بقلم - عبد اللطيف المناوي
بمناسبة زيارة الصحفى البريطانى «ريتشارد كويست» لمصر، والتقرير والبرامج التي أذاعها وكتبها عن تلك الزيارة في (CNN)، وعبّر فيها عن مدى إعجابه بالحضارة المصرية والأماكن التي زارها، سواء القاهرة بدروبها العامرة وطرقاتها الفوضوية الساحرة، أو أهرامات الجيزة، وآثار الأقصر وأسوان، أحب أن أوضح بعض النقاط المهمة للغاية، إذا ما أردنا تنشيطًا سياحيًا قويًا.
أولى النقاط هي أن وزارة السياحة والآثار، ممثلة في هيئة التنشيط السياحى، تقوم بدور مهم في الترويج للسياحة في مصر، وهو مجهود يُشكر، إلا أنه دائمًا كـ«الطبخة» التي تحتاج إلى بعض «الملح»، وأقصد هنا التنسيق مع الشركات السياحية الخاصة أو الوكلاء السياحيين في مصر، والذين ينظمون بعض الزيارات لشخصيات مهمة، وأذكر في هذا الأمر مثلًا زيارة المدرب الإسبانى الشهير «بيب جوارديولا» وزيارته وعائلته الشهيرة التي أجراها لمصر في يونيو الماضى، بعدما أنهى موسمه مع مانشستر سيتى بنجاح كبير.
وقد وضح من تلك الزيارة غياب التنسيق بين المؤسسة السياحية الرسمية والوكيل السياحى الذي نظم رحلة المدرب العالمى، ما يؤكد أن هناك دائمًا شيئًا ناقصًا في هذا الموضوع.
ثانية النقاط هي شعورى بعدم استغلال الرسائل التي يقدمها المشاهير بعد زياراتهم إلى مصر، والانبهار الكبير بحضارتها وآثارها، بحيث تظل مجرد رسائل تنتهى تمامًا بانتهاء رحلة المشهور إلى القاهرة.
أما النقطة الثالثة فهى غياب الترويج للآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، رغم أن هناك سلسلة كبيرة من الافتتاحات خلال الفترة الأخيرة يحضرها الوزير أحمد عيسى، ويحضرها أيضًا الأمين العام مصطفى وزيرى، ولكن تظل صور الافتتاح هي أول وآخر ما تقدمه الوزارة عن الأثر، وأخص بالذكر إعادة افتتاح معبدبن عزرا اليهودى الأخير، ومسجد سليمان الخادم أو سارية الجبل، حيث من المفترض أن تكون هناك برامج تعريفية أكثر للسائحين بهذه الأماكن وأهميتها التاريخية.
رابعة النقاط هي ذلك الشعور الذي تسلل إلىَّ بأن الأجانب يرون آثارنا أفضل منا، وأراجع في هذه الأثناء ما كتبه «بيب جوارديولا» أو حتى البلوجر الشهير «نويل روبنسون»، أو حتى «ريتشارد كويست» عن عظمة الآثار، والتقاط الصور الخالدة إلى جوارها، في حين أرى دائمًا أن المصريين أبناء البلد أنفسهم لا يروجون لآثارهم بنفس الطريقة التي يروج بها السائحون للسياحة بمصر، باستثناءات قليلة جدًا. ولعل أهمهم وأكثرهم أثرًا محمد صلاح.
وأتذكر في هذه اللحظة أن من قال «مصر هبة النيل» هو هيرودوت، وهو في الأصل مؤرخ يونانى وليس مصريًا