزهر، الذى أصدر بيانًا، أمس، يحرم الانتقاص من أخلاق المحجبة أو غير المحجبة، واصفًا إياه بالأمر الذى يحرمه الدين ويرفضه أصحاب الفِطرة السليمة، مؤكدًا أن اتخاذه ذريعة للاعتداء عليها جريمة كبرى ومنكرة.

الأزهر فى بيانه هذا يحاول أن يعيد الأمور إلى نصابها العقلى والمنطقى، يحاول أن يبرز الوجه المتسامح للدين، وهو بالمناسبة لا يحتاج إلى إبراز، فقط يحتاج إلى عقل سليم، وفطرة إنسانية.

الأزهر ببيانه وكأنه يذكرنا بمصر التى نعرفها جيدًا قبل أن تهاجر إليها الأفكار الشاذة والمتطرفة، مصر التى رأيناها بالأبيض والأسود فى الأفلام والصور القديمة، عندما كانت أكثر جمالًا وبهجة وتسامحًا ورقيًا. عندما كان الاختلاف يُحل بالفكرة فى مواجهة الفكرة، والكلمة فى مواجهة الكلمة. عندما كانت الحالة الثقافية أكثر عمقًا وانفتاحًا وتسامحًا.

عندما لم يكن المظهر الدينى هو الحكم على سلوك البشر والعباد، وإنما كانت المعاملة هى الأساس. عندما كان يعيش فى مصر حسن ومرقص وكوهين فى سلام وقبول.

نريد مصر كما كانت مثالًا للتحضر والاحترام والعقل، وليس كما أراد البعض لها فاقدة كل هذا. مصر التى فى خاطرنا جميعًا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نريد مصر أبيض وأسود نريد مصر أبيض وأسود



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 06:53 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

اعتماد قواعد تسجيل الدراسات العليا في الجامعات المصرية

GMT 17:35 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

شركة "فيات" تشكف عن سيارة عائلية مميزة في 2018

GMT 05:46 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

غوميز تكشف أنّها ستضع صحتها ضمن أولوياتها

GMT 12:40 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

طوني ورد يكشف عن أزياء راقية للمناسبات الصيفية

GMT 06:40 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

المصري يستضيف بتروجت في مواجهة قوية في الدوري

GMT 00:51 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

مروة ناجي تدعم الطفلة أشرقت في "ذا فويس كيدز"

GMT 18:51 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

نهاية اليوم الأول لفتح باب الترشيح داخل النادي الأهلي

GMT 06:32 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كارداشيان" بإطلالة جريئة خلال حضورها حفلة "الهالوين"

GMT 08:35 2017 الثلاثاء ,04 إبريل / نيسان

أن بعض الظن إثم

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 23:28 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

مصطفى الفقي يعلن أن مصر ستشهد العديد من المبادرات في 2022
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon