توقيت القاهرة المحلي 18:28:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رسائل القوة والحضور

  مصر اليوم -

رسائل القوة والحضور

بقلم - عبد اللطيف المناوي

بسبب عاصفة «دانيال» انتشرت رائحة الموت فى ليبيا، اتشحت الشوارع بالسواد، فى كل بيت مصاب، وفى كل أسرة مفقود. «درنة» التى عانت من الأزمات السياسية ومن اليد البشرية التى نالت من قيم الاستقرار والهدوء، أتتها العاصفة لتعصف بالجميع، متناحرين ولا مبالين. عانى البلد كله من العاصفة، بل وعانت معه أسر عربية فقدت أبناءها من العاملين هناك.

وهنا أتقدم بكل عبارات المواساة والأسى لأسر الضحايا المصريين الذين تحولت قراهم فى مصر إلى ما يُشبه سرادق عزاء كبير، أما الناجون والذين حكوا عن أهوال ما حدث فى ليبيا، فلهم كل التحية والتقدير أنهم فقط استطاعوا النجاة. نسأل النجاة للجميع، ونسأل الهداية للمتناحرين، ونسأل الله أن ينجى البشر البسطاء من كوارث طبيعية لا تحتملها.

فى وسط كل هذا الحزن يبرز الأمل، والأمل الذى أعنيه هنا هو مشهد الإمدادات والمساعدات العربية للشقيقتين المغرب وليبيا، اللتين ضربتهما كارثتان كبريان خلال أسبوع واحد، وخلفتا آلاف الضحايا وعشرات الألوف من المشردين والمصابين والثكلى. ولأن تقديم يد العون عادة مصرية أصيلة، نجدها حتى على مستوى البيوت المصرية البسيطة.

فإن ما اتخذته الدولة من قرارات عاجلة لمساعدة ليبيا، عبر طائرات نقل عسكرية حُمِّلت بكميات كبيرة من الأدوية والمستلزمات الطبية، بالإضافة إلى أعداد من أطقم للبحث والإنقاذ وعربة إغاثة ومجموعات عمل من جمعية الهلال الأحمر مدربة بالشكل الأمثل على التعامل مع السيول والأمطار، وهى من أفضل الفرق فى الشرق الأوسط، وذلك للمساهمة فى أعمال البحث والإنقاذ وتخفيف آثار «دانيال» الذى ضرب السواحل الليبية.

توجيهات الرئيس السيسى للقوات المسلحة المصرية كانت قاطعة ومهمة وتتناسب مع قدر مصر ودورها الطبيعى فى المنطقة ومع جيرانها. جهزت مصر (10) طائرات من طراز «شينوك» و«أوجيستا» مجهزة بعدد من الأطقم الطبية والمعدات لتقديم خدمات الإخلاء الطبى الجوى وتنفيذ عمليات البحث والإنقاذ، فضلًا عن استعداد عربات الإسعاف المجهزة بالأطقم الطبية لاستقبال كافة المصابين والضحايا لنقلهم للمستشفيات لتقديم الدعم الطبى اللازم.

مشهد المساعدات الإغاثية والإنسانية المصرية بالحجم والكفاءة التى حطت على أرض ليبيا يبرز بشكل كبير قيمة التضامن العربى فى أحلك الظروف، وكم رأيناها فى ظروف تاريخية أخرى أكثر قسوة وإيلاما. المشهد أيضا يؤكد أن مصر هى شقيقة كبرى للجميع، لا تتوانى فى مساعدة الآخرين، حتى لو كانت تعانى من ظروف اقتصادية.

وجود مصر فى ليبيا بهذا الشكل الذى رأيناه للمساعدة برًا وبحرًا وجوًا هو أحد المشاهد المهمة والتى حظيت بقدر عالٍ من التقدير والاحترام على المستوى الليبى والإقليمى والدولى، كما أنها أعطت شعورًا بالثقة والقدرة والقيمة الكبرى لمصر على المستوى الداخلى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسائل القوة والحضور رسائل القوة والحضور



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 11:57 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه
  مصر اليوم - تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه

GMT 04:18 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

مبابي يرفض وساطة لحل أزمته مع ناصر الخليفي

GMT 00:03 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

على ماهر يمنح لاعبى المصرى راحة سلبية 48 ساعة

GMT 05:36 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

القهوة تحمي من الإصابة بالشلل الرعاش والخرف

GMT 16:23 2018 الإثنين ,07 أيار / مايو

‏فضل صلاة النافلة

GMT 01:43 2018 الخميس ,26 إبريل / نيسان

عصام عبد الفتاح يهاجم النادي الأهلي

GMT 00:28 2014 الثلاثاء ,08 تموز / يوليو

بامية ويكا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon