توقيت القاهرة المحلي 06:05:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رسائل القوة والحضور

  مصر اليوم -

رسائل القوة والحضور

بقلم - عبد اللطيف المناوي

بسبب عاصفة «دانيال» انتشرت رائحة الموت فى ليبيا، اتشحت الشوارع بالسواد، فى كل بيت مصاب، وفى كل أسرة مفقود. «درنة» التى عانت من الأزمات السياسية ومن اليد البشرية التى نالت من قيم الاستقرار والهدوء، أتتها العاصفة لتعصف بالجميع، متناحرين ولا مبالين. عانى البلد كله من العاصفة، بل وعانت معه أسر عربية فقدت أبناءها من العاملين هناك.

وهنا أتقدم بكل عبارات المواساة والأسى لأسر الضحايا المصريين الذين تحولت قراهم فى مصر إلى ما يُشبه سرادق عزاء كبير، أما الناجون والذين حكوا عن أهوال ما حدث فى ليبيا، فلهم كل التحية والتقدير أنهم فقط استطاعوا النجاة. نسأل النجاة للجميع، ونسأل الهداية للمتناحرين، ونسأل الله أن ينجى البشر البسطاء من كوارث طبيعية لا تحتملها.

فى وسط كل هذا الحزن يبرز الأمل، والأمل الذى أعنيه هنا هو مشهد الإمدادات والمساعدات العربية للشقيقتين المغرب وليبيا، اللتين ضربتهما كارثتان كبريان خلال أسبوع واحد، وخلفتا آلاف الضحايا وعشرات الألوف من المشردين والمصابين والثكلى. ولأن تقديم يد العون عادة مصرية أصيلة، نجدها حتى على مستوى البيوت المصرية البسيطة.

فإن ما اتخذته الدولة من قرارات عاجلة لمساعدة ليبيا، عبر طائرات نقل عسكرية حُمِّلت بكميات كبيرة من الأدوية والمستلزمات الطبية، بالإضافة إلى أعداد من أطقم للبحث والإنقاذ وعربة إغاثة ومجموعات عمل من جمعية الهلال الأحمر مدربة بالشكل الأمثل على التعامل مع السيول والأمطار، وهى من أفضل الفرق فى الشرق الأوسط، وذلك للمساهمة فى أعمال البحث والإنقاذ وتخفيف آثار «دانيال» الذى ضرب السواحل الليبية.

توجيهات الرئيس السيسى للقوات المسلحة المصرية كانت قاطعة ومهمة وتتناسب مع قدر مصر ودورها الطبيعى فى المنطقة ومع جيرانها. جهزت مصر (10) طائرات من طراز «شينوك» و«أوجيستا» مجهزة بعدد من الأطقم الطبية والمعدات لتقديم خدمات الإخلاء الطبى الجوى وتنفيذ عمليات البحث والإنقاذ، فضلًا عن استعداد عربات الإسعاف المجهزة بالأطقم الطبية لاستقبال كافة المصابين والضحايا لنقلهم للمستشفيات لتقديم الدعم الطبى اللازم.

مشهد المساعدات الإغاثية والإنسانية المصرية بالحجم والكفاءة التى حطت على أرض ليبيا يبرز بشكل كبير قيمة التضامن العربى فى أحلك الظروف، وكم رأيناها فى ظروف تاريخية أخرى أكثر قسوة وإيلاما. المشهد أيضا يؤكد أن مصر هى شقيقة كبرى للجميع، لا تتوانى فى مساعدة الآخرين، حتى لو كانت تعانى من ظروف اقتصادية.

وجود مصر فى ليبيا بهذا الشكل الذى رأيناه للمساعدة برًا وبحرًا وجوًا هو أحد المشاهد المهمة والتى حظيت بقدر عالٍ من التقدير والاحترام على المستوى الليبى والإقليمى والدولى، كما أنها أعطت شعورًا بالثقة والقدرة والقيمة الكبرى لمصر على المستوى الداخلى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسائل القوة والحضور رسائل القوة والحضور



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 05:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
  مصر اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 17:24 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم
  مصر اليوم - دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon