بقلم - عبد اللطيف المناوي
مصر متهمة دائمًا فى قصة الحرب على غزة، ولكن الاتهامات تبدو بلا عقل ولا منطق.
منذ أشهر خرج مسؤول دينى إسرائيلى ليتهم مصر بأنها تساند حماس، وتغض الطرف عن تهريب الأسلحة للحركة، بل إن فى تلك الأثناء نشرت مواقع عالمية فيديوهات تؤكد أن مصر تحارب إلى جوار حماس فى معركة غزة، وذلك بإمدادها بمعدات وآليات!.
إذن هُنا مصر متهمة بمساندة حماس.
ولكن، منذ أيام خرج الرئيس الأمريكى، جو بايدن، ليتهم مصر بأنها تغلق معبر رفح فى كلمته منذ فترة، وهو ذات الاتهام الذى أطلقه ممثل إسرائيل أثناء مثول بلاده أمام محكمة العدل الدولية.
إذن هنا مصر متهمة بمساندة إسرائيل.
فهل هذا يُعقل يا أهل العقل والمنطق؟
هل مصر متهمة بمساندة حماس أم متهمة بمساندة إسرائيل؟
هل معقول أن مصر بما دفعته من تضحيات أبنائها فى سبيل القضية الفلسطينية ستغلق معبر رفح فى وجه المساعدات للأشقاء الفلسطينيين، ويأتى بايدن (بما يعانيه الرجل من نسيان وخلط) ليتهمها بذلك؟ والأخطر، هل المطلوب أن نصدق بايدن مثلًا؟
هل مطلوب أن نصدق الرئيس الأمريكى البالغ من العمر 81 عامًا، والذى قال منذ فترة إنه رأى الأطفال الإسرائيليين وهم يُذبحون، ثم عاد البيت الأبيض ليعتذر عن تلك التصريحات، مؤكدًا أنه وقع حينها تحت تأثير كلمات صديقه نتنياهو؟
هل مطلوب أن نصدق بايدن الذى نسى اسم رئيس الوزراء الأسترالى سكوت موريسون خلال مؤتمر صحفى مشترك فى سبتمبر عام 2021، لمناقشة اتفاقية مشتركة للدفاع، حيث أشار بايدن إلى سكوت بعبارة «هذا الرجل من أستراليا»؟
هل مطلوب أن نصدق الرئيس الأمريكى الذى خلط بين سويسرا والسويد خلال مشاركته فى قمة لحلف شمال الأطلسى فى مدريد عام 2022؟
هل مطلوب أن نصدق رجلًا كان يروى قصة عن اجتماعه مع قادة العالم فى مجموعة السبع، وأخطأ وقتها فى اسم رئيس فرنسا الحالى إيمانويل ماكرون، ليذكر بدلًا منه اسم الرئيس الأسبق فرانسوا ميتران، الذى تولى رئاسة فرنسا عام 1981 وتوفى عام 1996؟
وحسنًا جاء رد رئاسة الجمهورية المصرية سريعًا وحاسمًا بالتأكيد على أن مصر ومنذ اللحظة الأولى فتحت معبر رفح من جانبها بدون قيود أو شروط وقامت بحشد مساعدات إنسانية بأحجام كبيرة، سواء من مصر ذاتها أو من خلال جميع دول العالم التى قامت بإرسال مساعدات إلى مطار العريش، وأن مصر ضغطت بشدة على جميع الأطراف المعنية لإنفاذ دخول هذه المساعدات إلى القطاع، إلا أن استمرار قصف الجانب الفلسطينى من المعبر من قبل إسرائيل، الذى تكرر أربع مرات، حال دون إدخال المساعدات.
أظن أن قليلًا من العقل والمنطق يفيد فى بعض الأحيان، خصوصًا ونحن نستمع إلى تلك الاتهامات!