توقيت القاهرة المحلي 23:57:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عالم بلا «سوشيال ميديا»

  مصر اليوم -

عالم بلا «سوشيال ميديا»

بقلم - عبد اللطيف المناوي

توقف العالم لفترة من الزمن، تطبيقات الـ«سوشيال ميديا» بها عطل وجارٍ إصلاحه. الجميع أصابهم الهلع، البورصات العالمية تحركت بشكل «أميبى» غير مفهوم. الناس تناولوا هواتفهم يبحثون عن السبب، ويبحثون عن المخرج، كلٌّ تصور فى البداية أن العطل خاص به، كلٌّ تصور أنه المقصود بهذا العطل. أكثرهم ذكاءً كان يبحث وراء أخبار عن العطل فى محركات البحث.

وأقلهم كان يبحث عن معلومة عند صديق أو قريب أو شخص له باع فى التكنولوجيا. أتصور أن وقت عطل وسائل التواصل الاجتماعى أُجرى فيه أكبر عدد من المكالمات للاطمئنان أن العطل عام، وليس خاصًّا. أتصور أن العالم فى هذا الوقت على وجه التحديد أُصيب بهزة اجتماعية شديدة.

والهزة الاجتماعية بقدر ما ظهرت على وقع الحدث الأبرز عصر الثلاثاء، بقدر ما كانت وسائل التواصل هى السبب فيها، بأدوات ناعمة تؤتى تأثيرها على المدى الطويل. لقد حلت تلك الوسائل محل الكثير من وسائل التواصل الإنسانى، والتى كان أحدثها المكالمات الهاتفية، لن أسرح بآمالى أكثر من ذلك وأقول الزيارات العائلية وجلسات الأصدقاء، التى حتى وإن كان البعض يحافظ عليها.

إلا أن أياديهم بفعل الغزو الناعم لوسائل التواصل صارت تبحث دائمًا عن الهواتف الذكية التى تمتلئ بتطبيقات التواصل، ومن ثَمَّ التواصل مع العالم اجتماعيًّا بشكله غير المباشر، ومحو آثار الاتصال المباشر به.

العالم توقف نعم، وعرفنا قدر وسائل التواصل فى تغيير أمزجتنا، وحالة الهلع التى تنتابنا خشية أن يُمحى جزء مهم من تاريخنا الحديث، سواء كان هذا التاريخ عبارة عن منشورات أو رسائل بين الأصدقاء، أو حتى رسائل عملية.

العالم توقف، وتصور الكثيرون ممن ينتمون إلى جيل (z) المولودين فى عصر الإنترنت أن صلات أرحامهم قد قُطعت عن العالم، أما مَن هم أمثالى وأمثال أجيال أكبر وأقل قليلًا ممن عاشوا حياة الراديو والتليفزيون والقنوات الثلاث وبرامج «نادى السينما» و«أوسكار» و«العالم يغنى» ومسلسلات «الضحية» و«الرحيل» و«أبنائى الأعزاء شكرًا» وفيلم السهرة، والجلسات العائلية، وتجمعات المناسبات، والسير لساعات بمتعة مع صديق، أصابهم الحنين لهذا العصر. عصر بلا «سوشيال ميديا»، وبلا تواصل اجتماعى غير مباشر. عصر كانت الحياة فيه مفتوحة، وكان الخيال فيه أكثر رحابة وأفقًا.

لست ضد التطور بكل تأكيد، ولست ضد التقدم التكنولوجى وما يُحدثه من ثورات فكرية وعملية هائلة، إلا أن مثل تلك الأحداث قد تُعيدنا إلى خبراتنا السابقة، التى كدنا ننساها بفعل هذا الجرى السريع فى المكان وراء أشياء غير ملموسة على الجانب الإنسانى.

العالم فى دقائق صار عالمًا قديمًا، كان صادمًا للبعض، وكان مريحًا للبعض الآخر، لكنه عاد من جديد إلى حالته الاصطناعية بكل ذكائها وتطورها وقدرتها الكبيرة على تواصل الأرحام التكنولوجية وقطع الأرحام الطبيعية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عالم بلا «سوشيال ميديا» عالم بلا «سوشيال ميديا»



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon