توقيت القاهرة المحلي 13:59:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نريد مصر أبيض وأسود

  مصر اليوم -

نريد مصر أبيض وأسود

بقلم - عبد اللطيف المناوي

حدثت واقعة المنصورة.. أبكتنا بقدر ألمها، وبقدر قوة لطمتها على وجوهنا جميعًا، لا أستثنى أحدًا.فتاة دفعت حياتها ثمنًا لنزق شاب، دفعت حياتها ثمنًا لتهور غير مبرر، وغير مفهوم، وغير واضحة أسبابه. هذا التهور الذى صار كالآفة فى المجتمع، يمارسه الكثيرون بغير عقل أو وعى بحجم ما سيترتب عليه من مأساة.هذا التهور أيضًا أصاب الكثيرين ممن يطلق عليهم اسم «رجال دين»، وهم فى زماننا تضاعفوا وتكاثروا بشكل غريب. أصاب التهور هؤلاء، فصاروا يتحدثون فى الميكروفونات وأمام شاشات الموبايل، كما يأكلون ويشربون. يقولون آراءهم فى كل صغيرة وكبيرة، ويلقون باللوم دائمًا على الطرف الأضعف، يختصون المجنى عليهم بالانتقاد، وبالسخرية أحيانًا.

فى واقعة المنصورة خرجت علينا الكثير من الآراء التى تنتقد ملابس الفتاة (الراحلة)، بل وظهر من يدعو الآباء إلى عدم السماح لبناتهم بالخروج إلا بارتداء ما سماه أحد الشيوخ «القفة»! المواقع المتأسلمة نشرت صورة الفتاة الضحية، رحمها الله، بعد أن غطت شعرها!

إلى هذا الحد وصل الاستخفاف بالعقول، إلى هذا الحد يعيد هؤلاء سيرة الجاهلية، فلا يسألون الموءودة بأى ذنب قتلت. هل كان ذنبها فقط أنها ترتدى ملابس عادية؟ هؤلاء من صرخنا فى وجوههم من قبل راغبين فى تجديد الخطاب الدينى، هم يبيحون أى شىء حتى القتل لأن الفتاة لم ترتدِ «القفة» عند خروجها. هؤلاء ألقوا باللوم على الفتيات فى وقائع التحرش، بسبب ملابسهن، هؤلاء يعيدون الكرة من جديد فى واقعة المنصورة، وربما سوف يكررون هذه الآراء فى المستقبل إن تُركوا فى هذا الحال.

هؤلاء خرجوا عن سيطرة الأزهر، الذى أصدر بيانًا، أمس، يحرم الانتقاص من أخلاق المحجبة أو غير المحجبة، واصفًا إياه بالأمر الذى يحرمه الدين ويرفضه أصحاب الفِطرة السليمة، مؤكدًا أن اتخاذه ذريعة للاعتداء عليها جريمة كبرى ومنكرة.

الأزهر فى بيانه هذا يحاول أن يعيد الأمور إلى نصابها العقلى والمنطقى، يحاول أن يبرز الوجه المتسامح للدين، وهو بالمناسبة لا يحتاج إلى إبراز، فقط يحتاج إلى عقل سليم، وفطرة إنسانية.

الأزهر ببيانه وكأنه يذكرنا بمصر التى نعرفها جيدًا قبل أن تهاجر إليها الأفكار الشاذة والمتطرفة، مصر التى رأيناها بالأبيض والأسود فى الأفلام والصور القديمة، عندما كانت أكثر جمالًا وبهجة وتسامحًا ورقيًا. عندما كان الاختلاف يُحل بالفكرة فى مواجهة الفكرة، والكلمة فى مواجهة الكلمة. عندما كانت الحالة الثقافية أكثر عمقًا وانفتاحًا وتسامحًا.

عندما لم يكن المظهر الدينى هو الحكم على سلوك البشر والعباد، وإنما كانت المعاملة هى الأساس. عندما كان يعيش فى مصر حسن ومرقص وكوهين فى سلام وقبول.

نريد مصر كما كانت مثالًا للتحضر والاحترام والعقل، وليس كما أراد البعض لها فاقدة كل هذا. مصر التى فى خاطرنا جميعًا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نريد مصر أبيض وأسود نريد مصر أبيض وأسود



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي مستلهم من الصيام لتحسين صحة الكلى
  مصر اليوم - نظام غذائي مستلهم من الصيام لتحسين صحة الكلى

GMT 11:17 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

رامي صبري يُعلق على حفلته في كندا
  مصر اليوم - رامي صبري يُعلق على حفلته في كندا

GMT 23:37 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هاريس تتعهد بالعمل على إنهاء الحرب في الشرق الأوسط
  مصر اليوم - هاريس تتعهد بالعمل على إنهاء الحرب في الشرق الأوسط

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 21:04 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

فيسبوك يوسع نطاق خدمة الأخبار المحلية

GMT 03:12 2018 الخميس ,22 آذار/ مارس

عمرو عمارة يعلن عن أسباب تسوس الأسنان

GMT 11:40 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

"زيزو" ينفي وجود أي مفاوضات للتجديد للبدري

GMT 09:34 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

الألواح الملوّنة يمكنها توفير %20 من الطاقة للمباني

GMT 13:43 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

فلكي مصري يتنبأ بنتيجة الانتخابات الرئاسية المقبلة

GMT 04:16 2016 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

إيساف ومحمد رشاد يكشفان جديدهما في "سنة تانية غنا"

GMT 02:26 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عقار جديد لفقدان الوزن بنفس فعالية حمية أتكينز

GMT 07:55 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن محور الحفلة الدولية لـ " Met Gala "

GMT 07:39 2022 السبت ,01 تشرين الأول / أكتوبر

الخطيب يتابع كولر بحضوره المران للأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon