توقيت القاهرة المحلي 00:09:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رسائل القوة والحضور

  مصر اليوم -

رسائل القوة والحضور

بقلم - عبد اللطيف المناوي

بسبب عاصفة «دانيال» انتشرت رائحة الموت فى ليبيا، اتشحت الشوارع بالسواد، فى كل بيت مصاب، وفى كل أسرة مفقود. «درنة» التى عانت من الأزمات السياسية ومن اليد البشرية التى نالت من قيم الاستقرار والهدوء، أتتها العاصفة لتعصف بالجميع، متناحرين ولا مبالين. عانى البلد كله من العاصفة، بل وعانت معه أسر عربية فقدت أبناءها من العاملين هناك.

وهنا أتقدم بكل عبارات المواساة والأسى لأسر الضحايا المصريين الذين تحولت قراهم فى مصر إلى ما يُشبه سرادق عزاء كبير، أما الناجون والذين حكوا عن أهوال ما حدث فى ليبيا، فلهم كل التحية والتقدير أنهم فقط استطاعوا النجاة. نسأل النجاة للجميع، ونسأل الهداية للمتناحرين، ونسأل الله أن ينجى البشر البسطاء من كوارث طبيعية لا تحتملها.

فى وسط كل هذا الحزن يبرز الأمل، والأمل الذى أعنيه هنا هو مشهد الإمدادات والمساعدات العربية للشقيقتين المغرب وليبيا، اللتين ضربتهما كارثتان كبريان خلال أسبوع واحد، وخلفتا آلاف الضحايا وعشرات الألوف من المشردين والمصابين والثكلى. ولأن تقديم يد العون عادة مصرية أصيلة، نجدها حتى على مستوى البيوت المصرية البسيطة.

فإن ما اتخذته الدولة من قرارات عاجلة لمساعدة ليبيا، عبر طائرات نقل عسكرية حُمِّلت بكميات كبيرة من الأدوية والمستلزمات الطبية، بالإضافة إلى أعداد من أطقم للبحث والإنقاذ وعربة إغاثة ومجموعات عمل من جمعية الهلال الأحمر مدربة بالشكل الأمثل على التعامل مع السيول والأمطار، وهى من أفضل الفرق فى الشرق الأوسط، وذلك للمساهمة فى أعمال البحث والإنقاذ وتخفيف آثار «دانيال» الذى ضرب السواحل الليبية.

توجيهات الرئيس السيسى للقوات المسلحة المصرية كانت قاطعة ومهمة وتتناسب مع قدر مصر ودورها الطبيعى فى المنطقة ومع جيرانها. جهزت مصر (10) طائرات من طراز «شينوك» و«أوجيستا» مجهزة بعدد من الأطقم الطبية والمعدات لتقديم خدمات الإخلاء الطبى الجوى وتنفيذ عمليات البحث والإنقاذ، فضلًا عن استعداد عربات الإسعاف المجهزة بالأطقم الطبية لاستقبال كافة المصابين والضحايا لنقلهم للمستشفيات لتقديم الدعم الطبى اللازم.

مشهد المساعدات الإغاثية والإنسانية المصرية بالحجم والكفاءة التى حطت على أرض ليبيا يبرز بشكل كبير قيمة التضامن العربى فى أحلك الظروف، وكم رأيناها فى ظروف تاريخية أخرى أكثر قسوة وإيلاما. المشهد أيضا يؤكد أن مصر هى شقيقة كبرى للجميع، لا تتوانى فى مساعدة الآخرين، حتى لو كانت تعانى من ظروف اقتصادية.

وجود مصر فى ليبيا بهذا الشكل الذى رأيناه للمساعدة برًا وبحرًا وجوًا هو أحد المشاهد المهمة والتى حظيت بقدر عالٍ من التقدير والاحترام على المستوى الليبى والإقليمى والدولى، كما أنها أعطت شعورًا بالثقة والقدرة والقيمة الكبرى لمصر على المستوى الداخلى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسائل القوة والحضور رسائل القوة والحضور



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:38 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

إطلالات مختلفة تناسب قصيرات القامة من وحي منى زكي
  مصر اليوم - إطلالات مختلفة تناسب قصيرات القامة من وحي منى زكي

GMT 08:13 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

الضوء في الليل يزيد فرص الإصابة بالسكري
  مصر اليوم - الضوء في الليل يزيد فرص الإصابة بالسكري

GMT 23:07 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

أحمد رزق يتعاقد على مسلسل «سيد الناس» رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد رزق يتعاقد على مسلسل «سيد الناس» رمضان 2025

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

دار Blancheur تعلن عن عرض مميز لأزياء المحجبات في لندن

GMT 10:03 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل الفاصوليا البيضاء

GMT 04:45 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الأمن المصري يكشف حقيقة اختطاف فتاة في منطقة "المعادي"

GMT 10:07 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة: تسجيل 106 إصابات جديدة بـ كورونا و12 وفاة

GMT 11:56 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

7 أشكال غريبة لرفوف الكتب تعرفي عليها

GMT 17:04 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

مستشار الرئاسة التركية ياسين أقطاي يوجه رسالة إلى مصر

GMT 08:00 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سيات أتيكا 2020 في مصر رسميًا

GMT 03:29 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

داليا مصطفى تتعرَّض لعملية نصب وتُحذِّر الفنانين

GMT 08:30 2019 الأحد ,23 حزيران / يونيو

تصميمات "الفيونكة" تزيّن مجوهرات العروس في 2019

GMT 17:44 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

بلاغ ضد هالة صدقي بسبب فيديو "حثالة المجتمع"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon