توقيت القاهرة المحلي 11:54:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بيع الطائرات وحق المعرفة

  مصر اليوم -

بيع الطائرات وحق المعرفة

بقلم - عبد اللطيف المناوي

وصلتنى رسالة من صديق تحمل سؤالًا: ما هذا العبث؟، ومعها تصريحات السيد يحيى زكريا، رئيس شركة «مصر للطيران»، والتى أثارت ردود فعل غاضبة لمَن قرأها عن بيع 12 طائرة من «إيرباص A220-300». قال، لـ«بلومبرج»، إن البيع تم بسبب عدم ملاءمة الطائرات «للظروف المناخية»، وإن العائدات ستُستخدم لسداد قرض شرائها.

من حق الناس أن تشعر بالانزعاج والغضب عند قراءة مثل هذه الأخبار دون أن تفهم. وحق الفهم هنا ليس تدخلًا، لا سمح الله، في حق الإدارة، لكنه ينطلق من مفاجأة التفاصيل غير المفسرة، وبالتالى تبدو للناس مثيرة للتساؤل والشك والاتهام بـ«العبث».

لم أتبنَّ الموقف الغاضب. قررت محاولة الفهم. ماذا حدث؟، ولماذا؟. نشترى طائرات «كثيرة»، ونتخلص منها بعد فترة قصيرة لنسدد بثمن بيعها القرض الذي اشتريناه بها. وما يلى نتيجة محاولة الفهم.

في 7 سبتمبر 2019، احتفلت «مصر للطيران» بأولى طائراتها من «إيرباص A220- 300»، التي وصلت إلى مطار القاهرة من مقاطعة كيبيك بكندا. الصفقة تضمنت شراء 12 طائرة توالى وصولها حتى يونيو 2020.

رئيس «مصر للطيران» صرح وقتها: «نفخر بكوننا أول شركة طيران في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والسادسة على مستوى العالم، التي تُشغل طائرات A220 ضمن أسطولها». وأضاف أنها «واحدة من بين الطائرات الأكثر تطورًا وابتكارًا».

تمر مياه كثيرة في النهر، أحد التعبيرات الأدبية التي تعجبنى، ونصل إلى مفاجأة التصريح بمخطط التخلص من الطائرة، التي كانت «من أكثر الطائرات تطورًا وابتكارًا». والحقيقة هي أنه لم يخطئ وقتها، إذ إن ما نُشر عن الطائرة وقتها في المواقع المتخصصة وصفها بأنها تتميز «بكفاءة عالية في استهلاك الوقود، وراحة عالية للركاب، (…)، وبها أحدث محركات توفر وقودًا بنسبة 20% على الأقل».

إذن، ماذا حدث؟. بمراجعة ما نُشر في المواقع المتخصصة في صناعة الطيران نكتشف أن عيوبًا بدأت تظهر في تصميم محرك الطائرة، ليس فيما يختص بالأمان، ولكن بالكفاءة التي ادّعاها مُصنِّعوها. وقررت شركات طيران إيقاف تشغيل هذا النوع بسبب مشاكل في محركاتها.

على قدر ما فهمت، فإن المشكلة تكمن في أنه كان من المفترض أن تخضع المحركات للصيانة بعد 5260 هبوطًا أو رحلة «Landing»، ولكن بسبب عيوب تصميم المحرك، تحتاج للصيانة قبل أقل من 1000 هبوط.

المفاجأة أنه نُشر منذ عام أو أكثر في تلك المواقع المتخصصة أنه حتى مايو من العام الماضى أوقفت شركة مصر للطيران سبع طائرات من طراز A220، البالغ عددها 12 طائرة، لنفس السبب.

أظن أنه لو كلف المسؤولون أنفسهم بشرح قراراتهم لوفرنا قدرًا محترمًا من اللبس نتيجة عدم الوضوح.

حق المعرفة هو حق أصيل للمواطن، حتى لو غضب المسؤول من طرح التساؤلات، وألّا نكون قد قصرنا في التزامنا نحو أهلنا وأنفسنا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بيع الطائرات وحق المعرفة بيع الطائرات وحق المعرفة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:59 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب توفيق يكشف للمرة الأولى سراً عن أشهر أغانيه
  مصر اليوم - إيهاب توفيق يكشف للمرة الأولى سراً عن أشهر أغانيه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة

GMT 13:03 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

فولكس فاجن تكشف عن أسعار أيقونتها Passat موديل 2020

GMT 17:41 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

الفنانة مريم حسن تتعاقد على بطولة مسلسل "أبو جبل"

GMT 23:17 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

دورة تحكيم في جمباز الأيروبيك بالاتحاد الدولي للجمباز

GMT 16:26 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكّد أن الهاتف المحمول أقذر بـ7 أضعاف من مقعد المرحاض

GMT 04:58 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد تستعد لأول مسلسل مع خطيبها الفنان أحمد فهمي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon